تعميم ظاهرة استقلال كوسوفو وانهيار القانون الدولي

19-02-2008

تعميم ظاهرة استقلال كوسوفو وانهيار القانون الدولي

الجمل: تباينت ردود الأفعال إزاء قيام زعيم كوسوفا بإعلان الاستقلال وإقامة دولة كوسوفو المستقلة وعاصمتها برشتينا. البعض أيد استقلال الإقليم واعتبره انتصاراً للحرية والديمقراطية والسلام، والبعض اعتبره نذيراً بالقضاء على ما تبقى من القانون الدولي وبداية النهاية لأوروبا ودخول النظام الدولي لمرحلة السيولة الجيوسياسية تحت هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية. فهل ستنحصر تأثيرات استقلال أو بالأحرى انفصال كوسوفو على شرق ووسط وغرب أوروبا أم أن تأثيراتها سوف تمتد إلى منطقة الشرق الأوسط؟ وهل سيناريو فصل كوسوفو كان نتاجاً لمراحل النمو الطبيعية للأزمة السياسية اليوغوسلافية أم أنه سيناريو تم تصنيعه بواسطة "معامل" محور واشنطن – بروكسل، وفقاً لدراسات الجدوى التي تم إعدادها في تل أبيب ومولتها المافيا الروسية – الإسرائيلية؟
* سردية أزمة كوسوفو:
يقع إقليم كوسوفو ضمن حدود دولة يوغوسلافيا السابقة وفق ما كان يطلق عليه تسمية دولة الاتحاد اليوغوسلافي، وعندما تم تقسيم يوغوسلافيا حدث نزاع حول وضع إقليم كوسوفو، وأصبح الإقليم واقعاً ضمن نطاق سيادة جمهورية صربيا وعاصمتها بلغراد. بجوار إقليم كوسوفو بقية أجزاء صربيا من ناحية الشمال والشرق وجمهورية مونتينيغرو من الغرب وجمهوريتي ألبانيا ومقدونيا من الجنوب (انظر الخارطة)، ومدينة بريشتينا هي عاصمة الإقليم. أما سكانه فيتجاوز عددهم المليونين بقليل، الأغلبية العظمى من العرق الألباني مع وجود أقليات صربية، غورانية، بوسنية، أتراك إضافة إلى مجموعات صغيرة أخرى. وبعد اندلاع حرب كوسوفو عام 1999م أصدر مجلس الأمن الدولي القرار 1244 الذي تم بموجبه وضع الإقليم تحت سلطة الأمم المتحدة المؤقتة. ثم تم الاتفاق بين الأمم المتحدة وحلف الناتو على توزيع المسؤوليات بحيث:
• تتولى الأمم المتحدة مسؤولية الإدارة عن طريق لجنة «أونميك UNMIK» التابعة للأمم  المتحدة.
• يتولى حلف الناتو مسؤولية الأمن عن طريق قوة كوسوفو كفور «KFOR» وهو اسم القوات التي شكلها الحلف لحماية أمن كوسوفو.
وهكذا أصبح الإشراف على إدارة وأمن الإقليم يتم شراكة بين الأمم المتحدة وحلف الناتو ضمن ما يعرف بشراكة «أونميك - كفور» وتجدر الإشارة إلى أن قرار  مجلس الأمن وقرار حلف الناتو وقرارات تشكل ولاية ومسؤوليات البعثة الدولية الإدارية (أونميك) وبعثة قوات الناتو (كفور) تعترف جميعها بوضوح بحق صربيا في السيادة على الإقليم. ثم دارت مفاوضات بين الأمم المتحدة وزعماء الإقليم حول "الوضع الدستوري" المطلوب لإقليم كوسوفو ضمن الدستور الصربي وبعد فشل المفاوضات قامت حكومة إقليم كوسوفو "المؤقتة" بإعلان الاستقلال من طرف واحد عن صربيا بدءاً من يوم 17 شباط 2008م وإعلان قيام جمهورية كوسوفو.
لقي الإعلان التأييد والمعارضة ويمكن استعراض ذلك على النحو الآتي:
• داخلياً: أيد السكان ذوي الأصول الألبانية المسلمين الذين يشكلون حوالي 92% استقلال الإقليم، أما السكان الصرب وبقية المسيحيين فقد عارضوه وهددوا بإعلان دولة خاصة بهم داخل الإقليم.
