النمسا: سحب الجنسية ممن يشاركون بأعمال إرهابية بسورية
وافقت الحكومة النمساوية على قرار يقضي بسحب الجنسية وحق اللجوء من النمساويين الذين ينضمون إلى صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية.
ونقلت التلفزة النمساوية عن متحدث باسم وزارة الداخلية النمساوية في فيينا قوله "إن وزراء الداخلية والخارجية والعدل وافقوا على فرض عقوبة سحب الجنسية النمساوية وحق اللجوء من الاشخاص الذين يشاركون باعمال أو نشاطات إرهابية في سورية أو يثبت انهم ينتمون إلى تنظيمات جهادية تكفيرية ومشاركتهم في الاعمال القتالية والانضمام إلى معسكرات ارهابية ومن ثم احالتهم الى القانون والمحاكم المختصة".
وأوضح المتحدث أن "النمسا تسعى لوقف تلك العمليات والحد من توسعها ومعاقبة كل من يشارك في مثل هذه النشاطات حرصاً على سلامة وأمن النمسا وتفادياً وخشية من تفاقم آثار عودة الارهابيين الى فيينا وأوروبا عبر النمسا" لافتاً الى أن "قانون ودستور النمسا كدولة محايدة يحرم المشاركة في أي عمل قتالي أو عسكري أو الذهاب الى المشاركة في مناطق النزاع المسلح على الصعيد الرسمي أو الشخصي تحت طائلة تحمل المسؤولية".
وأضاف المتحدث أن القرار الحكومي يقضي أيضاً "بمنع مغادرة أي شخص قاصر خارج أراضي الاتحاد الأوروبي دون موافقة ذويه" مشيراً إلى أن "النمسا افتتحت مركزاً خاصاً لمراقبة المتطرفين والاستعلام عن النزعات المتطرفة والاصولية والسلفيين بين الشباب في النمسا بما فيها على الصعيد الاجتماعي والأسري".
وأوضحت التلفزة النمساوية أن هذا القرار جاء بعد مباحثات حكومية مطولة اثر تزايد عدد النمساويين من أصول شيشانية وقوقازية وتركية وعربية ممن يحملون الجنسية النمساوية وحق اللجوء في النمسا الذين يتسللون الى سورية وينضمون الى صفوف المجموعات الإرهابية المتطرفة فيها.
وحذرت وزيرة الداخلية النمساوية يوهانا ميكل من استغلال الجنسية النمساوية في أعمال ونشاطات ارهابية تؤثر على مكانة وسمعة النمسا موضحة أن "استغلال الدين يعد أمراً مخالفاً للقانون والأخلاق ويجب محاسبة من يستغله".
من جهتها نقلت صحيفة دي بريسه النمساوية عن باحثين اجتماعيين قولهم إن "الشبان والشابات من اصول إسلامية بعضهم ينحدر من عائلات وظروف اجتماعية واسرية متواضعة وفقيرة تم التأثير عليهم وغرر بهم بالذهاب إلى سورية للمشاركة فيما يسمى /الجهاد/" موضحة أن "أولئك الشبان تأثروا بذويهم وبالتعاليم التي تلقوها عبر أشخاص يقومون بتحريف تعاليم الدين الإسلامي ومفهوم الجهاد".
يذكر أن وزارة العدل النمساوية أعلنت سابقاً عن إحالة عدد من الإرهابيين ممن شاركوا في أعمال قتالية إلى محاكم مختصة في فيينا بعد عودتهم من سورية ووضعت الكثير منهم تحت المراقبة.
وكانت سلطات الأمن النمساوية داهمت قبل عدة أيام مراكز اسلامية ودور عبادة في مدينة غراتس وسط النمسا اعتقلت خلالها اشخاصا واستولت على مواد الكترونية أظهرت علاقة وطيدة بين تلك المجموعات والتنظيمات الإرهابية وعلاقتها بتجنيد الشبان بداعي "الجهاد" في سورية ومازالت التحقيقات مستمرة لمعرفة المزيد واتخاذ الاجراءات الضرورية بحقهم حسب مصادر النيابة العامة النمساوية.
يشار إلى أن التحذيرات التى يطلقها مسؤولون أمريكيون وغربيون وغيرهم من خبراء ومحللين في شؤون الإرهاب تزايدت من احتمال قيام المسلحين الاجانب الذين يتدفقون الى سورية للقتال إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة بهجمات ارهابية في بلدانهم عند العودة إليها.
وكالات
إضافة تعليق جديد