بوش باقٍ في العراق
أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش تجميد سحب قواته من العراق والابقاء على الاحتلال، حيث عزف مقطوعته المفضلة، بالربط بين استمرار بقاء الاحتلال وبين هدف جعل الشعب الأمريكي أكثر أمناً، وحذر ايران من "الخيار الخاطئ" الذي سيضطره إلى التحرك "لحماية مصالحنا وقواتنا وشركاتنا في العراق"، في وقت كشف سياسيون مصريون وعرب أن 210 شركات "إسرائيلية" تعمل في مجالات التنقيب عن النفط والعقارات وبيع الأراضي لليهود، وحذروا من خطورة الدور الذي تلعبه "إسرائيل" في العراق.
وحاول الرئيس بوش في كلمته التي أعلن انها موجهة للشعب الأمريكي ، على الرغم من موعدها (صباح يوم عمل عادي)، أي أنها كانت موجهة بالأساس للساسة بالكونجرس والاعلام، إعطاء صورة وردية للنجاحات التي احرزتها استراتيجيته في العراق. وغازل بوش الكونجرس والرأي العام، خاصة أسر القوات الأمريكية في العراق، بإعلانه إعادة العمل بالحد الزمني الاقصى لبقاء كل جندي في العراق إلى 12 شهراً بدلاً من 15 شهراً.
وأكد ان العراق سيتولى تدريجياً مسؤولياته المالية وبالتالي ستقل النفقات الأمريكية تباعاً، حيث سيتحمل العراق العبء الكامل للتكاليف، وأشار إلى ان الفترة الأخيرة شهدت زيادة في الانفاق العراقي على إعادة البناء، وناشد الكونجرس تمرير التمويل للقوات الأمريكية في العراق من أجل تجنب الهزيمة وهو تمويل اضافي بقيمة (108 مليارات دولار).
وأعلن بوش في كلمته ان سفيره في بغداد راين كروكر وقائد قوات الاحتلال الجنرال ديفيد بترايوس سيتوقفان في طريقهما إلى العراق بالسعودية لمناقشة أهمية تقديم الجيران دعمهم للعراق، كذلك سيقوم بالمهمة نفسها مسؤولون أمريكيون في دول المحيط العربي، لا سيما مصر والأردن وقطر، وذلك قبل أن تقوم وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بزيارة قريبة للمنطقة للتأكد من تقدم وتعاون العواصم العربية مع العراق مثل اعادة فتح السفارات وزيادة الدعم السياسي للبلد المحتل.
وفي محاولة منه لتذكير الأمريكيين "بالنصر" على الارهاب قارن بوش بين الموقف الأمريكي في الحرب على الارهاب الآن (في العراق) وبين حربها التاريخية الباردة ضد الاتحاد السوفييتي السابق، واعتبر أن ما ينفق على هذه الحرب من الثروة الأمريكية مبلغ متواضع من أجل هدف أكبر هو حماية أمريكا من هجوم إرهابي آخر، وقال بوش: "إذا فشلنا فالقاعدة ستزعم نصراً لا حدود له وستعمل عندئذ إيران على ملء الفراغ في العراق، وستزداد قدرة القاعدة والطالبان والراديكاليين جرأة وهذا سيقلل من شأننا بالعالم".
ودافع بوش بحماسة عن أهمية وضرورة النصر الذي سيشكل نكسة كبيرة لإيران وضربة موجعة للإرهاب، وسيمنح لأمريكا شريكاً جديداً باقتصاد متنام (العراق).
وقال بوش: "على نظام طهران الاختيار: يمكنهم ان يعيشوا بسلام مع جارهم (العراق) واقامة علاقات اقتصادية وثقافية ودينية قوية، او ان يستمروا في تسليح وتدريب وتمويل الجماعات المسلحة التي ترهب الشعب العراقي وتجعلهم يرتدون على ايران".
وأضاف "إذا اتخذت ايران الخيار الصائب فإن الولايات المتحدة ستشجع على إقامة علاقة سلمية بين ايران والعراق، ولكن اذا اتخذت الخيار الخاطئ فإن الولايات المتحدة ستتحرك لحماية مصالحنا وقواتنا وشركائنا العراقيين".
وجادل بوش بأهمية دعم مطالب بترايوس، وبأنه اتخذ قراره بدعم هذه المطالب لبقاء القوات فترة اضافية في العراق بناء على مشاورات أجراها مع كبار مستشاريه ومنهم وزير الدفاع روبرت جيتس وكبار المستشارين بالخارجية والدفاع وأنهم جميعاً قبلوا وأوصوا بتطبيق مطالب بترايوس وبذلك ستبقى القوات الأمريكية في الفترة المقبلة في وضع هجومي بعد أن نجح التصعيد (زيادة القوات) في جعل القاعدة في وضع دفاعي.
وما ان أنهى بوش كلمته حتى سارع الزعماء الديمقراطيون بالكونجرس بالرد عليه، في حضور زعامات تمثل المحاربين القدماء في إشارة لتثمينهم للدور الوطني الذي تقوم به القوات الأمريكية، وانتقد السيناتور هاري ريد بوش مؤكداً أن كل ثانية تكلف الأمريكيين الآلاف معلناً رفضه لخطط بوش التي ستسفر عن وجود أكبر ما بين (8-10 آلاف) جندي أمريكي إضافي بالعراق بعد انتهاء التصعيد أي اعداد أكثر من اعداد القوات الأمريكية بالعراق قبل بدء التصعيد.
أما نانسي بيلوسي زعيمة الأغلبية الديمقراطية بمجلس النواب فقد أيدت كلام هاري ريد بأن بوش يريد ترك كل تداعيات كارثة الهزيمة في العراق على أعتاب باب الرئيس الأمريكي القادم وتحدت بيلوسي ان يقدم إجابة حقيقية لتساؤلات المشرعين.
وقالت إن الحرب على الإرهاب في أفغانستان، أما الحرب في العراق ونهايتها "هزيمة لا محالة" فقد حمل بوش الأمريكيين إليها حملاً وطالبته بإدارتها بشكل أفضل.
وذكرت الأمريكيين ان هذه الحرب يدفع تكلفتها الفادحة دافع الضرائب وقالت مخاطبة الرئيس بوش "نريد إجابة واضحة كيف يمكن إعادة قواتنا من العراق؟ نريد إجابات أفضل من القائد الأعلى للقوات المسلحة".
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد