بغـداد: الكتـل تسـتبق النتائـج بالتحـالفـات

10-03-2010

بغـداد: الكتـل تسـتبق النتائـج بالتحـالفـات

مع بدء العد التنازلي لإصدار النتائج الأولية للانتخابات التشريعية في العراق اليوم، انطلقت المشاورات بين الكتل الكبيرة حول تأليف الحكومة المقبلة، فيما دعا رئيس «المجلس الأعلى الإسلامي العراقي» عمار الحكيم، الذي أظهرت تسريبات أن الائتلاف الذي يقوده حل في المرتبة الثالثة، المفوضية العليا المستقلة للانتخابات إلى أن تكون دقيقة وحريصة على أن «لا يُهدر صوت في غير حق، وان لا يحرف صوت عن موضعه»، داعيا العرب ودول الجوار إلى مساعدة العراقيين على تضميد جراحهم. عراقيون يفرغون صناديق الاقتراع بحراسة جندي عراقي في مركز فرز في بغداد أمس
وأظهرت نتائج غير رسمية أن «ائتلاف دولة القانون» بزعامة رئيس الحكومة نوري المالكي حل أولا في المحافظات الجنوبية التسع، وتشغل 119 مقعدا في المجلس. أما في محافظات السنة الأربع، التي تتمثل بسبعين مقعدا، فقد حلت «قائمة العراقية» بزعامة إياد علاوي في المرتبة الأولى. كما حلت «العراقية» في المرتبة الثانية في ثلاث محافظات شيعية، هي بابل والمثنى والبصرة، لكنها جاءت في المرتبة الثالثة في المحافظات الشيعية الست الأخرى بعد «الائتلاف الوطني العراقي» بقيادة «المجلس الإسلامي» و«التيار الصدري» بزعامة السيد مقتدى الصدر.
وبالرغم من عدم صدور أي نتيجة رسمية للانتخابات، يبدو أن عملية «تشكيل» الحكومة ودراسة التحالفات قد انطلقت. وبحث الحكيم مع نائب الرئيس طارق الهاشمي، المرشح على لوائح «العراقية»، الأوضاع السياسية بعد الانتخابات.
ونقل بيان صادر عن مكتب الحكيم عن الهاشمي قوله إن «هذه الزيارة جاءت لإكمال المشاورات والمباحثات التي بدأت قبل الانتخابات، كما تبادلنا وجهات النظر في العملية الانتخابية ومناقشة الاستحقاقات السياسية التي تتطلبها المرحلة المقبلة».
من جانبه، أكد الحكيم «المضي قدماً في تكريس الشراكة الحقيقية وتجاوز أخطاء المرحلة السابقة وبناء حكومة الخدمة الوطنية التي توفر للمواطن الخدمات والرفاهية والعيش الكريم». وأوضح أن «القوائم الكبيرة بدأت عملية مشاورات واتصالات لتنضيج رؤية موحدة من شأنها أن تساهم في عملية تشكيل البرلمان والحكومة».
وكان علاوي والهاشمي بحثا «النجاح المتميز» الذي حققه تكتلهما في الانتخابات. وذكر بيان صادر عن مكتب الهاشمي انه اتفق مع علاوي على «عقد اجتماعات عاجلة على مستوى قيادات الائتلاف لبحث التفاصيل، مع التأكيد على الالتزام بالوعود التي قطعها الائتلاف للناخبين أثناء الحملة الانتخابية والسعي من اجل التغيير».
وقال الحكيم، في بيان، «إلى إخواننا وأخواتنا في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، لقد قمتم بواجبكم بشرف ومهنية وان أصوات هذا الشعب أمانة الآن بين أيديكم وأنتم أهل لحفظ الأمانة، فكونوا دقيقين وحريصين على أن لا يُهدر صوت في غير حق، وان لا يحرف صوت عن موضعه، ولتكن صدروكم واسعة كي تستوعب كل اعتراضات أخوتكم، وان تكونوا جادين ودقيقين في متابعة كل اعتراض. إنها ليست مجرد أوراق أو أصوات بل هي قرارات وإرادة وآمال وطموحات هذا الشعب الذي هو شعبكم».
وطالب «أخوتنا في الدم والعروبة بإعانة العراقيين على أن يضمدوا الجراح، وساهموا في بناء أحلامهم، فوحدتهم لكم وقوتهم لعزكم، واعملوا معهم كي يكون هذا الوطن جسرا للتواصل وليس محطة للتقاطع. إلى إخوتنا في الدين والجيرة نقول إن أخوتكم في العراق قد رسموا طريقهم باللون البنفسجي، وان أحلامهم تتشابك مع أحلامكم في الحرية والكرامة والسلام والازدهار، وهم يرفعون شارات المحبة ويرسمون لأطفالهم وأطفالكم آمال المستقبل، فارفعوا لهم شارتكم وارسموا معهم مستقبل المحبة والازدهار. إلى أصدقاء العراق في العالم أقول إن العراق تواق لبناء افصل العلاقات وأمتنها معكم على أساس المصالح المشتركة السياسية والاقتصادية والثقافية، ويتطلع لمساهمتكم الفعالة في دعم مشروعه الوطني وإعادة اعماره».
إلى ذلك، وفي حين تتواصل أعمال الفرز بعد الإقبال الكبير على الانتخابات، الذي وصل إلى 62 في المئة، قال مدير العمليات في مفوضية الانتخابات وليد الزبيدي إن «المفوضية بدأت في إدخال المعلومات إلى قاعدة البيانات وستعلن نتائج فرز أول 30 في المئة من الأصوات غدا (اليوم)». وكان حوالى 6200 شخص ترشحوا لمقاعد البرلمان الـ 325.
وقال النائب عن «دولة القانون» سامي العسكري إن القائمة حصلت على 45 في المئة من الأصوات في بغداد (68 مقعدا)، وإنها قد تفوز بحوالى نصف المقاعد في النجف. وأضاف أنها تأتي في الترتيب الثالث في بعض المناطق في الشمال بعد «العراقية» و«التحالف الكردستاني». واعتبر أن «قائمة دولة القانون ستكون أكبر قائمة في البرلمان الجديد، وطبقا للدستور سنكون القائمة التي سترشح رئيس الوزراء المقبل»، لكنه أوضح انه «من المحتم أن تحتاج القائمة إلى التحالف مع قائمة أو قائمتين أخريين».
وفي طهران، أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، أمام البرلمان، «أن الشعب العراقي النبيل رد على أميركا التي كانت تبغي التدخل في شؤونه الداخلية بشكل أفقدها صوابها السياسي». وأشاد بالشعب العراقي الذي شارك في الانتخابات بشكل «رائع للغاية». وقال للأميركيين «إن هذا الشعب رد عليكم عبر مشاركته في الانتخابات، وعليكم أن تدركوا أن إطلاق المفردات السيئة ضده يزيد من كراهيته لكم».
وكان مجلس الأمن الدولي اعتبر، في بيان، أن الانتخابات «خطوة مهمة» نحو تعزيز وحدة العراق. وأشاد أعضاء مجلس الأمن الـ 15 في بيان بالعراقيين «لأنهم اظهروا التزامهم بعملية سياسية سلمية تامة وديموقراطية».
وأعلنت قوات الاحتلال الأميركي مقتل جنديين، وإصابة اثنين، في حادث سيارة أمس الأول. وبذلك يرتفع إلى 4381 عدد جنود الاحتلال الذين قتلوا منذ الغزو في العام 2003. وقتل عراقيان، وأصيب 7، في انفجار عبوات قرب تكريت وكركوك.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...