النفط يكسر "القطيعة" مع ليبيا ورايس تلتقي القذافي
كسرت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أمس، أكثر من نصف قرن من القطيعة مع ليبيا، بزيارة تاريخية لم يتجاوز زمنها بضع ساعات حيث بدأت في وقت متأخر من مساء أمس مباحثات مع الزعيم الليبي معمر القذافي في “باب العزيزية” فيما أشاد البيت الأبيض ب “الفصل الجديد” من العلاقات مع الجماهيرية، ولم تخف وزيرة الخارجية أن زيارتها لليبيا تنطلق من نقاط استراتيجية تتمحور حول النفط والطاقة، ودور ليبيا في محاربة “الإرهاب”، بينما دعت مؤسسات حقوقية رايس إلى فتح ملفات حقوق الإنسان مع الزعيم الليبي وخصوصاً ملف المعارض فتحي الجهمي (66 عاما) المحتجز لدى السلطات الليبية.
وتأمل رايس بهذه الزيارة الأولى لوزير خارجية أمريكي إلى ليبيا منذ 55 عاما، في أن تحقق نجاحا دبلوماسيا نادرا لإدارة بوش وان تظهر لكوريا الشمالية وإيران الفوائد التي يمكن أن تحصلا عليها بتخليهما عن أسلحة الدمار الشامل.
واجتمع وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم مع رايس في طرابلس حيث تناول الاجتماع علاقات التعاون وسبل تطويرها. وقال شلقم إن ليبيا والولايات المتحدة عبرا عن ارتياحهما لما وصلت إليه العلاقات الثنائية في المجالات السياسية، وأضاف أن المباحثات تناولت التطور الذي وصل إليه التعاون الاقتصادي خاصة في مجال النفط، وأوضح أن النقاش تناول القضايا الدولية المهمة مثل العراق وفلسطين والعلاقات الأمريكية السورية وأهمية دور سوريا، والوضع في لبنان والتطورات الإقليمية والعلاقات الأمريكية- الإيرانية.
وقال شلقم “تحدثنا عن العمل الدولي المشترك لمقاومة الإرهاب والتطرف”، وأضاف “أن رايس عبرت عن حرصها وحماسها لتطوير العلاقات، وأن تكون هناك آليات لذلك، وأن يكون هناك تواصل وحوار سياسي معمق”.
واستقبلت رايس التي حطت طائرتها في مطار معيتيقه العسكري قرب طرابلس من قبل الأمين الليبي لشؤون الأمريكيتين في الخارجية الليبية احمد الفيتوري، وبدأت على الفور مباحثات مع نظيرها الليبي عبد الرحمن شلقم.
وقالت رايس في لشبونة حيث توقفت قبل التوجه إلى العاصمة الليبية “إنها لحظة تاريخية”، وأضافت “بكل صراحة لم أكن اعتقد أبدا أني سأزور ليبيا، انه لأمر مهم”، وتابعت “إنها بداية و(مؤشر) انفتاح، وليست نهاية المطاف”. وقالت “اعتقد أن (هذه الزيارة) أظهرت أن الولايات المتحدة ليس لديها أعداء دائمون”، وأشارت إلى “الدور المهم الذي تقوم ليبيا به في المغرب العربي والاتحاد الأفريقي”، مؤكدة رغبتها في أن تبحث مع الزعيم الليبي الوضع في السودان “حيث تقوم ليبيا بدور مهم”.
وأكدت أن زيارتها تهدف إلى التوصل إلى اتفاقات تبادل في مجالات التعليم والثقافة وربما التعاون العسكري، كما ستبحث مسألة حقوق الإنسان ولا سيما قضية المعارض الليبي فتحي الجهمي (66 عاما) الذي يعيش أخوه في المنفى في بوسطن، وأقرت بان النفط يشكل دافعا لزيارتها، وقالت “إن ليبيا تملك احتياطيا كبيرا مثبتا وغير مثبت وهي أيضا تملك احتياطيا مهما من الغاز، وهذا أمر مهم”.
وكان آخر وزير خارجية أمريكي زار ليبيا جون فوستر دالاس، عام 1953.
وتغادر وزيرة الخارجية الأمريكية طرابلس ليلا متوجهة إلى تونس محطتها التالية في جولة تقودها أيضا إلى الجزائر والمغرب.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد