بأغلبية أصوات مجلس النواب اللبناني .. العماد عون اليوم رئيساً للجمهورية
اكتملت التحضيرات في قصر بعبدا، وكل شيء بات جاهزاً بانتظار رئيسه الجديد. وقت طويل مرّ على فراغ كرسي الرئاسة، 29 شهراً ربما كانت أطول من ذلك بكثير بقياس «الجنرال»، أو أقل بقياس مواطنين ضبطوا ساعاتهم على لقمة العيش.
ومع انتخاب عون اليوم تصل أزمة الرئاسة في لبنان إلى خواتيمها لكن يبدأ استحقاق آخر مرتبط بتشكيل الحكومة. وبعد ساعات من بدء اليوم الاثنين تتوجه أنظار اللبنانيين إلى المجلس النيابي الذي سينتخب رئيساً جديداً للجمهورية اللبنانية، بينما بات واضحاً أن رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون سيكون الرئيس المنتخب مع إعلان معظم الكتل النيابية تأييدها ترشيحه وطلب المرشح المنافس رئيس تيار المردة سليمان فرنجية من النواب الذين يؤيدونه التصويت بورقة بيضاء لتنتهي حقبة الشغور الرئاسي الذي استمر نحو عامين ونصف العام. هي فترة شهدت تجاذبات وتداخلات سياسية بين الداخل والخارج انتهت بتسوية لإعادة تشكيل سلطة وبالتالي انتصار مؤسسة الرئاسة. ويجمع الكتاب والمحللون في لبنان على أن توافر ظروف محلية وإقليمية ودولية هو الذي أوصل إلى انتخاب رئيس للبنان. وبحسب الكاتب والمحلل السياسي سايد فرنجية فإن «حاجة السعودية لفصل مسار لبنان عن مسارات المنطقة نتيجة تراجعها الميداني من اليمن إلى سورية والعراق دفعها لتكليف فرنسا بإدارة المفاوضات المرتبطة بملف الرئاسة في لبنان، وهو ما بدأته باريس قبل شهر بدعم فاتيكاني»، لافتاً إلى أنه «حين بدأ الحريري مبادرته كان ذلك بالاتفاق مع السعودية» فضلاً عن حلحلة في الطرف المقابل المتمثل بإيران وحزب اللـه وخصوصاً أنه لم يعد بإمكان الأطراف اللبنانية جميعها تحمل حالة «الفراغ» الحاصلة.
وهذا ما رآه أيضاً ساسين ساسين رئيس مكتب الإعلام في حزب الكتائب اللبنانية، الحزب المسيحي العريق الذي لن ينتخب عون أو فرنجية للرئاسة.
وقال ساسين: «ما وصلنا إليه من تسوية لم يكن وليد ساعته أو مبادرة لبنانية محضة»، مضيفاً إنه «لو لم يكن هناك توافق إقليمي دولي على إنهاء حالة الفراغ لما شهدنا ما شهدناه من تبدل المواقف سواء عند الفريق الذي كان معارضاً لحضور جلسات انتخاب الرئيس (كتلتا عون وحزب اللـه) أو عند الفريق الذي كان معارضاً لوصول عون للرئاسة (فريق 14 آذار). «خلط الأوراق الجديدة» كما قال «لم يكن قناعة داخلية بقدر ما هو توافق إقليمي». بدوره رئيس تحرير موقع «بيروت برس» غسان جواد هو الآخر يرى أن الأمر ما هو إلا نتيجة تسوية إقليمية دون أن يعني ذلك رغبة الرياض بفصل المسار اللبناني عن مسار المنطقة، بل إن ما يحصل هو «جزء من مشهد المنطقة بحيث دخلنا إلى مرحلة حصر الإرث والنفوذ الإقليمي»، لافتاً إلى ما يجري في الشمال السوري والشمال العراقي من تفاهم تركي إيراني روسي أميركي ليست السعودية جزءاً منه، «وبالتالي جاء من قال للرئيس سعد الحريري ابدؤوا بالحد من خسائركم انطلاقاً من لبنان» على حد قوله. وفي هذا الصدد يشير جواد إلى أن «حركة الحريري السياسية ترافقت مع الحديث عن وقف إطلاق النار في اليمن وتحريك ملف البحرين أيضاً». مع انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية في جلسة تعقد عند الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم يطوي لبنان صفحة الشغور الرئاسي، الحدث ليس تفصيلاً بالمعطى التاريخي خصوصاً إذا ما انعكس تحييداً للبنان عما يخطط للمنطقة من تقسيم وفيدراليات. لكن ذلك لا يعني أن ما ينتظر لبنان في المرحلة المقبلة سيكون سهلاً، فما بعد اليوم مخاض جديد يبدأ بالبيان الوزاري والإشكالات التي يمكن أن ترافقه لجهة عناوين الداخل والخارج، ولا ينتهي بتأليف الحكومة ومن ثم قانون الانتخاب وخصوصاً أن الفترة الفاصلة عن موعد الانتخابات النيابية لا تتعدى خمسة الأشهر.
وكالات
إضافة تعليق جديد