اليمن: «أنصار الله» تتجه شرقاً إلى شبوة

10-04-2015

اليمن: «أنصار الله» تتجه شرقاً إلى شبوة

في ضوء المراوحة الميدانية لـ «عاصفة الحزم»، انضمت المقاتلات المصرية، للمرة الأولى، أمس، لتنفيذ مهامها القتالية في اليمن، لتصبح بذلك الدولة الثالثة، بعد السعودية والإمارات، التي تشارك عملياً في الحرب، ولكنّ ذلك لم يمنع تقدّم جماعة «أنصار الله» ميدانياً، متمكنة من السيطرة على مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة الشرقيّة، فيما كانت واشنطن تصعّد لهجتها ضدّ دور طهران في اليمن، وتؤكّد، في الوقت ذاته، إنّها لا تسعى إلى المواجهة معها.يمنيون في أسواق مدينة صنعاء القديمة أمس (رويترز)
ويبدو أن باكستان بدأت تظهر ميلاً لأداء دور «الوسيط» في الأزمة اليمنية، حيث اعلن رئيس وزرائها نواز شريف، بعد لقائه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الحاجة إلى التفكير في سبل ووسائل إنهاء النزاع في أسرع وقت «بطريقة سلمية».
وبعد تقديمه اقتراحاً إيرانياً يدعو المجتمع الدولي إلى فرض وقف لإطلاق النار وإرسال مساعدات إنسانية ودعم الحوار بين اليمنيين وتشكيل حكومة تضمّ كل الأطراف، التقى ظريف، في ختام زيارته لإسلام آباد، قائد الجيش الباكستاني راحيل شريف الذي التزم الصمت حيال كيفية الردّ على طلب السعودية انضمام باكستان إلى «التحالف»، في حين ذكر بيان الجيش أن «النقاش ركّز على أمن المنطقة وشمل الوضع الآخذ في التطور في الشرق الأوسط وإدارة الحدود الإيرانية ـ الباكستانية والتعاون الدفاعي والأمني بين البلدين».
ولكن وزير الخارجية الباكستاني سارتاج عزيز كان قد أعلن أنّ «التوافق الذي يظهر في البرلمان هو على ألّا تشارك باكستان في أي عملية عسكرية. علينا أن نحاول التوسط والتأثير وتسهيل الحوار السلمي».
وجاء تصعيد الولايات المتحدة لهجتها ضدّ طهران، على لسان وزير خارجيتها جون كيري الذي أكّد، في الوقت ذاته، أن واشنطن «لا تسعى إلى المواجهة». وقال لشبكة «سي بي اس ان» إنّ بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي بينما تجري زعزعة استقرار كل المنطقة، كما أنها «تعلم» أنّ إيران تسلّح الحوثيين. وأضاف أنّ واشنطن رصدت رحلات من إيران باتجاه اليمن.
وبينما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنّ سلاح الجوّ الأميركي بدأ عملية تزويد بالوقود في الجو لمقاتلات «التحالف»، قال كيري «لن نتخلّى أبداً عن تحالفاتنا وصداقاتنا»، موضحاً أنّ الولايات المتحدة مقتنعة «بضرورة الوقوف في صفّ الذين يشعرون أنهم مهدّدون بسبب الخيار الذي يمكن أن تقوم به إيران».
وفيما لم ترشح معلومات حول زيارة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني إلى السعودية حيث التقى «الرئيس» اليمني عبد ربه منصور هادي، استبعدت مصادر ديبلوماسيّة في الأمم المتحدة تمرير مشروع قرار دول مجلس التعاون الخليجي حول اليمن، والذي يتم التفاوض بشأنه بين أعضاء مجلس الأمن الدولي منذ يوم الأحد الماضي.
ووفق المصادر، فإن الاجتماع الذي عقده مندوب السعودية السفير عبد الله المعلمي مع نظيره الروسي فيتالي تشوركين، أمس الأول، لم يسفر عن أيّ تغيير في موقف موسكو الرافض لمشروع القرار الخليجي الذي يدين الحوثيين ويدعو إلى منع وصول الأسلحة إليهم، فيما ترفض السعودية إدخال تعديلات عليه.
وفي السياق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كلّ أطراف الأزمة اليمنية إلى العودة للتفاوض وإظهار حسن النوايا، لإنهاء الأزمة الحالية في البلاد. وقال إنّه «لأكثر من شهرين، قام المبعوث الخاص (إلى اليمن) جمال بن عمر بتسهيل عمليّة مفاوضات شاملة للجميع، وعلى الرغم من أنّ الخلافات لا تزال قائمة بشأن القضايا المهمة، لكن تم حل العديد منها».
ومع تكثيف الغارات في أنحاء البلاد، انضمت مصر، للمرة الأولى، أمس، للمشاركة في القصف، بحسب ما أعلن المتحدث باسم «التحالف» أحمد عسيري.
وعرض عسيري، في مؤتمره الصحافي اليومي في الرياض، مقطع فيديو لقصفٍ بطائرة لأحد المواقع التابعة للحوثيين، مشيراً إلى أنّ «طائرة مصرية هي التي نفّذت هذا الهجوم على هذا الهدف»، وأضاف «ليس من المهم أن نذكر من نفذ، لكن المهم أن تقدم العمليات بجهد متكامل ومتناسق والنتيجة النهائية».
وتمكنت «اللجان الشعبية» التابعة لـ «أنصار الله» والجيش اليمني من دخول العاصمة الإقليمية لمحافظة شبوة شرق اليمن، وذلك برغم الضربات.
وقالت مصادر إنّ زعماء قبليين محليين ومسؤولين عن الأمن سهّلوا دخول الجماعة إلى مدينة عتق، حيث سيطرت على مقار الحكم المحلي ومجمعات القوات الأمنية، ما دفع مقاتلات «التحالف» إلى تنفيذ غارات كثيفة على شبوة.
وأكّدت مصادر أخرى أنّ نحو 85 سجيناً فرّوا من السجن في عتق مع انسحاب قوات الشرطة من مقارها في المدينة بعد سيطرة الحوثيين.
وجاءت السيطرة على المدينة بعد اشتباكات اندلعت مع مسلحي القبائل في مناطق عدة في محافظة شبوة، أسفرت عن مقتل العشرات من الطرفين خلال الأيام الماضية.
وبذلك يقترب الحوثيون والجيش من أبرز المنشآت الاقتصادية في اليمن، وهي منشأة الغاز ومركز تصديره في بلحاف على بحر العرب على مسافة 160 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي، كما يقتربون من حضرموت حيث يسعى تنظيم «القاعدة» إلى التمدّد في المحافظة.
وأفاد سكان في مديرية السدة في وسط اليمن بأنّهم استيقظوا ليجدوا أعلام تنظيم «القاعدة» مرفوعة على المباني الحكومية. وقالوا إنّ مجموعة من متشدّدي التنظيم، تحت إمرة قائد محلي يعرف بمأمور الحاكم، سيطرت على المنطقة خلال الليل، حيث أقاموا نقاط تفتيش في أحياء المدينة، وتمركزوا في بعض المؤسسات الحكومية، من دون أي مقاومة.
يأتي ذلك فيما قال سكان إنّ طائرات «عاصفة الحزم» قصفت، أمس، عدداً من المنازل، ما أدى إلى احتراقها في منطقة سناح في الضالع جنوب البلاد. وقصفت المقاتلات مواقع في صعدة وعمران في الشمال، ومواقع عسكرية في محيط صنعاء، بالإضافة إلى أهداف في تعز وفي مرفق ماوية بين تعز وعدن، كما شنّ «التحالف» غارة استهدفت مبنى وزارة الدفاع في العاصمة.
وأعلنت جامعة صنعاء، كبرى الجامعات الحكومية اليمنية، استمرار تعليق الدراسة في جميع كلياتها أسبوعاً إضافياً، بسبب الأوضاع الأمنية التي تشهدها البلاد.
وفي سياق مواز، يبدو أنّ شركات الشحن البحري العالمية تضطرّ إلى تقليص أو تعليق رحلاتها إلى اليمن مع تفاقم الصراع، وهو ما يؤثّر سلباً على إمدادات الأغذية إلى أفقر بلد عربي، في وقت ترتفع فيه الأسعار في السوق المحلي.
ويستورد اليمن حوالي 90 في المئة من حاجاته الغذائية، بما في ذلك معظم احتياجاته من القمح وجميع حاجاته من الأرز. ويتم نقل معظم وارداته الغذائية على سفن أجنبية.
وقال مصدر في قطاع تجارة السلع الأولية، إنّ «الكثير من الشركات المالكة (للسفن) وشركات الشحن ترفض الذهاب إلى اليمن. لا يزال بإمكانك الرسو في عدد من الموانئ لكن عنصر الخوف يتصاعد».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...