تصاعد الاشتباكات بين الفصائل “الكردية” و”التركمانية” شرقي سوريا
ارتفعت حصيلة الخسائر البشرية في صفوف مسلحي الفصائل “الكردية” و”التركمانية” الموالين للجيشين الأمريكي والتركي، مع تصاعد الاشتباكات والقصف المتبادل بين الطرفين في محيط مدينة عين عيسى شمالي محافظة الرقة .
وتشهد المنطقة حركة نزوح نشطة للمدنيين من المدينة الإستراتيجية الواقعة على طريق عام (الحسكة- الرقة- حلب) الدولي المعروف باسم 4M، باتجاه المناطق الآمنة الواقعة تحت سيطرة الجيش العربي السوري والقوات الروسية التي تعمل على إعادتهم إلى منازلهم، رغم تصاعد الاشتباكات والقصف المتبادل بين مسلحي “قسد” الموالية للجيش الأمريكي من طرف، وبين مسلحي الفصائل “التركمانية” الخاضعة للجيش التركي من طرف آخر.
وأفاد مراسل “سبوتنيك” في محافظة الحسكة نقلاً عن مصادر محلية وميدانية في ريف الرقة أن عناصر ما يسمى “فرقة سليمان شاه” التركمانية الخاضعة للجيش التركي تمكنوا من إيقاع قرابة الــ 20 مسلحا من الموالين للجيش الأمريكي في “قسد” بين قتيل وجريح، بعملية “انتحارية” نفذها مسلح موال للجيش التركي من إحدى الفصائل التركمانية، على محور قرية الدبس بريف عين عيسى فجر اليوم الأربعاء (24 آذار/ مارس)، مع سحب 7 جثث منهم إلى مناطق انتشار الجيش التركي شمال المدنية.
في حين قالت مصادر مقربة من تنظيم “قسد” لـ”سبوتنيك” إن قواتهم، وفي إطار الدفاع المشروع، أفشلت هجمات الفصائل “التركمانية” على قريتي صيدا و(معلك) وقتلت 37 مسلحاً خلال الأيام القليلة الماضية، وأن جثث عدد من القتلى لا تزال في المنطقة الواقعة تحت سيطرتها حتى الآن.
وبين مراسل “سبوتنيك” في محافظة الحسكة نقلاً عن مصادر محلية وأهلية أن مدينة عين عيسى ومحيطها الشمالي والغربي يشهد منذ منتصف ليل (الجمعة- السبت/ 19- 20 آذار/ مارس)، اشتباكات عنيفة بين القوات التركية والفصائل “التركمانية” الخاضعة لها من جهة، وبين مسلحي تنظيم “قسد” الموالي للجيش الأمريكي من جهة أُخرى، خصوصاً بمحيط قرية المعلك على الجهة الغربية لمدينة عين عيسى، في محاولة من قِبل الطرف الأول التقدم باتجاه الطريق الدولي (4(M وسط قصف بالصواريخ وقذائف الهاون.
وتابعت المصادر أن المدينة ومحيطها وقراها تشهد حركة نزوح للمدنيين من منازلهم نتيجة اشتداد القصف المتبادل والاشتباكات العنيفة بين الطرفين، والتي أسفرت عن وقوع خسائر بشرية وتدمير آليات ومعدات عسكرية للطرفين، حيث يسعى طرف الفصائل “التركمانية” بالوصول إلى الطريق الدولي (4(M إلى قطع الطرق الواصل بين مدينة عين عيسى شمالي الرقة وعين العرب (كوباني) شمالي شرقي حلب.
وأوضحت مصادر ميدانية لــ”سبوتنيك” أن الفصائل “التركمانية ” بدعم من الجيش التركي صعدت منذ الـ 17 من آذار الحالي، هجماتها على مدينة عين عيسى والطريق الدولي 4M، وبشكل خاص على قريتي معلك وصيدا، مستخدمين الأسلحة المتطورة والصواريخ والمدفعية في عمليات القصف والاشتباكات والتي أسفرت عن مقتل مجموعة من عناصر “قسد” و18 عنصراً من الفصائل ” التركمانية ” إضافة لمقتل ضابط في الجيش التركي وإصابة آخرين بجروح، كما أدى القصف إلى مقتل طفل وامرأة سورية وإصابة خمسة مدنيين من سكان المدينة.
وأكدت المصادر أن القوات الروسية مازالت متواجدة في قاعدتها داخل مدينة عيسى، إضافة لانتشار نقاط الجيش العربي السوري في مواقعها داخل وفي محيط مدينة عيسى الغربية والجنوبية دون أي تغير يذكر.
وتأتي أهمية مدينة عين عيسى، من موقعها الاستراتيجي المهم على الطريق الدولي (الحسكة- الرقة- حلب) المعروف باسم 4M الرابط بين شرق سوريا وغربها، وتحاول جميع الإطراف المتنافسة فرض سيطرتها الكاملة على المدينة، فبالنسبة لتنظيم “قسد” الموالي للجيش الأمريكي والذي يسيطر على الجزء الأكبر منها ومن قراها، تعنى خسارته للمدينة خسارة شريان حيويّ مهمّ، وقطع طريق الإمداد عن مدينتي عين العرب (كوباني) ومنبج في ريف حلب، وعزلها عن الرقة ومحافظة الحسكة، وتقطيع كامل لما يسمى (إدارة الأقاليم) التي يديرها التنظيم.
وكانت مدينة عين عيسى تعتبر العاصمة الإداريّة والسياسيّة لـ “قسد” فقد كانت تحتضنُ ما يسمى “المجلس التنفيذيّ” وما يسمى “المجلس العامّ” وما يسمى “مجلس سوريا الديمقراطيّة” و”الماليّة العامّة”، التابعة لما يسمى “الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا” قبل نقلها إلى مدينة الرقّة إبّان العملية التركية التي استهدفت مدينة تلّ أبيض في تشرين الأول 2019، بعد انسحاب مفاجئ لأهم القواعد الأمريكية في المنطقة القريب من المدينة في مقر اللواء 93.
إضافة تعليق جديد