تراجع فرص إجراء الانتخابات في مناطق «الإدارة» الكردية

رجّحت مصادر سورية واسعة الاطلاع أن تفشل المحاولة الحكومية في وضع صناديق اقتراع في مناطق الإدارة الذاتية التابعة للأكراد في الجزيرة السورية، وذلك بعد أيام على إبداء الجناح السياسي في «الاتحاد الديموقراطي الكردي» عدم معارضته وضع صناديق في تلك المناطق.
وبعد يومين على إعلام رئيس المجلس التنفيذي لما يسمى مقاطعة الجزيرة في مناطق الإدارة الذاتية أكرم حسو الجانب الحكومي السوري عدم معارضة «الاتحاد الديموقراطي» وضع عدد من الصناديق في مناطق مختلفة تخضع لسيطرة «قوات الحماية الشعبية»، ناقض زعيم الاتحاد صالح المسلم ذلك أمس، مؤكدا، في تصريحات صحافية، أن «ذلك غير ممكن لأسباب لوجستية وأمنية وليس سياسية».
وكان حسو قال، لقناة «سما»، أن «قوات الحماية الشعبية لن تعيق نشر صناديق اقتراع في مناطق عامودا والمالكية والدرباسية وتل تمر وغيرها من مناطق السيطرة الكردية»، بل إن مواقع كردية على مواقع التواصل الاجتماعي انتقدت «نشر عشرات الصناديق» في عامودا قبل أيام.
وقال مصدر رفيع المستوى سبق له أن اطلع على ترتيبات تجري لهذا الأمر في الحسكة، إن قيادات «الإدارة الذاتية» قد تضطر لتجاهل عملية الانتخابات التي تجري، مرجحا ألا تتمكن الدولة من الاتفاق مع تلك القيادات على نشر الكمية التي تريدها من الصناديق في تلك المناطق.
ووفقا لذات المصدر يبقى من المحتمل «أن توضع بعض الصناديق الرمزية» في مناطق محددة، لاسترضاء مشاعر العشائر العربية الموجودة في مناطق السيطرة الكردية، ولكي يبقى «المكون الكردي» مشاركا، ولو رمزيا، في الاستحقاق الرئاسي.
ولا تخلو المنطقة من توتر انعكس على أجواء الانتخابات، لا سيما أن الأسابيع الأخيرة شهدت اشتباكات أوقعت ضحايا بين «لجان الحماية الكردية» و«لجان الدفاع الوطني» التي يسيطر عليها المكون العشائري. وأوضحت المصادر «قد ينخفض عدد الصناديق من 750 إلى 414 صندوق انتخابي».
وتعيش تلك المناطق وضعاً خاصاً، حيث تستمر الدولة في تسيير المؤسسات الحكومية والخدمية، وتدفع الرواتب لموظفيها، فيما تسيطر «لجان الحماية الشعبية»، أمنياً وعسكرياً، على مناطق ذات غالبية كردية في الريف وبعض أحياء المدن، من دون أن يغيب التنسيق في معظم الأحوال بين الطرفين.

زياد حيدر

المصدر: السفير