انهيار جهود المصالحة في اليرموك والجيش يواصل عمليته في مدينة عدرا

16-12-2013

انهيار جهود المصالحة في اليرموك والجيش يواصل عمليته في مدينة عدرا

انهارت جهود المصالحة الشعبية في مخيم اليرموك والمعضمية من دمشق، تزامنا مع اشتعال جبهة عدرا، التي وثق ناشطون مقتل 90 مدنيا فيها حتى ظهر أمس، بينهم من تم ذبحهم.
وأعلنت لجنة المصالحة الشعبية الفلسطينية إخفاق الجهود السلمية التي تقوم بها لتنفيذ اتفاق إنهاء القتال في مخيم اليرموك، ملقية باللوم على قادة المجموعات المسلحة في المخيم.مسلح داخل منزل محترق في حلب امس (رويترز)
وقال رئيس اللجنة الشيخ محمد العمري، في مؤتمر صحافي أمس الأول، ان الطرفين وصلا إلى «طريق مسدود».
وأفادت معلومات أن جوهر الخلافات هو إصرار قادة المجموعات على الاحتفاظ بالسلاح داخل المخيم، بما يسمح بإعادة تمركزهم. وقال العمري إن «مخيم اليرموك هو المكان الوحيد من الأرض السورية التي سمحت فيه ببقاء السلاح بيد المسلحين على أن يتموضعوا على أطراف المخيم ويدافعوا عنه»، مثنيا على جهود الحكومة في هذا الصدد.
إلا أن خليل زغموت، الملقب بابي هاشم وهو رئيس الجانب المفاوض عن المجموعات المسلحة، ألقى اللوم، في بيان منفصل على الانترنت، بفشل المبادرة على الحكومة السورية والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة.
وأعلن ناشطون معارضون أيضا أن «انقلابا حصل على المبادرة» الجمعة الماضي، بإطلاق رصاص وقذائف على أحد التجمعات داخل المخيم، واتهموا عناصر «الجبهة الشعبية» بهذا الأمر، وهو ما نفته مصادر فلسطينية  معلنة أن كتائب المعارضة هي من «أطلق الرصاص بهدف إجهاض المبادرة نتيجة أوامر خارجية». وقال العمري، من جهته، أن «يدنا ممدودة إلى أي مبادرة»، مشيرا في ذات الوقت إلى أن الوضع في المخيم مفتوح «على كل الاحتمالات» الآن، وهو ما يوحي بإمكانية عودة القتال إلى أحياء المخيم المتوتر منذ عام تقريبا.
وقال مسؤول فلسطيني، طلب عدم ذكر اسمه،  إن «المسلحين حاولوا الاحتيال طوال فترة المفاوضات بغرض كسب الوقت وانتظار نتائج ميدانية مساعدة»، وهو سبب مشابه لفشل هدنة أخرى في بلدة المعضمية في ريف دمشق، وذلك بعد رفض قادة المجموعات المسلحة شروط الجيش السوري، المتمثلة بخروج المقاتلين الأجانب واستعادة الحكومة للمؤسسات الرسمية ورفع العلم السوري عليها، كما تسليم الأسلحة الثقيلة التي لدى المجموعات والمتمثلة بالمدافع المحمولة. ووافق الجيش بدوره على تسوية أوضاع المقاتلين السوريين داخل المنطقة في حال قبولهم بالتسوية. وهذه ليست المرة الأولى التي تفشل فيها جهود الوساطة الدائمة، وإن كانت حققت نجاحات سابقة بإخراج مدنيين وأسر سورية يفوق عدد أفرادها الألفين في وقت سابق.
وتشكل الغوطة نقطة توسع خلفية بالنسبة للمعارضة بسبب محاذاتها لبلدة داريا، التي لا تزال منطقة صراع، وأيضا لصلتها بمناطق الغوطة الشرقية المتوترة، كما أنها تعاني من حصار عسكري بسبب تموضع فصائل المعارضة المسلحة في أحيائها. ووفقا لمصادر المعارضة تلخصت مطالب المسلحين، بالإبقاء على أسلحتهم بالكامل، وانسحاب القوات الحكومية بعيدا عن المدينة، والإفراج عن معتقلين، وإدخال المواد الإغاثية والغذائية قبل تنفيذ أي بند، وعلاج الجرحى والمصابين على نفقة الحكومة، وتأهيل المرافق العامة، وهي شروط قالت مصادر حكومية أنها تعجيزية.
أما على الطرف المقابل من المدينة، فواصلت قوات الجيش تقدمها في مدينة عدرا العمالية، تؤازرها فصائل من جيش التحرير الفلسطيني ولجان الدفاع الوطني. ووثقت شبكات ناشطين مرافقين للجيش وموجودين داخل المدينة اكتشاف 90 جثة، غالبيتها لمدنيين، أثناء اقتحام الجيش لأحياء المدينة.
ونفت إحدى الشبكات ما تم تداوله عن نقل عائلات بأكملها إلى الغوطة الشرقية كرهائن، وإن أكدت سرقة صوامع الحبوب والطحين، بما يساوي عشرات الأطنان ونقله إلى مدينة دوما التي تحتلها الكتائب الإسلامية.
واضطر وزير الإعلام عمران الزعبي للظهور في مقابلة تلفزيونية أمس الأول، للرد على تفاقم مشاعر الاحتقان الشعبي وحملة انتقادات غير منظمة لخسارة عدرا واخبار المجازر التي حصلت. وتجاهل الإعلام الرسمي خبر عدرا في اليوم الأول، إلا أنه حاول سد فجوة الغياب في اليوم التالي عبر بيان للجيش السوري، وخبر ميداني عن تقدم الوحدات في أطراف المدينة.
واجتهد الزعبي، الذي اعترف بحصول «مجزرة كبيرة بحق أبناء مدينة عدرا تبقى ظروفها وعدد ضحاياها وتفاصيلها غير معروفة»، لإعادة تلوين الصبغة الطائفية التي اتسمت بها أخبار القتل والمذابح، بالإشارة إلى أن ما جرى «من جرائم على يد المجموعات الإرهابية لم يستهدف فئة أو طائفة معينة من السوريين، والقول بذلك ليس دقيقا أو صحيحا، ومن يتبنى نظرية استهداف فئة أو طائفة معينة، سواء عن حسن نية أو سوء نية، يكون قد حقق ما يأمله الإرهابيون ويتمنونه» وذلك في إشارة إلى كثرة الأخبار التي أشارت إلى استهداف طوائف بعينها في عمليات التصفية الميدانية، وهو ما ازدحمت به صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، لدرجة الإعلان عن أسماء اسر بأكملها اختارت «تفجير نفسها باسطوانات الغاز أو القنابل الدفاعية» لتجنب الذبح أو الخطف الذي اشيع حصوله.
إلا أن المسؤول السوري، طلب التريث، معتبرا أن مصادر المعلومات على الانترنت قد لا تكون دقيقة، مشيرا إلى وجود بعثة إعلامية مرافقة للجيش تنتظر تأمين دخول عدرا. وبرر وزير الإعلام سقوط المدينة المفاجئ بأن «القوات المسلحة لا يمكن لها الانتشار على كامل أراضي البلاد»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه بالرغم من ذلك «فهي تقوم بواجبها وتتصدى للإرهابيين الذين يحاولون بث الخوف والذعر بين المواطنين وإرباك الدولة، وتكبدهم خسائر كبيرة وتحقق انتصارات على الأرض، في الوقت الذي تحرص فيه على حماية المدنيين والمنشآت والبنى التحتية».
وأمس تقدم الجيش مستعيدا منطقة المستوصف والمخفر، كما قصف الطيران الحربي محيط المدينة لتسهيل عملية اقتحام القوات البرية. وأغار الطيران الحربي ايضا على محيط مدينة يبرود ومزارع ريما أيضا.

زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...