برنامج تطبيع اكاديمي اسرائيلي عربي كلف الملايين وبقي سرا لـ 12 عاما

24-10-2010

برنامج تطبيع اكاديمي اسرائيلي عربي كلف الملايين وبقي سرا لـ 12 عاما

منذ اثني عشر عاما وإحدى أغنى النساء الاسرائيليات تقيم برنامجا اكاديميا يجمع بين فتيان وفتيات من طلاب المدارس الاسرائيليين ونظراء لهم من بعض الدول العربية.
ويهدف المشروع، الذي يستغرق عامين، الى تدريس علم امراض القلب والشرايين على ايدي علماء واطباء متخصصين من كبريات الجامعات في العالم.
ويسافر المشاركون والمشاركات إلى الاردن واسرائيل وحتى إلى بعض الدول الاوروبية كما حدث قبل ثماني سنوات عندما اقيم البرنامج في جزيرة رودوس بسبب الاوضاع الامنية المتردية عندما كانت الانتفاضة الفلسطينية في أوجها ودمويتها ابان الهجوم العسكري الاسرائيلي واجتياح الضفة الغربية.
جودي ريختر هي من اغنى النساء في اسرائيل، وقد انفقت ملايين الدولارات على مشروع "نير" كما يسمى وهي تتحدث للمرة الاولى للاعلام عن المشروع.
ذهبت إلى مقر شركتها في تل ابيب وسألتها عن الدوافع وراء هذا المشروع، فقالت: "اذا جعلت الناس يتحدثون مع بعضهم ويحترموا الاختلافات فيمكن ان يتعلموا التسوية وحل الوسط، هذا ما أعلمه للاطفال انك اذا اردت الحياة فعليك القبول بحل الوسط وتبدأ بنفسك ثم مع الاخرين ففي النهاية سيتعلمون التعاون".
وشارك العشرات من الطلاب العرب من الاردن ومصر والمغرب والاراضي الفلسطينية في المشروع.
ففي كل دورة يشارك حوالي ثلاثين طالبا ومنهم فادي زيادات وهو اردني يسكن في عمان.
فبعد ان شارك في المشروع تغير موقفه من الصراع ونظرته حول اسرائيل، إذ يقول: "قبل المشاركة في البرنامج لم اكن اعرف الاسرائيليين ولا الشعب الاسرائيلي ولا عاداتهم ولا تقاليدهم ولكن بعد المشاركة اصبح لدي اصدقاء اسرائيليين وتعلمت عن عاداتهم وطرق دراستهم".
وتنشط في الاردن لجنة لمقاومة التطبيع، وعادة ما كان الاهتمام هو بمقاومة التطبيع الاقتصادي والامني والسياسي، فماذا بشأن التطبيع الاكاديمي كما يسمونه؟
لجان مقاومة التطبيع انتقدت المشروع الذي يكشف عنه للمرة الاولى واعتبرته جزءا من التطبيع الاكاديمي مع العدو.
وقال بادي رفايعة من لجنة مقاومة التطبيع في الاردن لبي بي سي: "الهدف ليس علميا بحثيا، بل غطاء لعملية دمج الناس والتعايش وكما ذكر بعضهم فان التعلم في المعاهد الصهيونية غير افكارهم وتغيرت النظرة تجاه العدو."
احد الطلاب الاسرائيليين الذين انهوا البرنامج دراسة الطب، واسمه يوفال هيلروفيتش، يخدم الآن في الجيش الاسرائيلي كطبيب.
وروى لي هيلروفيتش تفاصيل الاسابيع التي امضاها مع الفتية العرب والتي كانت ممتعة وتعليمية كما قال.
ولكنه اضاف بأن بعض التلاميذ العرب كانوا احيانا يميلون للحديث في السياسية، فقال: "مرة اجرينا مفاوضات مصغرة مع الفلسطينيين، كانت كلعبة، ولكننا تخاصمنا حول الماء والحدود ولم نتفق على كل شيء فليس سهلا كما يظن البعض ابرام اتفاقية سلام".
واضاف هيلروفيتش بانهم اختلفوا ايضا على القدس ومرتفعات الجولان واللاجئين ومع هذا فمازال يوفال على صداقة مع بعض الطلاب العرب.
وترى القائمة على المشروع ان الهدف ليس سياسيا بل تعليميا، والسبب وراء السرية هو لتفادي المشاكل.
لمشروع مستمر بتدريس علم امراض القلب والمزيد من الطلاب العرب واليهود سيلتقون ويتعلمون عن اختلافاتهم وسينشؤا صداقات خلال عدة اشهر ثم يعود كل واحد من حيث اتى.

أحمد البديري

المصدر: BBC

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...