• دولياً: أبدت فرنسا والولايات المتحدة وتركيا والبلدان الغربية الأخرى تأييدها لاستقلال كوسوفو، أما صربيا وروسيا والصين وبعض الدول الأخرى فقد عارضت استقلاله وأعلنت مساندتها لاقتراح صربيا الذي ينص على اعتبار إقليم كوسوفو محافظة صربية تتمتع بالاستقلال الذاتي.
وحتى الآن لم تنجح جهود روسيا وحلفاءها في عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي للنظر في أزمة استقلال كوسوفو.
* ماذا يعني استقلال كوسوفو؟
تقول المعلومات بأن استقلال إقليم كوسوفو الواقع تحت الإشراف الدولي إدارياً وأمنياً وعسكرياً دون قبول دولة صربيا الأم التي يوجد بداخلها هو استقلال أو بالأحرى انفصال يمكن أن يخلق ويشكل "سابقة" في الاعتبارات المتعلقة بتجاوز مبدأ "سلامة وسيادة وحدة وتكامل أراضي الدولة" لصالح "حق تقرير المصير". بكلمات أخرى، فإن مبدأ السيادة ومبدأ حق تقرير المصير هما مبدآن موجودان ضمن بنود القانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة، وهناك تحديد لتوصيفات ومشروطيات كل واحد من هذين المبدأين، كما أن هناك مبدأ ثالث هو مبدأ "الاعتراف" وهو منصوص عليه في القانون الدولي كذلك. التوازن بين مبدأ السيادة ومبدأ حق تقرير المصير ومبدأ الاعتراف هو توازن يقوم على أساس اعتبارات:
• حق السيادة ضمن شروط معينة.
• حق تقرير المصير ضمن شروط معينة.
• لا اعتراف بالسيادة أو بتقرير المصير إلا إذا توافرت شروط معينة منصوص عليها في القانون الدولي.
وتأسيساً على ذلك، وبالتطبيق على مسألة كوسوفو، فإن كل بنود القانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية تؤكد على حق صربيا في ممارسة السيادة الكاملة على إقليم كوسوفو. كذلك، كل بنود القانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية لا تعطي زعماء كوسوفو الحق في استخدام مبدأ حق تقرير المصير وإعلان الاستقلال من طرف واحد. وبإسناد واقعة إعلان استقلال كوسوفو إلى بنود القانون الدولي والمواثيق والاتفاقيات الدولية فإنه لا يوجد أي سند قانوني يمكن استخدامه بواسطة المجتمع الدولي أو أي كيان دولي لممارسة "مبدأ الاعتراف" الدولي والاعتراف بقيام دولة كوسوفو. وبرغم ذلك، وفي تجاوز واضح للقانون الدولي أعلنت فرنسا والولايات المتحدة وتركيا وآخرون الاعتراف باستقلال كوسوفو عن صربيا وبحسب إجماع الخبراء فإن تطبيق مبدأ الاعتراف الدولي بهذه الطريقة سيشكل سابقة خطيرة للغاية في القانون الدولي وهي سابقة لو تم تعميمها فإن القانون الدولي سيكون قد انهار تماماً من جراء انهيار مبدأ السيادة الذي يمثل الأرضية والأساس الرئيسي الذي يقوم عليه كل القانون الدولي.
* استقلال كوسوفو ومعطيات "نظرية المؤامرة":
لم تحافظ بعثة الأمم المتحدة – حلف الناتو على التقيد بالمواثيق الدولية في الإشراف على إقليم كوسوفو سياسياً وأمنياً وعسكرياً كما اقتضى القرار الدولي 1244، وقرار حلف الناتو المتعلق بمهام ولاية القوة العسكرية وتشير المعلومات الواردة إلى الآتي:
• اتساع نطاق عمليات تهريب الأسلحة عبر الإقليم وأشارت لذلك تقارير الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
• اتساع نطاق عمليات غسيل وتبييض الأموال كما ورد في تقرير الأمم المتحدة ومنظمة الشفافية.
• وجود أعداد كبيرة من المطلوبين جنائياً وأمنياً واستخدامهم للإقليم كملاذ آمن كما ورد في تقرير الانتربول.
• وجود أكبر مراكز الاتجار بالبشر في الإقليم وهو ما أشارت إليه تقارير الأمم المتحدة نفسها.
• عرقلة جهود الحكومة الصربية الهادفة لمكافحة الجريمة في الإقليم.
سعى السفير الأمريكي السابق في الأمم المتحدة جون بولتون حثيثاً من أجل الضغط باتجاه تعديل ميثاق الأمم المتحدة ونظام عمل مجلس الأمن الدولي، وبسبب فشل مشروع بولتون فقد لجأت الإدارة الأمريكية إلى محاولة التغيير من الخارج وتحديداً باستخدام الوقائع الجارية في البيئة الدولية باعتبارها "أمراً واقعاً". وقد جاءت هذه المنهجية بعد التجربة العراقية التي تضمنت المعطيات الآتية:
• رفض مجلس الأمن الدولي الموافقة على تشكيل قوة دولية تقوم بغزو العراق.
• قامت الولايات المتحدة بقيادة عملية غزو واحتلال العراق.
• نجحت الولايات المتحدة وحلفاءها لاحقاً في الضغط على مجلس الأمن واستصدار قرار دولي يعترف باحتلال العراق وفقاً لمبدأ الأمر الواقع.
وتأسيساً على ذلك، أدرك الأمريكيون وحفاءهم أن بإمكانهم تعديل القوانين الدولية والمواثيق الداخلية باستخدام ضغوط البيئة الخارجية. بكلمات أخرى، لا داعي لإجراء التفاهمات والحوارات وتقديم الاقتراحات والتصويت عليها من أجل الحصول على التعديلات المطلوبة أمريكياً، طالما أنه من الممكن القيام بالإجراءات العملية الميدانية بما يؤدي إلى خلق "السوابق" التي بالضرورة سيجد المجتمع الدولي نفسه مضطراً للاعتراف بها، وإدماجها ضمن القانون والمواثيق الدولية كـ"أعراف"  قانونية دولية تمتلك صفة البنود الإلزامية دولياً.
أما الآن، فقد تم الإعلان عن استقلال كوسوفو بهذه الطريقة غير القانونية، والسيناريو الميداني الحالي يتمثل في:
• لن تستطيع صربيا أو روسيا أو أي دولة رافضة أخرى استخدام القوة من أجل استعادة كوسوفو إلى دائرة الشرعية الصربية ليس بسبب قوة سلطة الإقليم بل بسبب وجود الأمم المتحدة وقوات حلف الناتو اللتان تشرفان على حماية الإقليم بموجب القرار الدولي 1244.
• الوضع القانوني قبل إعلان الاستقلال كان يتمثل في طرح مطلب الاستقلال على مجلس الأمن، وكان تمرير مثل هذا الاقتراح في الماضي غير ممكن بسبب احتمالات الفيتو الروسي أو الصيني المؤكد. والآن بعد إعلان الاستقلال أصبح على صربيا أن تقدم طلباً لمجلس الأمن يرفض الاعتراف باستقلال كوسوفو ولكن تمرير مثل هذا الطلب والموافقة عليه أصبحت غير ممكنة بسبب الفيتو الأمريكي أو الفرنسي أو البريطاني.
* تداعيات زلزال استقلال كوسوفو:
سوف يعمل إقليم كوسوفو أو دولة كوسوفو المستقلة الجديدة برغم مساحتها الصغيرة البالغة 10887 كيلومتراً مربعاً، بمثابة مركز الزلازل الجيوسياسية القادمة، والتي ستؤدي إلى الكثير من التفاعلات والتداعيات التي ستقوض ما تبقى من نظم البنيان الدولي المعاصر.:
• في منطقة القفقاس: توجد أزمة إقليمي ناغورنو كرباخ الذي يضم أغلبية أرمنية تعيش داخل أراضي أذربيجان وإقليم تاختشيفان الذي يضم أغلبية أذربيجانية تعيش داخل أرمينيا. وتجدر الإشارة إلى أن قصة هذين الإقليمين تعود إلى أيام الاتحاد السوفيتي السابق وتحديداً خلال فترة الزعيم جوزيف ستالين، حيث حاول ستالين دمج القوميات القفقاسية الموجودة ضمن جمهوريتي أذربيجان وأرمينيا السوفييتيتين ولكن عن طريق ترحيل مجموعة كبيرة من الأرمن المسيحيين الأرثوذكس وتوطينهم داخل أذربيجان المسلمة السنية، وبالفعل فقد رحلت السلطات السوفيتية الأرمن ووطنتهم في منطقة ناغورنو كرباخ الأذربيجانية ونفس الشيء بالنسبة للأذربيجانيين المسلمين الذين رحلتهم ووطنتهم في تاختشيفان الأرمنية . وعند انفصال أرمينيا وأذربيجان عن الاتحاد السوفييتي طالبت أذربيجان بالسيادة على إقليم تاختشيفان وطالبت أرمينيا بالسيادة على إقليم ناغورنو كراباخ، وبسبب تصاعد حدة التوتر اشتعلت الحرب بين أرمينيا وأذربيجان واستطاعت أرمينيا احتلال 25% من الأراضي الأذربيجانية ثم تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين وإفساح المجال أمام الجهود الدبلوماسية الدولية لحل النزاع، وخلال هذه الفترة اضطرت أذربيجان لتقديم المزيد من التسهيلات النفطية لأمريكا والغرب، ومن المفارقات في هذه الفترة أن غرفة التجارة الأذربيجانية منحت عضويتها لليهودي الأمريكي ريتشارد بيرل وديك تشيني وجيمس بيكر وبوش الأب وزبيغنيو بريجينسكي. كذلك حصلت الولايات المتحدة على المزيد من التسهيلات العسكرية والاستخبارية من بينها تسهيلات لقوات المارينز ومشاة البحرية الأمريكية بالتواجد في بحر قزوين، إضافة إلى قواعد جوية عسكرية أمريكية ومواقع لتشييد الرادارات وأجهزة التنصت. أدركت الولايات المتحدة الفرصة وأصبحت الإدارة الأمريكية ومجلس الأمن القومي الأمريكي على كل خطوط الأزمة الأرمينية – الأذربيجانية، بحيث تضغط الإدارة الأمريكية على الطرفين للحفاظ على حالة وقف إطلاق النار (أي اللاحرب واللاسلم) وفي نفس الوقت تقوم أمريكا مع حليفها الاتحاد الأوروبي بعرقلة جهود التسوية الدولية. وتأسيساً على "سابقة" إعلان استقلال كوسوفو، هل سيعلن إقليم ناغورنو كراباخ وإقليم تاختشيفان استقلالهما؟ وبأيهما سوف تعترف الولايات المتحدة وروسيا؟ فإرمينيا تتخوف من استقلال إقليم تاختيشفان وأذربيجان تتخوف من استقلال إقليم ناغورنو كاراباخ، وهل هناك احتمالات لصفقة أمريكية – روسية حول هذين الإقليمين، خاصة وأن روسيا تقف إلى جانب أرمينيا في مواجهة أمريكا التي تقف إلى جانب أذربيجان؟ وفي الوقت نفسه تحاول إبعاد أرمينيا عن روسيا عن طريق محاولة إرضاء الأرمن بقرار المذبحة الأرمنية وغير ذلك!! وإن انتقال عدوى استقلال كوسوفو من طرف واحد إلى ساحة الصراع الأرميني – الأذربيجاني يمكن أن تؤدي إلى اندلاع الصراع الأهلي داخل الدولتين والقتال الإقليمي بينهما.
• أزمة الجمهوريات القفقاسية الأخرى الواقعة داخل دائرة الاتحاد الفيدرالي الروسي أصبحت أكثر احتمالاً للمزيد من التطورات والمواجهات وعلى خلفية إعلان زعماء كوسوفو الاستقلال من جانب واحد بدأت عدة تحركات في الجمهوريات القفقاسية الواقعة جنوب غرب روسيا حيث طالب زعماء جمهوريات أبخازيا الشركسية، شركيسيا، أنغوشيا الشركسية، داغستان، أوسيتيا الجنوبية، أوسيتيا الشمالية، الشيشان بالاستقلال عن روسيا وهددوا بإعلان الاستقلال من جانب واحد.
تقول المعلومات بأن تداعيات إعلان استقلال كوسوفو وما وجده هذا الاستقلال من اعتراف دولي بهذه الطريقة قد أدى إلى نشوء المزيد من المخاوف:
• تتخوف إسبانيا من أن يؤدي إعلان منظمة «إيتا» استقلال إقليم الباسك إلى اعتراف دول العالم بدولة الباسك.
• تزايدت الانتقادات داخل فرنسا ضد قرار نيكولاس ساركوزي بالاعتراف باستقلال كوسوفو دون أخذ الموافقة من البرلمان الفرنسي، وحالياً يهدد بعض أعضاء البرلمان الفرنسي بالدفع باتجاه استصدار قرار يبطل قرار ساركوزي بسبب التداعيات التي يمكن أن تتمثل في انتقال عدوى استقلال كوسوفو إلى بعض القوى والحركات الانفصالية داخل فرنسا من أجل استقلال بعض أقاليمها.
• تزايد مخاوف زعماء الاتحاد الأوروبي من أن يؤدي إعلان استقلال كوسوفو إلى تنشيط حركات الإحياء القومي – الاجتماعي الأوروبية، وبالذات الحركات التي تنادي بتقسيم أوروبا على أساس الخطوط القومية الاجتماعية إلى دولة الباسك والسلت والجرمان وما شابه ذلك.
أما في الصين والهند وإيان فهناك مخاوف من أن تعلن الحركات الانفصالية عن استقلال المناطق التي تطالب بها وأن تجد الاعتراف والدعم الدوليين:
• حركة مسلمو الإيغور تطالب بفصل إقليم سينكيانج الواقع غرب الصين والذي يقطنه حوالي 150 مليون مسلم.
• توجد في إيران العديد من الحركات الانفصالية أبرزها:
* في الشمال حركة قومية أذرية تطالب بفصل الشمال الإيراني.
* في الجنوب حركة قومية عربية تطالب بفصل إقليم خوزستان وإقامة دولة عربستان.
* في الجنوب الشرقي توجد حركة قومية سنية بلوشية تطالب بفصل إقليم بلوشستان الإيراني.
• في الهند توجد كذلك الكثير من الجماعات الانفصالية:
* في الشمال يطالب المسلمون الهنود بفصل منطقة أحمد آباد.
* في الشمال الشرقي يطالب السيخ (الهندوس المتشددون) بفصل إقليم النيجاب.
* في إقليم يامو – كشمير يوجد المسلمون الذين يطالبون بفصل الإقليم عن الهند ولكنهم يختلفون بعد الفصل إلى فريق يطالب بالانضمام إلى باكستان وآخر يطالب بإقامة دولة كشمير المستقلة.
عموماً، قد تحدث صفقة أمريكية – روسية  - أوروبية – صينية حول الأوضاع في مناطق هذه الدول، ولكن بكل تأكيد فإن دول العالم الأخرى ستكون أكثر انكشافاً من أي غطاء دولي يتيح لها التمتع بمبدأ السيادة الكاملة على أراضيها لأن الحركات الانفصالية الناشطة داخلها سوف توفر لها سابقة إعلان استقلال كوسوفو السند القانوني الذي يوفر عليها الجهد والعناء وخوض المعارك، وبدلاً عن ذلك يمكن لزعماء الجماعات الانفصالية إعلان الاستقلال طالما أنهم يجدون الاعتراف بواسطة أمريكا والاتحاد الأوروبي، وربما الأمم المتحدة ومجلس الأمن إذا وافقت روسيا والصين على ذلك. ويمكن أن نشير إلى السيناريوهات الآتية التي يمكن أن تحدث في منطقة الشرق الأوسط إذا أكد مجلس الأمن على شرعية وصحة استقلال كوسوفو:
• في إيران: يمكن للحركات الانفصالية أن تعلن الاستقلال وتقوم أمريكا والاتحاد الأوروبي بالاعتراف بها وبعد ذلك يعترف مجلس الأمن الدولي ويرسل القوات الدولية لطرد القوات الإيرانية وتسليم هذه المناطق للحركات الانفصالية مع إبقاء القوات الدولية فيها من أجل حمايتها.
• في السودان: يمكن لمتمردي دارفور وجنوب السودان إعلان الاستقلال من طرف واحد وإذا اعترفت أمريكا والاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن الدولي بذلك فسيتم أيضاً إرسال قوات دولية تخرج القوات الحكومية وتحمي الجمهوريات والدول الجديدة.
• في العراق: نشير إلى المقال التحليلي الذي كتبه الصحفي الأمريكي جاستن رايموندو ونشره موقع آنتي وار الإلكتروني الأمريكي الذي أكد فيه بأن العراق هو الهدف الرئيسي لتطبيق سيناريو انفصال كوسوفو. والآن ما على مسعود البرزاني سوى إعلان استقلال إقليم كردستان إذا نجح الأمريكيون في عقد صفقة مع الأتراك حول مستقبل جزيرة قبرص وجزر بحر إيجة، وتقول المعلومات والتسريبات بأن القبارصة الأتراك قد هللوا كثيراً لاستقلال كوسوفو واعتراف أمريكا وفرنسا وبريطانيا، كذلك يمكن لمقتدى الصدر إذا قبل بالصفقة مع أمريكا أن يعلن استقلال جنوب العراق وفي هذه الحالة لن يكون أمام السنة العراقيين سوى إقامة دولتهم في وسط وغرب العراق، وتقول التكهنات باحتمالات أن لا يعلن مسعود البرزاني استقلال كردستان وكل ما عليه فعله هو انتظار إعلان مقتدى الصدر لاستقلال الجنوب ثم زعماء السنة لاستقلال الوسط،و بعدها تكون عملية استقلال الشمال العراقي أمراٌ واقعاً لا مفر منه.

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...