تسريب معلومات حول زيارة رئيس هئية أركان الجيش الأمريكي إلى باكستان

الجمل: تقول التسريبات الباكستانية بأن الأدميرال ميشيل مولين رئيس الهيئة المشركة لرؤساء هيئة أركان الجيش الأمريكي، يقوم حالياً بزيارة مفاجأة للعاصمة الباكستانية إسلام آباد، وعلى خلفية التوترات والأوضاع المعقدة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والأدنى، فإن لهذه الزيارة وفي هذا الوقت وتحت هذه الظروف الكثير من الدلالات والأبعاد التي يفوق فيها حجم غير المعلن حجم المعلن.
* المعطيات الاستخبارية الجارية حول تحركات الأدميرال مولين:
يتولى الأدميرال ميشيل مولين منصب رئيس الهيئة المشركة لرؤساء هيئة أركان الجيش الأمريكي، وبالتالي فإنه يمثل الضابط الأعلى والأرفع رتبة في كامل أركان القوات الأمريكية وهو يقوم بالواجبات والمهام الآتية:
• المستشار العسكري الأول للرئيس الأمريكي.
• الضابط الأعلى رتبة بالنسبة لكل رؤساء فروع وهيئات خدمات الأركان الأمريكية.
• قيادة اجتماعات وتنسيق جهود رؤساء هيئات الأركان الأمريكية المشتركة.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن الجيش الأمريكي يعتمد في مذهبيته التنظيمية على وجود نمط مزدوج في تسلسل المهام القيادية:
• ضباط قيادة الأركان: ويقومون بمهام إدارة الأركان العادية.
• ضباط قيادة الميدان: ويقومون بإدارة العمليات القتالية.
وبالتالي فإن الأدميرال مولين لا يتمتع بالصلاحية التي تخوله إصدار التعليمات لقيادات المناطق العسكرية الأمريكية كالقيادة الوسطى والقيادة الباسيفيكية وغيرها من قيادات المسارح الحربية، ولا حتى القيادات النوعية كالقيادة الجوية أو البحرية أو البرية.
ولكن ما هو جدير بالانتباه أن تحركات مولين تعتبر فائقة الخطورة، لأنها تتعلق بمراجعة وتدقيق جاهزية القدرات العسكرية الأمريكية وجاهزية حلفائها للقيام بعمل عسكري في القريب العاجل، وبعد اكتمال استعدادات المراجعة والتدقيق يقدم الأدميرال مولين تقريره النهائي للرئيس الأمريكي، والذي بدوره "يمكن" أن يقوم بإصدار الأوامر لقائد هيئات القيادة المشتركة الأمريكية التي تضم قيادات المناطق العسكرية والقوات النوعية.
* تحرك الأدميرال مولين على خط تل أبيب – إسلام آباد:
قام الأدميرال مولين بزيارة إسرائيل التقى فيها وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك ورئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال غابي أشكينازي، إضافةً إلى بقية كبار المسؤولين الإسرائيليين وتضمن جدول أعمال زيارة مولين زيارة الحدود الإسرائيلية الشمالية المتاخمة الجولان وجنوب لبنان، ورافقه في هذه الزيارة الجنرال أشكينازي والجنرال باراك، إضافة إلى قائد القيادة الإسرائيلية الشمالية الجنرال غادي إيزينكوت، وزار أيضاً الحدود الجنوبية وتحديداً المنطقة المتاخمة لقطاع غزة حيث رافقه الجنرال باراك وأشكينازي وقائد المنطقة الجنوبية الجنرال ألوف يواف غالانت.
أما عن زيارة الأدميرال مولين لإسلام آباد فتقول التسريبات الباكستانية الصادرة اليوم بالآتي:
• وصل أمس السبت الأدميرال مولين إلى إسلام آباد في زيارة مفاجئة غير معلنة.
• عقد الأدميرال مولين اجتماعاً مع رئيس هيئة أركان الجيش الباكستاني الجنرال إشفاق برويز كياني.
• غادر الأدميرال في نفس اليوم عائداً إلى واشنطن.
• رفضت السلطات الباكستانية تقديم أي تعليقات أو تصريحات حول زيارته لباكستان.
• رفضت السلطات الأمريكية وتحديداً البنتاغون تقديم أي تعليقات أو تصريحات حول زيارة الأدميرال إلى باكستان.
* ماذا تقول التحليلات والتسريبات غير الرسمية حول الزيارة:
وصل الأدميرال مولين العاصمة الباكستانية ليس قادماً من واشنطن وإنما من العاصمة الأفغانية كابول وكان جدول أعماله يتضمن الآتي:
• اجتماع سري مع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي.
• اجتماعات سرية مع قادة القوات الأمريكية في أفغانستان.
• جولات سرية للقوات ورئاسات القوات الأمريكية في أفغانستان.
• زيارة سرية لقاعدة الباغرام الجوية الأمريكية.
وتقول التسريبات بأن الأدميرال يسعى من أجل:
• وضع الترتيبات النهائية لإزالة قواعد تنظيم القاعدة وحركة طالبان في مناطق الحدود الأفغانية – الباكستانية.
• التنسيق مع الباكستانيين في القيام بعمليات عسكرية أمريكية – باكستانية مشتركة ضد مناطق القبائل في حالة فشل الحكومة الباكستانية في التوصل إلى صفقة مع زعماء مناطق القبائل الباكستانية.
هذا، وقد برزت بعض التسريبات الأخرى التي تقول بأن طائرات التجسس الأمريكية تقوم حالياً بتنفيذ برنامج طلعات جوية تجسسية واسع النطاق يشمل:
• مناطق الحدود الأفغانية – الباكستانية.
• مناطق الحدود الأفغانية – الإيرانية.
• مناطق الحدود الباكستانية – الإيرانية.
وعلى خلفية هذه التسريبات ورد تسريب آخر يقول بأن السعودية قد وافقت بطلب من أمريكا على التعاون مع الحكومة الباكستانية لجهة إعادة تجديد التسهيل النفطي البالغ حجمه خمسة مليارات دولار، وتقول التحليلات بأن تدفقات النفط السعودي لباكستان ستبلغ بموجب هذا التسهيل حوالي 110 ألف برميل يومياً الأمر الذي يسعى الأمريكيون من ورائه إلى إنهاء علاقات باكستان – إيران النفطية بما يتيح لهم قطع الطريق على مشروع تمديد خط أنابيب نفط روسيا – إيران – باكستان – الهند، ويفسح المجال انتظاراً لإقامة الشركات الأمريكية لخط أنابيب نفط تركمانستان – أفغانستان – باكستان – الهند، إضافةً إلى قطع الطريق أمام تمديد أي خط أنابيب نفط يربط إيران مع الصين.
وتقول بعض التسريبات الإضافية بأن جولة الأدميرال مولين قد شملت كل من إسرائيل والعراق والخليج العربي وباكستان وأفغانستان وأذربيجان وجورجيا، وذلك بما يستنتج منه أن لجولة الأدميرال علاقة مباشرة لجهة مراجعة وتفحص مدى اكتمال الاستعدادات العسكرية واكتمالها إذا حدث وأصدر الرئيس بوش تعليماته لقيادة العلميات الحربية والقتالية بتنفيذ الضربة العسكرية ضد إيران، ومع ذلك تجدر الإشارة إلى أن الأدميرال قد عقد مؤتمراً صحفياً بعد زيارته لإسرائيل حذر فيه تل أبيب من مغبة القيام بأي عمل عسكري ضد إيران في هذا الوقت!!

الجمل: قسم الدراسات والترجمة