تفجيرات القاعدة تستهدف مقر الأمم المتحدة في الجزائر
سقط أمس عشرات القتلى والجرحى في تفجيرين وُصفا بأنهما «انتحاريان» في قلب العاصمة الجزائرية استهدفا مقري المحكمة الدستورية في بن عكنون والأمم المتحدة في حي حيدرة. وسارعت السلطات الجزائرية الى توجيه أصابع الاتهام الى تنظيم «القاعدة»، الذي وإن لم يكن قد تبنى الاعتداءين حتى ساعات المساء فإن طريقة تنفيذهما توحي بأنه فعلاً وراءهما، خصوصاً لجهة استخدام سيارات مفخخة يقودها انتحاريون، وهي عادة دأب عليها منذ مطلع هذه السنة.وكان لافتاً ما عُلم من مصادر متطابقة في شأن قيام أجهزة الأمن الجزائرية بحملات تفتيش واسعة فجراً بحثاً عن «انتحاريين» محتملين بعدما نما اليها أن «سيارات مفخخة» نُقلت في الليل الى مرآب في العاصمة الجزائرية. لكن، كما يبدو، لم تستطع الأجهزة الجزائرية القبض على «الانتحاريين» قبل تنفيذهم الهجومين الدمويين.
وأعلن وزير الداخلية الجزائري نورالدين يزيد زرهوني بعد الظهر ان القتلى 22 بينهم لبناني وسنغالي، والجرحى أكثر من 170، بعدما كانت مصادر طبية قدّمت ظهراً حصيلة أكبر بلغت 67 قتيلاً و210 جرحى. واتهم زرهوني «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» بتنفيذ الهجومين، علماً أن هذه الجماعة غيّرت اسمها الى «القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي» مطلع هذه السنة.
وجاء الهجومان بعد اسابيع من الهدوء الملحوظ على الجبهة الأمنية، بررته مصادر متابعة بنجاح السلطات في توجيه ضربات قوية الى «القاعدة» سواء من خلال الكمائن التي استهدفت عدداً من قيادييها أو من خلال الهجمات التي استهدفت قواعدها الخلفية خصوصاً في الجبال والمغاور في ولايات شرق العاصمة الجزائرية. لكن هجومي أمس أظهرا أن هذا التنظيم الذي يرأسه عبدالمالك درودكال (أصدرت وزارة الخزانة الأميركية قبل ايام قرارا بتجميد أرصدته) ما زال قادراً على توجيه ضربات حتى ضد مقرات يُفترض أن تكون تحظى بحماية أمنية، كمقر الأمم المتحدة في حيدرة الحي الراقي الذي يقطنه ديبلوماسيون أجانب وكبار المسؤولين الجزائريين.
ولفت مصدر متابع لشؤون الجماعات المتشددة الى ان هجومي أمس سينعكسان سلباً على «القاعدة» خصوصاً بعدما ظهر أن منفّذ أحدهما (الهجوم ضد المحكمة الدستورية) صدم حافلة تقل طلاباً قُتل بعضهم فيها، في حين أن الهجوم الثاني استهدف مقراً تابعاً للأمم المتحدة يُعنى بمساعدة اللاجئين. لكن المصدر توقع أن يكون الهدف من تفجير مقر البعثة الدولية جذب انتباه وسائل الاعلام العالمية، في تكرار لعملية تفجير مقر الأمم المتحدة في العراق في 2003. لكن مصادر الأمم المتحدة قالت أمس انها لا تفكر في مغادرة الجزائر على رغم تيقنها بأنها المستهدفة بتفجير حيدرة.
وصدرت إدانات واسعة للهجومين في مختلف دول العالم، واصدر مجلس الأمن بياناً رئاسياً دان فيه ما حصل وشدد على «الحاجة الى اعتقال مرتكبي ومنظمي وممولي ورعاة هذا العمل الارهابي الآثم وتقديمهم الى القضاء».
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد