تركيا تنشر وحدات عسكرية على حدودها ولافروف ينفي وجود اتفاق حول مرحلة انتقالية في سوريا
أفادت مصادر إعلامية تركية بأن 30 آلية عسكرية التحقت بالفرقة 39 من المشاة البرية المتمركزة على الحدود مع سورية. وذكر التلفزيون التركي اليوم الخميس 27 يونيو/حزيران، أن تركيا نشرت على حدودها مع سورية منظومة للدفاعات المضادة للجو.
وعززت تركيا الوحدات العسكرية على حدودها مع سورية بالمدفعيات وراجمات الصواريخ.
وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين أنقرة ودمشق تدهورت بعد أن أسقطت سورية مقاتلة تركية ما دفع بعض الخبراء والمراقبين إلى الاعتقاد بإمكانية قيام حرب بين الجارتين.
وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لا تريد حربا مع سورية وستسعى إلى حل المشكلة بالوسائل الدبلوماسية. وأضاف أن القوات المسلحة التركية ستعمل على خلفية حادث إسقاط الطائرة التركية على إعادة النظر وتقييم تهديدات الأمن القومي.
من جهة أخرى نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الخميس 28 يونيو/حزيران أن تكون الأطراف التي ستشارك في مؤتمر جنيف الخاص بسورية يوم السبت القادم، قد اتفقت على مشروع يحدد ملامح المرحلة الانتقالية في سورية.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التونسي رفيق عبد السلام في موسكو: "ليست هناك أية مشاريع متفق عليها، بل يتواصل العمل على وضع الوثيقة النهائية للمؤتمر". وأعاد الوزير الى الأذهان أن لقاء تحضيريا على مستوى الخبراء سيعقد في جنيف يوم الجمعة عشية المؤتمر الدولي الخاص بسورية.
وجاء تصريح لافروف تعليقا على ما نقل عن دبلوماسيين غربيين قالوا إن روسيا وقوى كبرى أخرى وافقت على الخطة التي وضعها الوسيط الأممي كوفي عنان للمرحلة الانتقالية في سورية.
وكان الدبلوماسيون قد قالوا إن خطة عنان تتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم أعضاء من الحكومة السورية الحالية وممثلين عن المعارضة، مع استبعاد بعض الشخصيات الذين قد تؤدي مشاركتهم في الحكومة الى تقويض عملها.
وقال لافروف: "من الواضح أن تجاوز الأزمة السورية ووضع قواعد تروق للجميع في سورية يتطلب مرحلة انتقالية. أما مضمون هذه المرحلة الانتقالية وآلياتها، فيجب أن يقره الشعب السوري في سياق الحوار الوطني بين الحكومة وكافة أطياف المعارضة".
شدد لافروف على أن فكرة مؤتمر جنيف الدولي الخاص بسورية تكمن في دعم خطة المبعوث الأممي العربي كوفي عنان لتسوية الأزمة السورية، مشيرا إلى أن المؤتمر يرمي الى خلق ظروف ملائمة لوقف العنف وإطلاق حوار وطني سوري وليس الى إقرار مضمون هذا الحوار.
وتابع الوزير الروسي أنه لا يجوز للاعبين الخارجيين أن يفرضوا على السوريين تعليماتهم، بل يجب عليهم أن يلتزموا بممارسة الضغط على كافة الأطراف السورية من أجل وقف العنف وانسحاب الوحدات المسلحة التابعة للطرفين من المراكز السكنية بشكل متزامن وتحت إشراف المراقبين الدوليين. كما شدد لافروف على ضرورة أن تتخلى المعارضة السورية عن مواقفها غير المهادنة وتجلس الى طاولة التفاوض مع الحكومة.
وأكد الوزير أن موسكو لن تؤيد، ولا يمكن أن تؤيد أي تدخل خارجي وفرض تعليمات من الخارج على السوريين. وتابع أن موسكو تنطلق من الموقف نفسه فيما يخص مصير الرئيس السوري بشار الأسد. وقال لافروف أن مصير الأسد يجب أن يقرره السوريون أنفسهم في إطار الحوار الوطني.
اعتبر وزير الخارجية الروسي أن قرار القائمين على تنظيم مؤتمر جنيف عدم توجيه دعوة الحضور إلى إيران كان خطأ.
وأكد لافروف أن روسيا ستشارك في مؤتمر جنيف بشأن سورية بغض النظر عن تشكيلة المشاركين فيه، لكنه وصف عدم قبول الولايات المتحدة بمشاركة إيران في المؤتمر بأنه تعبير عن سياسة المعايير المزدوجة، معيدا إلى الأذهان أن واشنطن سبق أن أقامت اتصالات مع طهران، عندما حاولت المساهمة في تهدئة الوضع في العراق.
وأشار لافروف إلى أن روسيا، عندما طرحت فكرة عقد مؤتمر دولي بشأن سورية، اقترحت أن يشارك فيه الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى جيران سورية والدول الرئيسية في المنطقة بينها إيران والسعودية. إلا أن كوفي عنان أعلن يوم الأربعاء أنه وجه دعوات لحضور الاجتماع الى تركيا والعراق والكويت وقطر والأمينين العامين للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، دون إشارة إلى إيران والسعودية.
وشدد لافروف على أن الحديث يدور عن وقف إراقة الدماء في سورية، ولذلك لا ينبغي استثناء أي من اللاعبين المؤثرين. وذكر أن الصيغة التي اقترحتها روسيا لمؤتمر جنيف مناسبة وفعالة، وهذا ما يميزها عن مؤتمرات مجموعة "أصدقاء سورية" التي تشارك فيها نحو 100 دولة، مشيرا إلى أن هذه الاجتماعات ترمي في الأساس إلى تحقيق أهداف دعائية.
لافروف: عواقب العدوان على سورية ستشكل كارثة أكبر مما حدث في ليبيا
أشار وزير الخارجية الروسي إلى أن عواقب الأزمة الليبية التي تدخل فيها حلف الناتو مازالت قائمة وهي تظهر في الوضع في سورية وفي مالي. وذكر أنه إذا حدث عدوان ضد سورية، فإن عواقبه ستشكل كارثة أكبر مما حدث في ليبيا وستؤثر في عدد كبير من الدول.
وفي الوقت نفسه قال الوزير الروسي إنه لا يعتبر أن أيا من أعضاء الناتو يسعى لتكرار "المغامرة الليبية". وشدد على أن جميع سيناريوهات التدخل الخارجي في سورية غير مقبولة.
كما قال لافروف أن روسيا وتونس تتفقان حول ضرورة تسوية قضية البرنامج النووي الإيراني بطرق سلمية. وأضاف لافروف أن أي سيناريو عسكرية لحل القضية الإيرانية سيأتي بعواقب كارثية للمنطقة بأكملها..
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد