بوش وأولمرت يدعمان حكومة السنيورة ويهاجمان حزب الله
انتهز الرئيس الأميركي جورج بوش، أمس، فرصة وصوله الى اسرائيل، لتأجيج الأزمة اللبنانية ودفعها نحو حرب جديدة يبدو انه يود ان يضمها الى رصيده الحربي، وشن هجوما عنيفا على «حزب الله» وإيران على خلفية الأحداث الأخيرة في لبنان، مبدياً دعمه «الحازم» لرئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة، فيما أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت عن أمله في أن «تتغلب» حكومة السنيورة على جهود طهران وحزب الله لـ«زعزعة الاستقرار».
وقال بوش، في مؤتمر صحافي مشترك مع أولمرت في القدس المحتلة، إنّ «حزب الله الذي يقال إنه حامي اللبنانيين من إسرائيل قد تحول الآن ضد شعبه»، وأشار إلى أنّ «إيران تساعد حزب الله وهذا عمل إيراني لزعزعة الاستقرار في ديموقراطية ناشئة»، مؤكداً أنّ الولايات المتحدة «تقف بحزم إلى جانب حكومة السنيورة».
بدوره اتهم أولمرت إيران بالتورط «بشكل بديهي» في الأزمة اللبنانية. وقال «لقد تابعنا الأحداث ونحن قلقون من محاولات تقويض العملية الديموقراطية، ونحن نواصل متابعة الموقف ونأمل في ان يستقر الوضع في لبنان، وأن تتغلب حكومة الرئيس السنيورة على الاستفزازات والجهود المبذولة من قبل حزب الله والإيرانيين لقلب الوضع هناك».
من جهته، قال مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي ستيفن هادلي، على متن الطائرة التي أقلت بوش إلى إسرائيل، إنّ واشنطن تحاول إقناع دول في الشرق الأوسط بممارسة ضغوط دبلوماسية على «حزب الله»، مشيراً إلى أنّ «هذه الدبلوماسية ترونها في بيان الجامعة العربية وأعتقد أننا سنشهدها على الأرجح في مجلس الأمن الدولي».
وأضاف «كانت عطلة نهاية أسبوع صعبة جدا بالتأكيد، وما شهدناه كان محاولة من حزب الله لابتزاز وترهيب الحكومة اللبنانية المنتخبة شرعيا»، معتبراً أنّ ذلك «تطور مقلق جدا ونحن نعتقد انه (حزب الله) ما كان ليقوم بذلك من دون دعم إيران وسوريا وهذا نموذج على المعركة الأوسع في هذه المنطقة»، فيما قال نائبه اليوت أبرامز «سنقوم ببعض الخطوات خلال الأسبوع الجاري وقد نبدأ بمجلس الأمن الدولي».
وكان بوش وصل إلى مطار بن غوريون قرب تل أبيب حيث كان في استقباله الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز وأولمرت وزوجته اليزا وعدد من المسؤولين في الدولة العبرية.
وقال بوش، في إعلان مقتضب أدلى به عند انتهاء مراسم استقباله، «نعتبر الأرض المقدسة مكانا شديد الخصوصية والإسرائيليين أصدقاءنا القريبين»، وذكّر بـ«ماضي الدولتين والتزامهما من اجل الديموقراطية وتحالفهما المستديم ضد الإرهابيين والطغاة»، خاتما كلمته بعبارة «شالوم».
من جهته، استهل بيريز كلمته في استقبال الرئيس الأميركي بتهنئته على زفاف ابنته. وأضاف متوجها إلى بوش «كرئيس، أبديت تجاهنا صداقة حميمة، ومنحت الكثير لموضوع دفع السلام والأمن في المنطقة»، مشيراً إلى أنه «خلال الستين عاما تمكنا أن نؤكد انه على الرغم من أن عددنا قليل فقد انتصرنا في تلك الفترة في سبع حروب كدولة ديموقراطية... وعلى الرغم من أننا كنا نتعرض لهجمات فإننا لم نتنازل عن التطلع نحو سلام».
واعتبر أولمرت في كلمة مقتضبة أن «المُثل التي تنعكس من وثيقة استقلال الولايات المتحدة شكلت إلهاما للآباء المؤسسين لإسرائيل».
