برعاية سعودية: صفقة أمريكية - إيرانية
الجمل: تتراوح أزمات الشرق الأوسط ما بين التصعيد والتهدئة، فعندما تتزايد الحشود والتعبئة العسكرية تتزايد معها احتمالات الحرب والتصعيد، وعندما تبرز بعض المعطيات الجديدة المهدئة للموافق تتزايد احتمالات التنفيس وانفراج الضغوط. وحالياً، ويعد صدور تقرير المخابرات الأمريكية ومفاجأة التخمين الاستخبار النهائي إزاء تقديرات الموقف الأمريكي المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، تزايدت الأحاديث والتسريبات السياسية حول احتمالات حدوث العديد من الصفقات الشرق أوسطية.
* الصفقة السعودية لحل الخلاف الإيراني – الأمريكي:
تقول المعلومات بان ملف التفاهم الإيراني – الأمريكي أصبح تحت الإعداد ووضع الترتيبات واللمسات النهائية وسوف يكون هذا التفاهم:
* تحت إشراف المملكة العربية السعودية.
* الأساس الذي يستند عليه هو تقرير المخابرات الأمريكية الأخير حول البرنامج النووي الإيراني.
يعتقد السعوديون بان تخمين المخابرات الأمريكية الأخير قد أبعد خيار العمل العسكري عن طاولة الإدارة الأمريكية وقد شجع هذا الاعتقاد على المضي قدماً نمن أجل إنجاز وتطوير الصفقة خاصة وأن المملكة العربية السعودية سبق أن بدأت بمثل هذه المحولة منذ مطلع عام 2007م.
تقول المعلومات الإسرائيلية بأن الإدارة الأمريكية وتحديداً البيت الأبيض قد كشف للسعوديين في مطلع شهر تشرين الثاني الماضي بأن الإدارة الأمريكية مستعدة لعقد صفقة مع إيران وذلك بشرط أن تتعهد إيران أولاً وقبل كل شيء بـ:
• وقف تهريب الأسلحة عبر حدودها إلى داخل العراق.
• التعهد بعدم التدخل في الانتخابات الرئاسية اللبنانية.
• عدم إعاقة جهود مؤتمر سلام أنابلويس.
وتقول المعلومات بأن هناك احتمالات أن تكون إيران قد وافقت على شروط الصفقة خاصة وأن هذه الشروط لا تتضمن إي إشارة إلى أي التزامات بالنسبة للبرنامج النووي، وتشير بعض المعطيات الميدانية إلى ما يشبه ذلك:
• انخفاض معدلات العنف في العراق.
• تهدئة الميليشيات المسلحة الشيعية لعملياتها ضد القوات الأمريكية.
وبالمقابل فقد صدر تقرير المخابرات الأمريكية الأخير في توقيت يمكن وصفه بأنه:
• لا يناسب معسكر دعاة الحرب في الإدارة الأمريكية مثل ديك تشيني وغيره من أنصار الخيار العسكري.
• يناسب معسكر دعاة الصفقة مع إيران.
* توجهات السياسة الأمريكية الشرق أوسطية الجديد:
حتى الآن، يعتبر القول بوجود توجهات جديدة في السياسة الخارجية الأمريكية في عداد الاحتمالات. وبرغم ذلك، يعتقد المراقبون والمحللون المتفائلون بوجود التوجهات الجديدة، بأن إستراتيجية السياسة الأمريكية الجديدة إزاء الشرق الأوسط سوف تستند إلى:
• إيقاف الإيرانيين لشحنات الأسلحة إلى داخل العراق.
• الضغط الإيراني على حزب الله اللبناني لكي يصبح المجال مفتوحاً أمام انتخاب رئيس لبناني جديد، مقابل أن لا تتدخل واشنطن في عملية اختيار الحكومة اللبنانية الجديدة.
• إيقاف الإيرانيين لشحنات الأسلحة والقنابل إلى داخل أفغانستان.
• القبول بأن تكون المملكة العربية السعودية المسؤولة عن التحكيم والمتابعة والإشراف على حل الخلافات الأمريكية – الإيرانية.
• أن تلتزم الإدارة الأمريكية بالتخلي عن المضي قدماً في مسار توجيه المزيد المزاعم التي تتهم إيران بتطوير الأسلحة النووية.
عموماً، المسرح الشرق أوسطي المتخم بـ"الضغوط الأزموية" أصبح يشهد الكثير من عمليات التهدئة و"تنفيس الضغوط":
• هدأت الخلافات الداخلية اللبنانية بين المعارضة والموالاة حول الرئاسة بعد أن تم التوافق على انتخاب قائد الجيش ميشيل سليمان رئيساً للجمهورية.
• هدأت الخلافات –العلنية منها على الأقل- بين محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية وإيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي.
• هدأت حدة الانتقادات الأمريكية ضد سوريا.
• هدأت نسبياً المقاومة المسلحة في العراق.
• هدأت التصعيدات في ملف الخلاف والصراع التركي – الكردي.
ولكن، على غرار القول الشائع باحتمالات وجود النار تحت الرماد، تشير المعلومات إلى الآتي:
• تشكيك الإسرائيليين في مصداقية تقرير المخابرات الأمريكية.
• مطالبة بعض الإسرائيليين بضرورة أن تعمل إسرائيل من طرف واحد، وبمفردها من أجل القضاء على البرنامج النووي الإيراني.
• اجتماع الزعماء الإسرائيليين بالأدميرال مايك مولين رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة وناقش معهم احتمال قيام إسرائيل بخوض حرب متعددة الجبهات في وقت واحد.
التطورات الجارية على الساحة السياسية تعكس احتمالات التهدئة ولكن التطورات الجارية على الساحة العسكرية الأمريكية – الإسرائيلية، تحمل بعض جوانب التصعيد، ولكن متى وكيف ولماذا؟ وغير ذلك من التساؤلات التي تفيد بأن إدارة بوش قد جربت كل الطرق الأخرى لاستهداف إيران وضربها عسكرياً، ولكن كل الحسابات أدت إلى احتمال حدوث التداعيات المدمرة التأثير أو بالأحرى إلى احتمالات أن يؤدي "فعل" العدوان العسكري الأمريكي – الإسرائيلي ضد إيران إلى "التغذية العكسية" الإيرانية التي سوف لن تؤدي إلا إلى ما لا يحمد عقباه للإسرائيليين. وبالتالي لم يعد هناك من خيار متاح أمام الإدارة الأمريكية سوى تهدئة الشرق الأوسط طالما أن تصعيده سوف يجلب المزيد من الأضرار والكوارث لأمريكا وإسرائيل.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد