بريطانيا تعلن تقلص الخلاف بشأن الرئيس الأسد و موسكو تفضح بالوثائق تورط أردوغان النفطي مع داعش وواشنطن تدافع بالشائعات
نشرت موسكو أمس صوراً لمسارات قوافل النفط المستخرج من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي في سورية أثناء مرورها عبر الحدود التركية، كوثيقة رسمية تثبت تورط أنقرة مع التنظيم، على حين حاولت واشنطن الدفاع عن شريكتها في التحالف الدولي بأقاويل ادعت فيها أن تلك الحدود تعاني من «ثغرات محدودة» غير مؤمنة كما يجب.
وفي مؤتمر صحفي أمس بثت وزارة الدفاع الروسية صوراً تثبت تهريب النفط بكميات هائلة من مناطق سيطرة داعش في سورية إلى تركيا، وأكد نائب وزير الدفاع أناتولي أنطونوف في مؤتمر صحفي نقله موقع «روسيا اليوم» أن «القيادة التركية العليا والرئيس رجب طيب أردوغان متورطون شخصيا في الاستخراج غير الشرعي للنفط السوري والعراقي وتهريبه إلى أراضي تركيا، والذي تبلغ عائداته قرابة ملياري دولار سنوياً، يتم إنفاقها لتجنيد المرتزقة في أنحاء العالم كافة، وتسليحهم وتزويدهم بالمعدات»، داعياً القيادة التركية إلى «السماح بتفتيش المناطق التركية التي تشير بيانات الوزارة الروسية إلى وجود عقد لتهريب النفط الداعشي فيها».
من جهته، أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، بدء مشاورات مع أعضاء مجلس الأمن الآخرين لصياغة وتبني مشروع قرار جديد يهدف، بحسب وكالة «سبوتنيك»، إلى «تشديد الرقابة على تنفيذ الإجراءات التي تضمنها القرار 2199 القاضي بقطع التمويل عن تنظيمي داعش وجبهة النصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية من خلال بيع النفط والآثار المسروقة والفديات.
وفي مقابل الهجوم الروسي المدعم بالوثائق، حاولت واشنطن الدفاع عن أنقرة فأكد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست في مؤتمر صحفي أمس أن «هناك ثغرات محدودة على الحدود السورية التركية غير مؤمنة كما يجب»، ومدعياً أن «المستهلك الرئيسي للنفط غير القانوني هو (الرئيس) الأسد ونظامه»، دون أن يدعم كلامه بأي وثائق، ورافضاً بحسب «روسيا اليوم»، التعليق على اتهامات موسكو الموجهة إلى الرئيس التركي وعائلته بشراء النفط من تنظيم داعش الإرهابي.
ومن قبرص جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقب لقاء نظيره إيوانيس كاسوليديس على مواصلة روسيا دعم عملية فيينا بعدما «أراد أحد ما بقوة ضرب عملية التسوية السياسية، ومساعدة الإسلاميين في السيطرة على سورية والمنطقة»، في إشارة منه إلى إسقاط تركيا للقاذفة الروسية قبل أيام، معولاً بحسب «روسيا اليوم» على أن جميع المشاركين في مجموعة الدعم الدولية «سيلتزمون بالاتفاقيات، التي تم التوصل إليها فيما يخص تحضير قائمة المنظمات الإرهابية وتشكيل وفد معارضة يُمثل حقيقياً في المفاوضات مع الحكومة» السورية، ملمحاً أنه سيلتقي وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو على هامش اجتماع مجلس وزراء منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في بلغراد» اليوم وغداً الجمعة، للاستماع «لما سيقوله، فربما سيكون شيئاً جديداً مقارنةً بما تم قوله علناً».
كما سيلتقي لافروف في بلغراد نظيره الأميركي جون كيري الذي أشاد بعد اجتماع وزاري لحلف «الناتو» في بروكسل، «بالتزام روسيا في العملية السورية» التي يمكن أن تلعب «دوراً بناءً جداً» فيها، لكنه دعاها، بحسب وكالة «أ ف ب» للأنباء، لأن تكون «صادقة عندما تقول إنها تريد تطبيق» الالتزامات التي تم التوصل إليها في جنيف من أجل حل سياسي للأزمة في سورية، مطالباً روسيا وإيران بدعم العملية السياسية.
من جانبها أعلنت سفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة سمانثا باور أن واشنطن منفتحة على عقد اجتماع وزاري آخر لمجموعة دعم سورية المنبثقة عن محادثات فيينا، في كانون الأول الجاري «على عدد من الأماكن ومنها نيويورك» بعد جولتين في فيينا، معربةً وفق وكالة «رويترز»، عن أملها في استمرار «قوة الدفع لتحقيق عمليات وقف إطلاق نار بصورة محلية على وجه السرعة» في سورية.
وأشارت باور إلى أن اجتماع شخصيات في المعارضة بالسعودية المتوقع هذا الشهر «بالغ الأهمية»، بينما يعمل الأردن على تحديد أي الجماعات (المسلحة) ستوجه لها الدعوة لحضور محادثات السلام.
وفي الأثناء قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير: إن هدف المهمة العسكرية التي أقرتها حكومته في سورية والعراق «أن تصبح مكافحة داعش أكثر فاعلية وألا تتناحر قوات المعارضة والقوات الحكومية»، على حين أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن الخلاف بين الدول الغربية وروسيا بشأن مستقبل الرئيس الأسد «تقلص وسيتقلص أكثر».
وكالات
إضافة تعليق جديد