بوتين يرجح التوصل إلى اتفاق روسي أمريكي بشأن الأزمة في سورية قريبا
رجح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التوصل إلى اتفاق روسي أمريكي بشأن الأزمة في سورية قريبا مشيرا إلى أن روسيا والولايات المتحدة “قد تعلنان قريبا عن اتفاق” بهذا الشأن.
وقال بوتين في مقابلة مع وكالة بلومبرغ نشرت اليوم.. أنه لا يستبعد أن تعلن موسكو وواشنطن قريبا عن التوصل إلى اتفاق بشأن تسوية الأزمة في سورية واصفا المحادثات بأنها “صعبة جدا” لكنه أكد في الوقت ذاته أن “الطرفين يتحركان بشكل تدريجي في الاتجاه الصحيح”.
واعتبر بوتين تعليقا على احتمال الاعتماد على مجموعة العشرين كأحد المحافل لبحث الوضع في سورية أنه لا يجوز للمجموعة التدخل في المواضيع السياسية الدولية وأنه يجب أن تبقى ناديا اقتصاديا لأهم لاعبي السوق العالمية.
وقال.. “أعتقد أنه من الأفضل ألا تتدخل مجموعة العشرين في هذه المواضيع وهناك محافل أخرى” مضيفا.. “لا شك في تأثير السياسة على العمليات الاقتصادية” ومشيرا إلى أن إدراج مسائل سياسية على جدول أعمال العشرين سيؤدي إلى “تحميل الاجتماعات أكثر مما تحتمل”.
ورأى بوتين أن ادخال قضايا سياسية على جدول الأعمال سيؤدي إلى “انجرار المجموعة لمناقشات لا نهاية لها” بدلا من بحث المسائل المالية والتحولات الهيكلية في الاقتصاد والتهرب من الضرائب وقال.. “من الأفضل أن تستخدم لذلك محافل دولية أخرى مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع لها”.
من جهة أخرى أعرب بوتين عن رغبة بلاده بالتوصل إلى اتفاق حول مسألة تثبيت إنتاج النفط مشيرا إلى حق إيران باستعادة حصتها السوقية بعد رفع العقوبات الدولية عنها.
وقال بوتين إن طهران “بدأت بإنتاج منخفض جدا لكن بعد رفع العقوبات الدولية عنها سيكون من الظلم أن تحافظ على إنتاجها للنفط عند مستويات فترة العقوبات”.
وأشار بوتين إلى أنه “سيكون من الصحيح إيجاد نوع من الحل الوسط بشأن إنتاج النفط” مشيرا إلى أنه سيناقش خطة تثبيت إنتاج الخام خلال قمة مجموعة العشرين في الصين الأسبوع المقبل .
وارتفعت أسعار النفط أكثر من 10 بالمئة خلال الشهر الماضي وسط توقعات بأن منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك ستتوصل إلى اتفاق حول تجميد إنتاج في اجتماع مزمع عقده بالجزائر العاصمة هذا الشهر.
ودعا بوتين جميع الدول المعنية بهذا الشأن لاتخاذ قرار مناسب مؤكدا ثبات الموقف الروسي من هذه القضية وقال.. “نحن لا نرفض فكرة تثبيت الإنتاج.. نحن لم نغير موقفنا”.
وكان وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك لعب دورا قياديا في محادثات مع منتجي أوبك للتوصل إلى اتفاق حول تثبيت إنتاج النفط عند مستويات كانون الثاني الماضي.
من جانب اخر أعلن بوتين قبيل لقائه رئيس الوزراء اليابانى شينزو ابى في فلاديفوستوك أن روسيا “لا تتاجر بأراضيها” لافتا إلى رغبة بلاده بالتوصل إلى حل لقضية جزر الكوريل.
وقال بوتين تعليقا على مطامح طوكيو والدعوات إلى مراجعة نتائج الحرب العالمية الثانية.. إن “من شأن هذه المساعي أن تفتح اعادة النظر في تبعية الأراضي التي يجب أن تكون شاملة في مثل هذه الحال وأن تطال المسائل المتعلقة بتبعية أراضي شرق ألمانيا وغرب أوكرانيا وبعض أراضي المجر ورومانيا” مضيفا.. “سيكون بإمكاننا التوصل إلى حلول وسط بشأن الجزر اذا وصلنا الى المستوى العالى من الثقة مع اليابان” على غرار الثقة القائمة بين روسيا والصين.
وكان الكرملين رجح أن تتم مناقشة قضية جزر الكوريل خلال لقاء بوتين ورئيس الوزراء الياباني.
وأوضح بوتين أن الحديث بشأن الجزر لا يدور حول تبادل أو بيع أراض وإنما حول البحث عن “حل لا يشعر فيه أي من الطرفين بأنه خاسر أو مغلوب” لافتا إلى أن شركاء روسيا اليابانيين يبدون الآن الرغبة بالعودة لمناقشة هذا الموضوع الذى تمت مناقشته خلال السنتين الماضيتين بمبادرة الجانب الياباني.
-- كما أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الحوار الروسي الأمريكي حول مكافحة الإرهاب “يتركز” على فصل “المعارضة” عن الإرهابيين في سورية لافتة إلى أن المماطلة في هذا الفصل تثير أسئلة كثيرة وحتى شبهات لدى الجانب الروسي.5
وكان وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمريكى جون كيري بحثا خلال اتصال هاتفي أمس آفاق التعاون بين موسكو وواشنطن في محاربة التنظيمات الإرهابية في سورية.
قال إيليا روغاتشوف مدير قسم التحديات والأخطار الجديدة التابع للخارجية الروسية في حديث لوكالة نوفوستي الروسية اليوم إن “الجانب الأمريكي وعد منذ زمن طويل بفصل ما يسمى “المعارضة المعتدلة” عن تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي في شمال سورية إلا أن عملية الفصل هذه لا تزال تتعثر” موضحا بهذا الصدد أن “واشنطن لا تزال توجه أسئلة إلى موسكو بهذا الشأن وتعترض على توجيه القوات الجوية الروسية ضربات إلى مواقع تابعة للمعارضة المعتدلة”.
من جانب آخر كشف روغاتشوف عن عزم موسكو تطوير الحوار مع النظام التركي في هذا المجال مشيرا إلى وجود أسئلة كثيرة لدى روسيا بهذا الشأن مع استمرار دعم “جبهة النصرة” الإرهابية عبر الحدود التركية السورية.
ونبه روغاتشوف إلى أن المماطلة في الفصل بين المعارضة والإرهابيين تساعد التنظيم الإرهابي المذكور على المناورة وعلى تشكيل تحالفات بمشاركة فصائل معارضة.
ولطالما دعت روسيا إلى إغلاق الحدود التركية مع سورية لمنع تدفق الإرهابيين إليها حيث أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في وقت سابق الشهر الماضي أن الولايات المتحدة تعمل على منح تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي استراحة بتقديمها شروطا جديدة بدل القيام بخطوات عملية لفصل “المعارضة المعتدلة” عن الإرهابيين في سورية.
وقال روغاتشوف إن “موسكو تعلق بعض الآمال على استئناف الحوار مع الجانب التركي في هذا المجال قريبا” معربا عن أمله في أن يرد الاتراك بالمثل.
ولفت مدير قسم التحديات والأخطار الجديدة التابع للخارجية الروسية إلى أن هذا الوضع يخلق أجواء متناقضة في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة.
وكالات
إضافة تعليق جديد