اليمن: غارات «التحالف» تسابق مؤتمر جنيف
حددت الامم المتحدة، يوم امس، ثلاثة مرتكزات لمؤتمر الحوار الوطني الذي يعقد برعايتها في جنيف يوم الثامن والعشرين من أيار الحالي، وهي المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الامن الدولي، مشددة على ان لا تعارض بين المؤتمر الاممي و «مؤتمر انقاذ اليمن» الذي استضافته الرياض قبل يومين.
وفي وقت استبق التحالف الاقليمي الذي تقوده السعودية انعقاد مؤتمر جنيف بتكثيف الضربات الجوية على اليمن، برزت مؤشرات ايجابية من الرياض وطهران بشأن المؤتمر الأممي، برغم الشروط التي حددها الطرفان لنجاح هذا المؤتمر، وسط دعوات الى تجديد الهدنة الانسانية، لتهيئة المناخ الايجابي للحوار.
وقال المبعوث الاممي الخاص الى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، خلال مؤتمر صحافي مع نائب الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلي، أن مؤتمر الأمم المتحدة في جنيف سيقوم على ثلاث ركائز أساسية أولها، المبادرة الخليجية وآلية تنفيذها، والثانية تتعلق بالحوار الوطني ومخرجاته، والثالثة تتمثل في قرارات مجلس الأمن.
واضاف ولد الشيخ احمد ان الجامعة العربية والأمم المتحدة اتفقا على ضرورة التوصل إلى هدنة إنسانية في اليمن وتخفيف المعاناة الإنسانية للشعب اليمني في أسرع وقت ممكن وتهيئة الأجواء لاستئناف المفاوضات بين الأطراف اليمنية، والتحضير الجيد لمؤتمر جنيف.
وتابع «لقد دعونا كل الأطراف اليمنية الى هذا الاجتماع، ولدينا إشارات إيجابية منها بالحضور» مؤكدا أن الفترة الراهنة تتطلب إجراء مشاورات لعقد هذا المؤتمر وذلك بداعي قصر الفترة الزمنية وصعوبة الأوضاع في اليمن.
واعتبر ولد الشيخ احمد ان «لا تناقض اطلاقاً بين مؤتمري الرياض وجنيف في ما يتعلق باليمن»، مشيراً الى ان «مؤتمر الأمم المتحدة المرتقب في جنيف سيتضمن العديد من النقاط التي تناولها مؤتمر الرياض وسيتم البناء عليها».
وشدد ولد شيخ أحمد على ضرورة أن تكون هناك هدنة إنسانية على الأرض لتخفيف معاناة الشعب اليمني، وأن يؤدي ذلك لوقف إطلاق النار، مؤكداً انه «لا توجد شروط مسبقة لحضور المؤتمر في ما عدا المرتكزات الثلاثة السابقة، لأنه من المهم أن يأتي اليمنيون إلى جنيف بقلب مفتوح واستعداد للنقاش من أجل إيجاد طريقة واضحة لتطبيق قرارات مجلس الأمن».
في هذا الوقت، اعربت ايران، على لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف، عن تاييدها للحوار بين اطراف النزاع اليمني بلا تدخل خارجي.
وقال ظريف، لدى استقباله ولد شيخ احمد في طهران، ان الجمهورية الاسلامية «تؤيد المبادرات من اجل اعادة المجموعات اليمنية الى طاولة المفاوضات، وترى انه يجب الا يشارك في الحوار اي بلد آخر، غير الاطراف اليمنيين»، لكنه اضاف انه يمكن للدول الاخرى ان «تلعب دورا مساعدا في هذه العملية»، مكررا الدعوة الى وقف لاطلاق النار، على ما نقلت وكالة «فارس».
من جهته، شدد المبعوث الاممي على ضرورة عدم استبعاد اي مجموعة من الحوار الذي يقدم «فرصا اكبر للتوصل الى حل سياسي» للنزاع.
كذلك، رحبت السعودية بمؤتمر جنيف. وقال مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي، انه «في حين تستمر المشاورات السياسية، يتوجب على المجتمع الدولي الضغط على الحوثيين وحلفائهم لتنفيذ قرار مجلس الأمن، ونأمل أن المؤتمر الذي سيعقد في جنيف سيبني على ما تأسس في اجتماع الرياض للتوصل إلى حل سياسي شامل في اليمن»، مشيراً الى ان «مثل هذه الحلول من الصعب التوصل إليها في وقت يستمر فيه الحوثيون في احتلال العاصمة والمناطق الأخرى».
