بوش يلتقي المالكي على هامش «منتدى المستقبل» في الأردن

23-11-2006

بوش يلتقي المالكي على هامش «منتدى المستقبل» في الأردن

فيما ينزلق العراق يوماً بعد يوم إلى حرب أهلية لن تسلم من شظاياها دول الجوار، تشهد المنطقة حمى من الاجتماعات العالية المستوى تهدف جميعها إلى وقف التدهور العراقي: غداة لقاء تاريخي في بغداد سجّل استئناف علاقات دبلوماسية منقطعة منذ نحو ربع قرن بين العراق وسوريا، وقبل يومين من قمة ثلاثية إيرانية سورية عراقية مفترضة في طهران، أعلن البيت الابيض، أمس، أن الرئيس الاميركي جورج بوش سيجتمع برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في عمان، خلال الاسبوع المقبل.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض طوني سنو، إن بوش سيطير إلى العاصمة الاردنية عقب ختام قمة حلف شمال الاطلسي في لاتفيا، وسيجري محادثات مع المالكي يومي الاربعاء والخميس المقبلين، حول جهود بناء الامن والاستقرار في العراق. أضاف سنو: سنركز مناقشاتنا على التطورات الحالية في العراق، وعلى التقدم الذي تحقق حتى الآن في مداولات لجنة مشتركة على مستوى عالٍ، بشأن نقل المسؤولية الامنية ودور المنطقة في مساندة العراق.
من جهته، أوضح مستشار الامن القومي للبيت الابيض ستيفن هادلي أن الترتيبات لاجتماع بوش والمالكي بدأت قبل نحو أسبوع. لكنه قلل من شأن توقعات صدور إعلان هام وجريء عنه. أضاف أنه من الواضح ان المالكي يطور أفكاره الخاصة عن سبل المضي قدماً. وقال هادلي إن إدارة بوش ليس لديها اعتراض على تحسين العلاقات بين العراق وسوريا وايران، موضحاً نعتقد أن من المهم أن يتحدث العراق مباشرة إلى هاتين الدولتين، وأن يوضح لهما أن عليهما أن يقوما بدور إيجابي في السعي إلى الامن والاستقرار والديموقراطية في العراق.
ويأتي اجتماع بوش والمالكي بعيد زيارة تاريخية لوزير الخارجية السورية وليد المعلم إلى بغداد، اختممت أمس الاول، أعلن فيها عن استئناف العلاقات الثنائية الكاملة بين البلدين. كما يلي زيارة مزمعة للرئيس العراقي جلال الطالباني إلى طهران، بدعوة من الرئيس محمود أحمدي نجاد، للمشاركة في قمة تؤكد طهران أن الرئيس بشار الاسد سيحضرها، من دون أن يرافق ذلك تأكيدات رسمية سورية.
ويأتي عقد اللقاء بينما يستضيف الاردن على مدى يومين، بدءا من 30 تشرين الحالي، الدورة الثالثة من منتدى المستقبل لنشر الديموقراطية والاصلاح في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. ويتوقع أن يشارك في المنتدى وزراء خارجية مجموعة الثماني (بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وايطاليا واليابان وروسيا والولايات المتحدة) بالاضافة الى وزراء خارجية من دول عربية وإسلامية وأوروبية.
وسيكون الاجتماع المنتظر الاول للحليفين بوش والمالكي، بعد فشل الجمهوريين في انتخابات الكونغرس الاخيرة، وفي بلد سيوفر للرئيس الاميركي طمأنينة أمنية لن يحظى بها ولا في المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد، التي استهدفتها لأول مرة سيارات مفخخة أمس الاول.
في هذه الاثناء، اتهم رئيس هيئة علماء المسلمين، حارث الضاري، المالكي بأنه منحاز ويعمل على تنفيذ مخطط تقسيم العراق، مضيفاً أن كل الاحزاب الشيعية والكردية (العراقية) المشاركة في الحكم تسعى الى تقسيم العراق. ودعا الإدارة الاميركية إلى عدم سحب قواتها من العراق قبل إنشاء قوة أمنية عراقية وطنية لا تدين بولائها إلى الأحزاب الشيعية والكردية.
وقال الضاري نقول لهم (المحتلين) جدولوا رحيلكم واخرجوا وحافظوا على ماء الوجه ولكن بعد أن تتركوا بعدكم قوة أمنية عراقية تحفظ الامن بعد رحيلكم... لا القوة الموجودة حاليا. وأكد أن العراق يشهد فتنة كبرى قد تكون بداية حرب أهلية، موضحاً أن الحل يكمن في إنهاء العملية السياسية الحالية والسعي الى إيجاد بديل عنها يساوي بين كل الاطراف العراقية، مضيفاً ان ما حدث في فترة (الرئيس الاسبق) صدام حسين لا يساوي واحداً في المئة مما يحدث الآن.
وأكد الضاري أن مذكرة التوقيف الصادرة بحقه ما زالت قائمة، نافياً بذلك تصريحات رسمية عراقية في هذا الشأن. أضاف انه لا يهمه سواء سحبت (المذكرة) أم بقيت، لأنها تعد حلقة من حلقات القضاء على أي أمل في تحقيق المصالحة في العراق. وتابع أنه يرفض الجلوس إلى مائدة حوار مع المالكي إلا اذا أصلح من حاله وأوقف شلالات الدم وكف عن تحيزه للميليشيات التي تدمر المجتمع العراقي، معتبراً أن وزير الداخلية العراقية غير مسؤول عن أعمال ميليشيات القتل.
أعلن جيش الاحتلال الاميركي، في بيان، مقتل جندي وجرح ثلاثة آخرين في انفجار قنبلة مزروعة على جانب الطريق في شمالي بغداد، أمس، بالاضافة إلى مقتل جندي ثانٍ جراء أعمال غير قتالية في المنطقة ذاتها. أضاف الجيش ان جندياً ثالثاً من الكتيبة ذاتها قتل جراء أعمال غير قتالية أيضاً، في محافظة صلاح الدين أمس الاول.
وأثناء جلسة برلمانية، قال رئيس البرلمان محمود المشهداني إن لجنة أمن متخصصة من جنوب أفريقيا ستأخذ على عاتقها حماية رئيس وأعضاء مجلس النواب العراقي. ويأتي هذا القرار غداة هجوم استهدف موكب المشهداني داخل المنطقة الخضراء المحصنة في العاصمة.
في هذه الاثناء، قتل 37 شخصاً في أعمال عنف متفرقة في بغداد والموصل. واغتيل الصحافي العراقي رائد جعفر حمادة، الذي يعمل في جريدة الصباح الحكومية، في العاصمة.
وفي واشنطن، اعتبر القائد الجديد لسلاح مشاة البحرية الاميركية (مارينز) الجنرال جيمس كونواي، أنه من الضروري زيادة عديد المارينز في العراق، لمواجهة ما نطلق عليه اسم الحرب الطويلة على الارهاب.
وفي لندن، أعلنت وزيرة الخارجية مارغريت بيكيت أن بريطانيا ستسلّم السيطرة على محافظة البصرة للحكومة العراقية في مرحلة ما من الربيع المقبل. وقد سلمت القوات البريطانية محافظتين (المثنى وذي قار) من أصل أربع محافظات جنوبية تتسلم مسؤوليتها منذ الغزو.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...