تصاعد المطالب الشعبية بالأردن
خرج الآلاف من الأردنيين بعد صلاة الجمعة اليوم في مسيرات واعتصامات في عمان ومدن مختلفة طالبت بإصلاحات دستورية وسياسية عاجلة.
وبينما اختلفت عناوين التحركات السلمية بالعاصمة ومدن إربد والكرك ومعان فإنها تميزت بارتفاع سقف مطالبها وإرسال رسائل مباشرة للملك عبد الله الثاني.
وهتف الآلاف في مسيرة لأحزاب المعارضة خرجت من المسجد الحسيني وسط عمَّان مطالبين بإصلاحات دستورية وحل البرلمان، كما رُفِعت يافطات تعزي في مصور قناة الجزيرة الشهيد علي حسن الجابر، وشهداء الشعب الليبي.
وهاجمت لجنة الحوار الوطني التي ستبدأ أعمالها غدا لوضع قانوني انتخابات وأحزاب جديدين.
وتبدأ اللجنة اجتماعاتها غدا بغياب الحركة الإسلامية التي أعلنت مقاطعة اللجنة كون برنامجها لم يتضمن إصلاحات دستورية، وأن مرجعيتها هي الحكومة وليس الملك.
وفي رسالة انتقاد مباشرة للجنة، قال عضوها وأمين عام حزب الوحدة الشعبية الدكتور سعيد ذياب إن اللجنة لا تمثل طموح الأردنيين لا من حيث التكوين ولا من حيث جدول أعمالها.
واعتبر أن أي عملية إصلاح سياسي لا تشمل تعديلات دستورية "لا تعتبر إصلاحا" متعهدا بمواصلة الحراك في الشارع "رغما عن قوى الشد العكسي".
الرسائل الأقوى في المسيرة جاءت من الحركة الإسلامية التي قدمت لأول مرة قياديا شابا لإلقاء كلمتها هو عضو تحالف طلبة الجامعات "أحرار" أحمد العكايلة الذي وجه رسالة مباشرة لجهاز المخابرات العامة قائلا إنهم لم يعودوا يخافونهم، وإن على الأجهزة الأمنية أن تكف يدها عن الجامعات وتخرج من ساحاتها.
وقال العكايلة "أوجه اليوم رسائل قوية إلى رأس الدولة جلالة الملك وأطالبه بكف يد الأجهزة الأمنية عن الجامعات، فإما أنها تتحرك بتوجيهات منك، وهذا يتنافى مع كلامك في لقائك مع الشباب، أو أنه لم يعد هناك سيطرة على تلك الأجهزة".
وكان عبد الله الثاني حث الشباب في لقاء مع ممثلين عنهم من تيارات مختلفة على الانخراط في العمل السياسي والحزبي.
وشكل التيار الإسلامي بالجامعات قبل أيام تجمع الطلبة الأحرار ونفذ مسيرات واعتصامات للمطالبة بكف يد الأجهزة الأمنية عن التدخل بالجامعات، وأن يكون التعليم بالأردن مجانيا والمطالبة باتحاد عام لطلبة الأردن.
وجاءت الرسالة الأخرى من عضو المكتب التنفيذي لحزب جبهة العمل الإسلامي مراد العضايلة الذي قال إن الحراك السياسي الحقيقي لم يبدأ بعد، في رسالة لتصعيد الاحتجاجات بالشارع الفترة القليلة المقبلة.
ويرى رئيس الدائرة السياسية بجماعة الإخوان المسلمين، وأحد القائمين على مبادرة الملكية الدستورية الدكتور رحيل غرايبة، أن الحركة تبنت في اجتماع مجلس الشورى مساء الخميس غالبية مضامين المبادرة.
وأضاف أن الحركة لم تتبن عنوان مبادرة "الملكية الدستورية" وزاد "الحركة ستتبنى المبادرة تحت هذا العنوان في إطار تحالف وطني نعمل على صياغته حاليا".
ووفق غرايبة فإن مبادرة الملكية الدستورية تتفق مع رؤية الحركة الإسلامية الإصلاحية والتي تطالب بإصلاحات دستورية تنتهي لحكومة برلمانية منتخبة، وأن يكون الشعب هو مصدر كل السلطات وأن يخضع كل صاحب قرار للمحاسبة أيا كان موقعه.
وردا على سؤال حول اعتبار قوى وشخصيات أن الملكية الدستورية بمثابة وصفة لتحقيق الوطن البديل للفلسطينيين بالمملكة، قال غرايبة "الملكية المطلقة هي التي يمكنها أن تعقد الصفقات على حساب الوطن، أما إعادة السلطة للشعب فتحصن الوطن من كل المؤامرات".
محمد النجار
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد