تجارة البسطات من البورنو إلى التقوى ولكل شهر تجارته

01-10-2007

تجارة البسطات من البورنو إلى التقوى ولكل شهر تجارته

الجمل- يامن حسين:  لكل ساعة ملائكتها ,ولكل مناسبة تجارتها الرائجة ,ولأن التجارة تعتمد الفهلوة ,والشطارة  ,فإن المار بشوارع مدينة حمص الرئيسة, ومناطق الأسواق سيجد أنه ,ومع انطلاق الشهر الفضيل تغيرت نوعية المعروض التجاري في البسطات التي تغزو الأرصفة ,والتي نطالب بانشاء نقابة أو غرفة تجارة خاصة بها خصوصاً وأنها تتزايد بشكل كبير بعد أن أصبحت ملاذاً للعاطلين عن العمل, وعن الأمل .
ليس خافياً على أحد أن الغالبية العظمى من أصحاب هذه التجارة هم من الأطفال ,والشباب الذي لفظته قسوة الحياة والبطالة في ظل اقتصاد السَّوق الاجتماعي (بفتح السين) باتجاه هذا النوع من التجارة ,وهي تجارة منظمة إلى حد كبير من حيث توزع مناطق نفوذ كل بسطة ,وتحديد الأسعار بحيث لاتحصل مضاربات بين التجار ,ورفقة الكار, رأس مال هذه البسطات ليس كبيراً ,وهو متنوع فمن القداحات (أربعة بعشرة) إلى المآخذ الكهربائية, وعبوات الشامبو المهرب ,أو المعبأ يدوياً على أساس أنه أجنبي ,إضافةً إلى اكسسوارات الموبايلات , والعطور الرخيصة الثمن , والأقراص الليزرية , والألعاب البلاستيكية السريعة العطل ,وهي بمعظمها صنع الصين الشعبية (شريكتنا في اكتشاف أن السوق كائن اجتماعي بطبيعته), تشترك هذه المنتجات بصفتين رخص الثمن ,وسوء التصنيع .
طبعاً مع حلول الشهر الفضيل غيرت بعض هذه البسطات المتنقلة بضاعتها, أو زادت عليها منتجات أخرى, فأحد الباعة الجوالين في شارع الدبلان الشهير كان يبيع قبل حلول شهر رمضان الكريم صور الفاتنات الحسناوات من أشكال هيفا وهبة ومشتقاتها الكاملة الدسم (مي , دانا, أليسا , روبي ...الخ), واللاتي يتميزن بأن كمية القماش المستعمل في ثيابهن تتناسب عكساً مع ارتفاع شعبيتهن ,أما مع حلول الشهر الفضيل فقد غير هذا البائع بضاعته للتناسب مع تقوى الجماهير بهذا الشهر, فإضافةً لصور الكعبة المشرفة, والمسجد النبوي ,وقبة الصخرة الشريفة ,كانت لوحات الأيات القرأنية الكريمة ,والأطفال المبتهلين لله ,والصغيرات الخاشعات المحجبات حاضرة بكثافة على الجدار الذي يستعمله هذا البائع ليعرض تجارته ,وأضاف عليها منتجات جديدة لها شعبيتها في شهر رمضان كشراب العرق سوس,والتمر هندي ,ورغيف الصائم ,
وبشكل مشابه ,وأمام مركز السيتي سنتر في مركز مدينة حمص تستحضرك الدهشة وأنت تراقب التغير المفاجئ في السوق ,فكانت قبل أيام من حلول شهر رمضان  الكريم جحافل البشر تتجمع أمام محلات صغيرة ,وبسطات متنقلة تبيع سيديات (ال8 سيديات ب100 ليرة) وهي بعمومها لأفلام البورنو, أو الفيديو كليبات الشعبية الممنتجة محلياً ,وبخبرات وطنية , وتظهر فيها الراقصات الشقلوبات ,واللهلوبات الشخلوعات العاملات بكد في مقاصفنا السياحية, أو من شاشاتنا العربية بطريقة التطبيق, والقص لصق, أما في هذا الشهر الفضيل فاستمر التجمهر أمام ,وحول ,وفوق بسطات السيديات ,ولكن تغير المنتج ليصبح سيديات الأناشيد الدينية ,وأغاني الموالد إضافةً لسيديات دينية أخرى منسوخة عن شاشات الفضائيات كفضائية الناس ,والخليجية , وما أن ينتهي الشهر الكريم حتى تعود حليمة لتجارتها القديمة صور ,وأفلام البورنو ,بطبيعة الحال ليس العتب على حليمة بل على اقتصاد السوء (باللهجة الشامية) الإجتماعي , فالطبقات المكدوحة حتى الرمق الأخير تريد العيش, وتجارة البورنو ,والدين هما التجارتين الرائجتين في هذا الواقع المحكومين فيه... بالئمل
 -الأمل في لغات وبلاد أخرى-

بالاتفاق مع كلنا شركاء

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...