وتابع قائلا: «سعدنا بالتطور الذي أحرز في مؤتمر الرياض الذي عقد مؤخراً، وسوف يكون أساساً لأي محادثات مستقبلية في جنيف».
وفي سياق الاتصالات الديبلوماسية بشأن اليمن، أعلنت وزارة الخارجية الروسية ان الوزير سيرغي لافروف بحث مع نظيره الأميركي جون كيري الملف اليمني، الى جانب قضايا اخرى من بينها الملفان السوري والاوكراني.
وجاء في بيان صادر عن دائرة الصحافة والمعلومات في وزارة الخارجية الروسية ان الوزيرين تباحثا، خلال اتصال هاتفي، في «الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي للمساعدة في إطلاق عملية السلام في هذه النقاط الساخنة»، في اشارة الى اليمن وسوريا واوكرانيا.
الى ذلك، شنت السعودية غارات جديدة على مواقع للحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح في جنوب اليمن، فيما سجلت القبائل الموالية لحكومة الرئيس المتراجع عن استقالته عبد ربه منصور هادي تقدما في معاقل المتمردين في شمال البلاد.
واستهدفت غارات تجمعات للحوثيين على تلة مطلة على تعز في جنوب غرب البلاد، بعدما شن هؤلاء هجوما بقذائف الهاون على احياء في المدينة، بحسب ما قال مسؤول في الادارة المحلية.
كذلك استهدفت غارات للتحالف مواقع للحوثيين في الضالع (جنوب)، وقاعدة العند الجوية في محافظة لحج القريبة.
وفي عدن التي لم تستهدفها غارات منذ يومين، سجلت اشتباكات متفرقة على تخوم المدينة بين الحوثيين وانصار هادي بحسب شهود عيان.
الى ذلك، قال مسؤول محلي ان قصفا سعوديا أصاب مكتب مساعدات دولية على الحدود اليمنية-السعودية.
من جهته، قال المتحدث باسم جماعة «انصار الله» محمد عبد السلام إن قصف الحوثيين لمناطق في جنوب السعودية، يطال المواقع العسكرية السعودية وليس المدنيين كما تفعل الرياض.
وأكد عبد السلام أنه تم قصف منطقة نجران بالصواريخ، مشيرا إلى أن اليمنيين سيتحركون بكل الإمكانات المتوافرة للدفاع عن الكرامة.
ونوه عبد السلام الى أنه يمكنهم استهداف أي مكان بالسعودية، وقال: «رددنا على العدوان وقصــفنا نجــران وجيزان وسنـضرب إلى ما بعــد نجران».
وأشار عبد السلام الى أنه «لا يمكن القبول بالذهاب إلى التفاوض في ظل استمرار العدوان والقصف»، مجدداً التأكيد على ان «مرجعية الحوار هي اتفاق السلم والشراكة، الذي وقعته الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة في 21 ايلول الماضي، ومنوهاً بأن المبادرة الخليجية كانت لعامين وانتهت مع الاتفاق على مخرجات الحوار الوطني».
وفي السياق الميداني، ذكر برنامج الاغذية العالمي ان الهدنة الإنسانية الأخيرة في اليمن لم تكن كافية للوصول إلى جميع المحتاجين للمواد الغذائية ومواد الإغاثة الأخرى.
وجاء في بيان صادر عن البرنامج الاممي انه امكن إرسال المساعدات الغذائية الى أكثر من 400 ألف شخص خلال فترة الهدنة الإنسانية في اليمن، ولكن هذا العدد يمثل نصف العدد الذي كان البرنامج يأمل في الوصول إليهم.
واشار برنامج الاغذية العالمي الى ان اليمن يستورد حوالي 90 في المئة من احتياجاته الغذائية من الخارج، معرباً عن القلق الشديد من تأثير عدم قدرة التجار على استيراد المواد الغذائية، ونقلها إلى جميع أنحاء البلاد على قدرة الناس على إطعام أسرهم.
من جهة ثانية، وصلت باخرة إيرانية محملة بالمساعدات الإنسانية إلى جيبوتي، يوم امس، تمهيداً لخضوعها إلى التفتيش، قبل أن تكمل طريقها إلى اليمن، بحسب مصدر ملاحي في الدولة الإفريقية.
وقالت مصادر أممية إنّ إدارة الجمارك الجيبوتية وممثلين عن الصليب الأحمر الدولي سيتولون عملية تفتيش الباخرة.
(«السفير»)
إضافة تعليق جديد