تظاهرة عراقية حاشدة في ذكرى احتلال بغداد
شارك آلاف العراقيين، أمس، في التظاهرات السنوية الحاشدة التي ينظمها التيار الصدري بمشاركة عدد من القوى السياسية العراقية للمطالبة بخروج قوات الاحتلال من البلاد بالتزامن مع حلول الذكرى السادسة لاحتلال بلادهم، فيما أكدت أعلى هيئة سنية في العراق أن “المقاومة العراقية الباسلة كانت وما تزال الشعلة الوضاءة والأمل الوحيد في ردع العدوان الأمريكي اللامبرر والمخالف لكل القوانين والأعراف الدولية على العراق”، ودعا الحزب الإسلامي إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى تصحيح أخطاء سلفه جورج بوش، وقالت “جبهة التوافق” انها لم ترغب في التغيير في العراق عبر الآلة العسكرية، وقال أحد نوابها إن “يوم الاحتلال يوم أسود في تاريخ العراق”.
وتجمع آلاف المتظاهرين تحت المطر في ساحة الفردوس، وسط بغداد، التي جرت فيها إزالة تمثال كبير لصدام حسين في التاسع من ابريل/ نيسان 2009 بعد دخول الدبابات الأمريكية الى بغداد.
وحمل المشاركون أعلاماً عراقية في حين رفع بعضهم صور زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ووالده محمد صادق الصدر، كما لف بعض المتظاهرين أجسادهم بالعلم العراقي.
وقال المسؤول البارز في التيار الشيخ حازم الأعرجي أمام المتظاهرين ان “من يرفض الاحتلال عليه أن يشارك في التظاهرة (...) فجميع العراقيين من عرب وأكراد ومسيحيين يقولون كلا كلا أمريكا”. وشارك نواب من الكتلة الصدرية في التجمع الذي واكبته إجراءات أمنية مشددة، كما شاركت وفود من بعض المناطق بينها وفد من “مجلس إنقاذ الأنبار” التابع لحميد الهايس.
وقال المتحدث باسم التيار الصدري الشيخ صلاح العبيدي، ان مقتدى يطالب الرئيس الامريكي باراك اوباما بالعمل على رحيل قواته. واضاف ناقلا كلمة الصدر للمحتشدين “نطالب الرئيس الأمريكي أوباما بمساندة الشعب العراقي لخروج القوات الأمريكية من العراق”. كما طالب الصدر أنصاره بالتعاون مع قوات الأمن قائلا “أدعو المتظاهرين الى التآخي بينهم وبين القوات العراقية والبدء بمصافحة إخوانهم من قوات الأمن”.
ورفعت لافتات تندد ب “الاحتلال” فيما ردد المتظاهرون هتافات منها “نعم نعم للعراق” و”هذا الوطن ما نبيعه إخوان سنة وشيعة”. ووضع فوق الساحة حيث تجمع المتظاهرون علم امريكي كبير لكي تدوسه الاقدام. وعلقت لافتة كبيرة تحمل صورة للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش وعلم أمريكي كتب عليها “كلا كلا أمريكا”. وأحرق المتظاهرون علماً امريكي ودمى تمثل صدام حسين وجورج بوش خلال التظاهرة.
من جانبه، دعا الحزب الإسلامي العراقي الذي يتزعمه نائب الرئيس طارق الهاشمي إدارة أوباما إلى تصحيح أخطاء إدارة سلفه بوش، وذكر بيان للحزب أنه “في هذه الذكرى الأليمة نذكر الإدارة الأمريكية الجديدة بمسؤوليتها القانونية والأخلاقية في تصحيح أخطاء الإدارة السابقة”. ودعا البيان إلى تحقيق المصالحة الوطنية وإشراك كل الأطراف في اتخاذ القرار والسلطة وتجاوز الماضي كما دعا السياسيين والحكومة إلى زرع الثقة في النفوس وجمع الصفوف بوحدة الكلمة، فيما حذر من المخاطر المحدقة بالبلاد رغم التقدم النسبي في إعادة الأمان.
وقالت الأمانة العامة لهيئة علماء المسلمين في العراق في بيان “حققت المقاومة العراقية على مدى السنوات الست الماضية منجزات كبير منها وقوف المقاومة أمام أكبر قوة عسكرية وتكنولوجية في العالم رغم التفاوت في ميزان القوى بينهما وإرغامها على تبديل خططها واستراتيجياتها في العراق أكثر من مرة وإفشال المشروع الأمريكي للهيمنة على العراق والمنطقة الذي يهدف إلى تقسيم العراق ودول المنطقة وتغيير خريطة المنطقة”.
وأضافت “لقد كان للشعب العراقي دور بارز في رفض الاحتلال ومشاريعه من الأيام الأولى له ولا زلتم على ذلك على الرغم من التعتيم على هذا الدور ومحاولات إخفائه من قبل الاحتلال وبعض القوى الداخلية والخارجية التي لا يروق لها أن تحوزوا مثل هذا الشرف”.
ومضت “كما كان لكم الدور نفسه في إبطال عدد من المشاريع المشبوهة التي دبر أمرها بليل مثل مشروع فصل البصرة عن العراق الأم الذي أسقطه أبناء البصرة الفيحاء ومشروع الفيدرالية الذي هزمه وهزم دعاته أبناء الجنوب الشرفاء وخاصة أبناء كربلاء، كربلاء الشهداء ومشروع الهيمنة على الموصل من قبل بعض القوى العنصرية الذي هزمه أبناء الموصل الحدباء”.
وتابعت “لقد وعد الرئيس الأمريكي باراك اوباما في حملته الانتخابية بسحب قوات بلاده من العراق فور انتخابه رئيسا للولايات المتحدة وخلال فترة لا تزيد على ستة عشر شهرا وكنا نتوقع أن يفي بهذا الوعد لشعبه قبل غيره لأن هذا الوعد هو الذي أسهم بفوزه على خصمه الجمهوري فوزا ساحقا”.
واستدرك قائلا: “ولكنه (أوباما) بعد تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة أبدل الانسحاب بجدولة وأبدل الستة عشر شهرا بما يقرب من ثلاثة أعوام على وفق ما نصت عليه اتفاقية الإكراه التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق ومجرم الحرب (جورج بوش) على حلفائه وأسرى فضله في بغداد من دون ضمانات لتحقيق هذا الانسحاب ومن دون تغيير لمهام قوات الاحتلال العسكرية والأمنية في العراق”.
وخلصت الهيئة في بيانها إلى القول “لهذا فإن هيئة علماء المسلمين وغيرها من القوى العراقية المناهضة للاحتلال بكل فئاتها ومكوناتها لا تعد هذا الجدولة مقدمة لانسحاب حقيقي من العراق بل هي بمثابة إعادة انتشار لقوات الاحتلال لا غير مهما أطلق على هذه القوات من أسماء أو أوصاف كالمعاونة والمشورة وغيرها، وعلى هذا فإنها لا تعول عليها شيئا ومثلها قوى المقاومة التي أعلنت فصائلها استمرار الجهاد والمقاومة حتى يخرج آخر جندي من العراق كل العراق مدنا وقواعد”.
وأوضح نائب الجبهة نور الدين الحيالي أن الغزو الأمريكي للعراق يمثل نكبة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، لأن القوات المحتلة مارست شتى الأساليب الوحشية في تمزيق وحدة الشعب العراق وتدمير بناه التحتية.
زيدان الربيعي
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد