النواب الأمريكي يساوي بين المهاجرين اليهود والمهجرين الفلسطينيين
صنف مجلس النواب الأميركي، في قرار صوت عليه بالإجماع، أمس، اليهود الذين غادروا الدول العربية، بمثابة «لاجئين». وطالب بإدراج قضيتهم ضمن أي اتفاق لتسوية مشكلة الشرق الأوسط، ما يمهد للمطالبة بتعويضات من الدول العربية أو ثنيها عن الإصرار على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة.
وسرد القرار، غير الملزم، تاريخ «معاناة اليهود على مدى العقود»، داعياً واشنطن إلى أن تأخذ في الحسبان قضية «اللاجئين» اليهود والمسيحيين عند إصدار أي قرارات دولية بشأن تسوية مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، من دون أن يشير إلى أن إسرائيل هي التي جلبت اليهود العرب إليها بالترغيب حيناً والترهيب أحياناً.
واعتبر النواب في القرار أن «قضية اللاجئين الفلسطينيين حظيت باهتمام كبير من قبل دول العالم، بينما لم يحظ اللاجئون اليهود الذين خرجوا من الدول العربية والإسلامية بالقدر نفسه من الاهتمام». وأشاروا إلى أنه تم «إجلاء ما يقرب من 850 ألف يهودي من الدول العربية منذ إعلان قيام إسرائيل».
وأشار القرار إلى «إعراب الولايات المتحدة في العديد من المناسبات والوثائق عن قلقها بشأن سوء المعاملة وانتهاك الحقوق، والتهجير الإجباري، ومصادرة ممتلكات الأقليات عامة واليهود الذين أخرجوا من الدول العربية خاصة».
وذكر القرار «بمذكرة التفاهم التي وقعها الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر ووزير الخارجية الإسرائيلي موشي ديان في العام ,1977 والتي تنص على أن مشكلة اللاجئين الفلسطينيين واللاجئين اليهود ستبحث حسب القواعد التي يتم الاتفاق عليها... وبتصريحات لكارتر في العام ذاته، قال فيه إن هناك لاجئين يهوداً لهم حقوق اللاجئين الآخرين أنفسهم... وبتصريحات للرئيس السابق بيل كلينتون في العام 2000 طالب فيها بإنشاء صندوق دولي للاجئين، وأن يكون هناك صندوق للإسرائيليين الذين حولتهم الحرب إلى لاجئين. وقال كلينتون في تلك التصريحات إن إسرائيل مليئة باليهود الذين عاشوا في دول عربية، وجاءوا إلى إسرائيل بعد أن تحولوا إلى لاجئين في بلدانهم التي كانوا يعيشون فيها».
واعتبر النواب في قرارهم أن تعريف «لاجئ» ينطبق على اليهود الذين «فروا من اضطهاد الأنظمة العربية». وأكد القرار أنه «لا يمكن التوصل إلى سلام شامل بين العرب وإسرائيل من دون التعامل مع قضية اجتثاث التجمعات اليهودية التي تعود لقرون في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودول الخليج»، محذرين من أنه «لن يكون من اللائق أن تعترف واشنطن بحقوق اللاجئين الفلسطينيين من دون الاعتراف بحقوق مساوية للاجئين اليهود من الدول العربية».
ودعا القرار «الرئيس الأميركي إلى إصدار تعليماته لمندوبه لدى الأمم المتحدة وكافة ممثلي الولايات المتحدة في المحافل الدولية لكي يقرنوا أي إشارة إلى حقوق اللاجئين الفلسطينيين بإشارة مماثلة إلى حقوق اللاجئين اليهود من الدول العربية، وضرورة الاعتراف بحقوق اليهود اللاجئين من الدول العربية في أي اتفاق للتسوية الشاملة في الشرق الأوسط».
المصدر: أ ش أ
إضافة تعليق جديد