وقال بيريز، خلال استقباله بوش في مقرّه الرسمي في القدس المحتلة، إنّ «حزب الله يدمر لبنان وهذا يقلق إسرائيل والولايات المتحدة والعرب أيضا». وأضاف أنّ «تدمير لبنان هو تدمير للدولة في العديد من المناطق»، مؤكداً أنّ إسرائيل ليست عدواً للفلسطينيين أو للبنان «بل على العكس، كنا نريد أن نرى لبنان موحدا ويعيش بسلام وليست لدينا أية أطماع لا بمياههم ولا بأراضيهم ولا بسياستهم أيضا».
واعتبر بيريز أنّ «حماس تمنع إقامة الدولة الفلسطينية وأعتقد أنك (بوش) ووزيرة الخارجية (الأميركية كوندليسا) رايس بذلتم جهودا كبيرة من أجل تمكين الفلسطينيين من تصحيح الأخطاء التي تم ارتكابها منذ العام 1947 عندما لم يوافقوا في حينه على قرار التقسيم».
وأشار بيريز إلى أنه بالإمكان «التوصل الى وضع يعزز السلام قبل انتهاء ولاية بوش في كانون الثاني المقبل».
وفي تعليقه على عملية عسقلان قال بيريز «يحاولون تدمير لبنان، وكذلك تدمير غزة»، مضيفاً «لا أعلم ماذا سيحدث في لبنان أو في غزة، لكن ذلك لن يعمل مع إسرائيل. لن ينجحوا في تدمير إسرائيل».
من جهته قال بوش إن «الولايات المتحدة ملزمة بدعم حليفتها الأقوى وليس فقط في محاربة الإرهاب وإنما أيضا بالتحدث في الوقت ذاته عن مستقل مليء بالأمل». وأضاف «أنا سعيد بوجودي هنا في احتفال الاستقلال الستين وسأستمر في العمل من أجل الشعوب التي تريد أن تعيش بسلام مع إسرائيل والتحدث بوضوح حول قوى الإرهاب الذين يقتلون الأبرياء من أجل تحقيق أهدافهم، وعلى العالم أن يقف ضدهم». واعتبر بوش أنّ قيام الدولة العبرية «دليل على ان الديموقراطية يمكن ان تنجح في الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أنّ «قلة من الناس كانوا يتصورون قيام دولة مزدهرة ومليئة بالأمل». وأكد بوش «مواصلة العمل لتحقيق رؤية تتيح فرصة للعقلاء» الراغبين في العيش بسلام مع إسرائيل.
إلى ذلك، توقعت مصادر إسرائيلية أن يطلب بوش من أولمرت رفع مستوى التعاون الإستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة بشكل ملموس، على أن يقدّم له أولمرت قائمة بأسلحة حديثة تنوي الدولة العبرية الحصول عليها.
- إلى ذلك، أعلن نواب أحزاب عربية في إسرائيل نيتهم مقاطعة جلسة الكنيست التي تعقد اليوم، ويلقي خلالها بوش خطاباً في الذكرى الستين لقيام الدولة العبرية. وأعلنت كتلة «الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة» بنوابها الثلاثة محمد بركة وحنا سويد ودوف حنين مقاطعة الجلسة «في يوم يحيي فيه الشعب الذكرى الستين لنكبته»، كذلك نواب «التجمع الوطني الديموقراطي» الثلاثة، حيث اتهم النائب جمال زحالقة بوش بأنه «مسؤول عن قتل مئات الآلاف من البشر في المنطقة».
بدوره قال النائب احمد الطيبي إنه سيقاطع وزملاءه في «القائمة العربية الموحدة» الجلسة، واصفاً بوش بأنه «رئيس خطير أدت سياسته الى مقتل مئات الآلاف في المنطقة وتأجيج الصراعات في الشرق الأوسط». وأضاف «لسنا مهتمين بسماعه، لأننا لا نحترمه».
وفي غزة، قال القيادي في حركة حماس محمود الزهار «لا مرحبا بك يا بوش والمنافقين من الرؤساء»، فيما اعتبر المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم أنّ زيارة بوش «تأتي في سياق استكماله لمشروع إقامة الدولة اليهودية الذي باركه في (مؤتمر) أنابوليس على أنقاض الحق الفلسطيني».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد