بعد المسيار والمسفار... الوناسة تقتحم لائحة الزيجات في السعودية

05-09-2008

بعد المسيار والمسفار... الوناسة تقتحم لائحة الزيجات في السعودية

زواج الوناسة: عرف هذا النوع من الزيجات منذ سنين قديمة، فهو ليس وليد أيام قليلة، أو آخر ابتكارات القرن الحادي والعشرين، ولكن شهد انتشاراً ملحوظاً في السنين الأخيرة ولاسيما في المملكة العربية السعودية. 
 بعد المسيار والعرفي وأنواع الزيجات المشبوهة التي ابتكرت في الآونة الأخيرة، والتي لا هدف لها سوى إشباع الحاجات الجنسية، ورفع الحاجات الغريزية لمستوى الزواج، انتشر نوع جديد من الزواج تحت اسم (الوناسة).
وتتلخص فكرة هذا الزواج بارتباط رجل كبير السن بامرأة في كامل صحتها ونشاطها لتعتني به، متنازلة عن حقها في المعاشرة الزوجية، مع تمتعها بكامل حقوقها الأخرى مثل المهر والإنفاق والسكن وحسن المعاملة.
فما الذي يدفع امرأة بكامل صحتها وقوتها للقبول بهذا العرض الناقص؟
أي وناسة هذه التي لا يتمتع بها سوى طرف واحد ألا وهو الزوج العجوز على حين تحول حياة المرأة إلى كابوس؟!
وأي وناسة تلك التي تعيش فيها المرأة ذروة الوحشة والغبن والظلم وهي بمقام الخادمة والممرضة؟
ولولا الحاجة والضغط المادي لما قبلت بهذا العرض المخزي عفواً (المغري)!
فأغلب العرسان الذين تتوافر فيهم المغريات والقدرات التي تدفع المرأة وتشل تفكيرها وتقودها للقبول بزواج الوناسة يظنون أن المرأة بحاجة إلى سكن ولقمة نظيفة بغض النظر عن المتطلبات والاحتياجات الأخرى كالمعاشرة الزوجية التي لا تقل أهمية عن الضروريات الأخرى بل تدفع جميع الاحتياجات خلفها لأنها إذا ما أديت بالطريقة الصحيحة وكانت بدافع الحب والاحترام زادت الزواج متانة وقوة وخلقت شعور التألق عند المرأة التي تشعر أنها ما زالت فتية ومرغوباً فيها من قبل زوجها، هذا الشعور الذي ستزفه المرأة وتعكسه إلى جميع أجزاء وأفراد البيت من خلال تصرفاتها وعلاقاتها معهم.
وفي أحيان كثيرة يظن الرجل، وبطلنا هنا العجوز، أنه سينقذ المرأة من براثن العنوسة على مبدأ (الزواج سترة) وتطبيقاً للمثل المصري (ظل راجل ولا ظل حيطة).
علماً أن الحائط في أحيان كثيرة يحمينا ويمكن الاتكاء عليه لأنه صلب بما فيه الكفاية ليوفر لنا الأمان، لكن في هذا الزواج ستكون الزوجة هي ظل الرجل وحائطه الذي سيتكئ عليه، بل سيساهم في تحطيمه.
على العموم العيش في وحشة العنوسة أفضل مئة مرة من زواج الغبن والظلم والاستغلال، هذا الزواج القاصر العاجز عن منح المرأة أطفالاً يؤمنون لها الونس الحقيقي في الأيام القادمة.
وليس في هذا الكلام دعوة لبتر يد المساعدة للمحتاجين والمسنين والاعتناء بهم ومراعاتهم، ولكن المؤسف بالموضوع هو السعي الدائم لتشويه مؤسستي الزواج والأسرة المقدستين، فكفانا اختراقاً لقدسية المحرمات بذريعة الدين واختراع محللات ومحرمات حسب أهوائنا الشخصية الغريزية الأنانية.

دارين صالح

المصدر: الوطن السورية

التعليقات

انا بدي اشكركن عا المقالات يلي عم تنشروا و اشكر جرأتكم و موضوعيتكم و بتمنا الكم الازدهار و التوفيق

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...