تطويل خطوط السرافيس بدمشق وسياحة بالإكراه لا تحمد عقباها

02-08-2007

تطويل خطوط السرافيس بدمشق وسياحة بالإكراه لا تحمد عقباها

الجمل ـ نضال حيدر : مسؤولو محافظة دمشق يستحقون عن جدارة، أرفع الجوائز المشفوعة بعبارات الشكر والتقدير المنمقة، والممولة من جيوب المواطنين!!.... لا تستغربوا..!!... فالإنجاز الأكبر- وغير المسبوق- الذي توصل مسؤولو المحافظة إلى تحقيقه يستأهل أكثر من ذلك!.. فبقرار أسرع من البرق؛ ضربت المحافظة ضربتها الكبرى، وحلت مجموعة كبيرة من المشكلات «العصية عن الحل» وأهمها: الازدحام المروري في قلب المدينة... سلامة قلب المدينة... وقلوب المسؤولين كذلك... لكن؟!... هل حقق القرار الفريد من نوعه، والملتبس في توقيته وكذلك في خطواته التنفيذية «المسلوقة» ما يتوخاه واضعوه «الجهابذة»؟!... بالتأكيد لا... ذلك أن الحل الغريب العجيب؛ نقل «الفوضى المنظمة وغير المنظمة» من وسط المدينة إلى أحد أطرافها، مستولداً متوالية هندسية واجتماعية من الارتباكات التي لا تنتهي!!... ودون الدخول في التفاصيل؛ وجد مئات الآلاف من المواطنين أنفسهم أمام جملة من المتطلبات غير المبررة، التي أضيفت قسراً إلى قائمة متطلباتهم المتضخمة أصلاً...فالمواطن الذي يبحث دون طائل عن وسيلة نقل آمنة... ومريحة...«ليش البطر» وجد نفسه ذات صباح؛ ملقى على قارعة محطة انطلاق ظلت مهجورة سنوات عدة، حتى استفاق مسؤولو المحافظة من «النوم في العسل»... وياليتهم ظلوا غارقين في نومتهم الهنيئة هذه - بلا حسد أو ضيقة عين- ذلك أن استفاقتهم، ولّدت المزيد من الضغوط الفائضة عن حاجة المواطن... هكذا بقرار واحد؛ غريب عجيب، تبدأ سلسلة جديدة من المنغصات، والتي سيكون حلها على حساب راحة وجيب المواطن- كالعادة -... دون أن ينتبه أحد إلى أهمية ربط موقع محطة الانطلاق «الجديدة/القديمة» في السومرية؛ بوسط وأطراف مدينة دمشق بوسائط نقل جديدة، تلبي حاجات المواطنين الراغبين بالانتقال.. والأغرب من ذلك هو أن المسؤولين لا يعترفون حتى الساعة بوجود أزمة متعددة الوجوه «نفسية، مادية، اجتماعية....».. ويصرون على استكمال المخطط الفريد من نوعه، الهادف إلى نقل تجمعات السرافيس، من مناطق المدينة الداخلية إلى أطرافها... ما المشكلة؟!... لا مشكلة على الإطلاق!!... فالحلول «المبتسرة» القاصرة موجودة على الدوام... تطويل خطوط السرافيس العابرة للمدينة من أقصاها إلى أقصاها، وكذلك «تفعيل» خطوط النقل الداخلي المجهزة بـ«أحدث الباصات التي تتوارثها الأجيال»... ثمة فائدة أهم من كل ما تقدم؛ لا يعترف بها المواطن «النقاق» ولا تسلط عليها الدوائر المعنية في محافظة دمشق الضوء، تلك التي تتجلى في العمل على تحسين مستوى الثقافة السياحية للمواطن السوري، حيث يمكن إدراج التعديلات الجديدة؛ تحت بند تعريف المواطن بمناطق بلده، أو «السياحة بالإكراه» وذلك بعد أن طالت الخطوط «الطويلة أصلاً».... كل ذلك في سبيل تعزيز واقع السياحة «نحو الأفضل طبعاً».. وهنا تكمن «الفائدة المزدوجة» لكل من محافظة دمشق ووزارة السياحة، التي ستتمكن من إضافة أرقام جديدة و«يومية» هذه المرة إلى قوائم السياح الوافدين، وبذلك يمكن القول إن السياحة هي الأخرى بألف خير، ولا يهم إن كانت هذه الفائدة المجيرة لصالح وزارة السياحة؛ قد تحققت وفق مقولة «ربَّ رميةٍ من غيرِ رامٍ» أو غيرها من المقولات، المهم أن أرقاماً جديدة ومتجددة تضاف على مدار الساعة إلى قائمة الوافدين..«السواح طبعاً»....

 

 الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...