تجاذبات الحرب والسلام بين دمشق وواشنطن
شدّد الرئيس بشار الأسد، خلال استقباله في دمشق أمس لوفد من حزب المحافظين البريطاني، على «ضرورة توافر الجديّة لدى الأطراف المعنية لتحقيق السلام» في الشرق الأوسط، مؤكّداً عدم إمكان «تسخير عملية السلام عبر مبادرات لخدمة مآرب أخرى غير السلام»، في إشارة إلى المؤتمر الدولي الذي دعا الرئيس الأميركي جورج بوش إلى عقده في تشرين الثاني المقبل، واستثنى منه سوريا.
وأفادت وكالة الأنباء «سانا» بأنّ الأسد جدّد «موقف سوريا الثابت من عملية السلام»، أمام الوفد الذي يرأسه الرئيس الفخري لمجلس الشرق الأوسط في حزب المحافظين، كريسبين بلانت، والذي يقوم بجولة في المنطقة تتناول عملية السلام العربية ـــــ الإسرائيلية والملفّ العراقي.
وكان الأسد قد تسلّم أمس رسالة من ملك المغرب محمّد السادس، تتعلق بالعلاقات بين البلدين. وأوضحت «سانا» أنّ وزير العلاقات مع البرلمان في المملكة المغربية، محمد سعيد العلمي، نقل الرسالة خلال استقبال الأسد له.
في هذا الوقت، أكّد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركيّة (البنتاغون)، تحدّث إلى شبكة التلفزة الأميركيّة «سي أن أن»، أنّ الجيش الأميركي والمجمّع الاستخباري يرصدان، منذ أسابيع، شحنات عديدة تحوي مواد يُعتقد أنها غادرت كوريا الشمالية متوجّهة إلى سوريا، أو أنّها قد تكون وصلت بالفعل إلى دمشق.
ولم ينف المسؤول ولم يؤكّد التقارير الإعلامية العديدة التي نُشرت في الأيام القليلة الماضية بشأن وصول مواد نووية من كوريا الشمالية إلى سوريا، وأنّها كانت بالفعل هدفاً للغارات التي شنّها سلاح الجو الحربي الإسرائيلي على سوريا قبل نحو أسبوعين. وأوضح أن أياً من التقارير التي اطّلع عليها، بحكم عمله، لم يشر إلى وجود أيّ مواد نووية. وأضاف أنّ بعض المواد التي شُحنت عبارة عن مواد معدنية يمكن استخدامها في بناء أسلحة مثل الصواريخ أو في تقنية الوقود الصلب للصواريخ.
ولفت المسؤول، الذي شدّد على «وجود قلق من الشحنات»، إلى أن الولايات المتحدة تدرس إمكان أن تكون الشحنات انطلقت من كوريا الشمالية باتجاه إيران، وأن تكون عبرت بواسطة البرّ في وقت لاحق إلى سوريا، مشيراً إلى أنّ هناك إثباتات على إفراغ شحنات كورية شمالية في سوريا أخيراً.
إلى ذلك، أفادت مجلة «جينز ديفنس ويكلي» البريطانيّة بأنّ مهندسين إيرانيين كانوا في عداد القتلى الذين سقطوا في انفجار وقع في 26 تموز الماضي، في مستودع عسكري للمواد المتفجرة يعود لوحدة عسكرية في مدينة حلب، وأدّى إلى مقتل 15 عسكرياً سورياً وإصابة 50 آخرين، مشيرة إلى أنّه كان يجري استخدام هذه القاعدة لتطوير أسلحة كيميائية.
وتنقل المجلة المتخصصة في شؤون الدفاع، في عددها الصادر في 26 من الشهر الجاري، عن مصادر سورية في مجال الدفاع قولها إنّ الانفجار حصل خلال إجراء تجارب لتجهيز صاروخ «سكود ـــــ سي» بغاز الخردل المحظور بموجب القانون الدولي، موضحةً أنّ الوقود اشتعل في أحد مختبرات الإنتاج ونشر عناصر كيميائية، بينها غاز «في أكس» وغاز الأعصاب «سارين»، وغاز الخردل، داخل منشأة التخزين وخارجها. ونقلت المجلة عن المصادر إشارتها إلى أنّ «مهندسين إيرانيّين أصيبوا بجروح خطرة جرّاء احتراقهم بالمواد الكيميائية بسبب عدم حماية أجسادهم بملابس واقية»، مضيفة أن من بين القتلى «عشرات» المهندسين الإيرانيين المتخصّصين بتركيب الأسلحة على الصواريخ.
وتابعت المجلة أنّ دمشق فرضت منذ ذلك الحين تعتيماً إعلامياً على الانفجار، و«دمّرت» أدلّة تشير إلى استخدام تلك القاعدة لإنتاج الصواريخ بمساعدة إيران. وشكّكت في ادّعاءات الحكومة السورية أنّ الهجوم وقع بسبب الارتفاع المفاجئ في درجة حرارة الجو.
كما ذكر أحد مصادر المجلة، أنّ الصفقات الإيرانيّة ـــــ السوريّة شملت توريد «مئات الأطنان من سولفات الصوديوم، وحامض الهيدروكلور، وإيثيلين غليكول ـــــ أم آي جي من إيران»، مشيرة إلى أنّ هذه المواد يمكن أن تستخدم في إنتاج «غاز الخردل» و«غاز السارين».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد