تقدم بري مستمر للجيش في عدرا واشتباكات قرب «كيميائي» حمص

21-12-2013

تقدم بري مستمر للجيش في عدرا واشتباكات قرب «كيميائي» حمص

نبهت وزارة الخارجية الروسية، بناء على تحذير من دمشق، من قرب مناطق الاشتباك من وحدات تخزين الأسلحة الكيميائية في حمص، بينما حقق الجيش السوري تقدما نسبيا، لكن بطيئا، في محيط وأطراف مدينة عدرا العمالية، مركزا عمليته على طرفي الغوطة الشرقية، ولا سيما دير سلمان، القريبة من جهة المطار.
الى ذلك، تمكنت مجموعتان من «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) من اقتحام مستشفى الكندي القريب من سجن حلب المركزي، وذلك بتفجير سيارتين، يقودهما انتحاريان، على أسوار المبنى. ودارت اشتباكات عنيفة داخل المستشفى، كما قصفت المدفعية محيط المبنى لتخفيف الضغط عن الجنود المتواجدين داخله، وعددهم يفوق الخمسين. وكان المشفى تعرض لعدة محاولات اختراق، وهو محاصر مع السجن منذ ما يزيد على العام. مسلح من "الجبهة الاسلامية" على معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا امس (رويترز)
ونقل موقع «روسيا اليوم» قلق الخارجية الروسية «حيال الأحداث الراهنة قرب منشأة السكري الكيميائية في محافظة حمص». وذكرت الوزارة، في بيان، أنه «وفق المعلومات الواردة من سوريا، فإن العمليات القتالية تدور حاليا بين القوات الحكومية ومسلحي جبهة النصرة وجيش الإسلام على بعد 100 متر فقط من المنشأة الكيميائية في منطقة السكري في حمص، حيث مستودع المكونات الكيميائية المقرر نقلها إلى خارج سوريا من أجل إتلافها لاحقا».
وأشار البيان إلى أن «السلطات السورية أبلغت بعثة منظمة حظر السلاح الكيميائي والأمم المتحدة في دمشق بالموضوع». وأضاف ان «موسكو قلقة جدا حيال هذه الأنباء. ندين بشدة الأعمال الاستفزازية الهادفة إلى منع تنفيذ خطة نقل المواد السامة ومكوناتها إلى خارج سوريا وفق الجدول الموضوع».
وفي إطار آخر، استمر تقدم الجيش باتجاه عدرا، لكن بوتيرة بطيئة. واختلفت عملية عدرا عن معارك مدن القلمون القريبة من الطريق الدولي، كدير عطية والنبك، بسبب إلقاء الثقل الأكبر على الاختراق الميداني، وتقليل استخدام الأسلحة الثقيلة إلى أدنى حد ممكن.
ووفقا لمصادر عسكرية، لـ«السفير»، فقد حشد الجيش إمكانيات بشرية أكبر في هذه العملية، بينها المئات من مقاتلي النخبة المتدربين على الاقتحامات، كما بذل جهدا إضافيا على توسيع دوائر الحصار على المنطقة، واستهداف متقطع لمناطق تجمع أو تحرك قوافل المسلحين، وذلك في محاولة لتخفيف الأثر على السكان المدنيين، خصوصا في ضوء الأخبار التي انتشرت عن مجازر بالجملة. ولا يوجد رقم موحد بعد لعدد الضحايا المدنيين، لكن رسالة رسمية للخارجية السورية إلى الأمم المتحدة أشارت إلى ما يزيد على 100 قتيل، بينما كانت الأرقام المتداولة من السكان الناشطين على شبكات التواصل في حدود الـ 90.
وأحرجت حالة عدرا الحكومة السورية أكثر من غيرها من المعارك، وذلك لحساسيتها الجغرافية، وقربها من المناطق الصناعية، كما لاحتوائها على مخازن طحين وحبوب كبيرة سرقت بالكامل في الأيام الأولى لاستيلاء المسلحين عليها، خصوصا أن مجملهم جاء عبر الطريق الفرعي الموصل إلى دوما، واستهدف الفرن منذ الساعات الأولى، في عملية ذكرت «الجبهة الإسلامية» صراحة أن هدفها فك الحصار عن الغوطة الشرقية.
وفي سياق هذا الهجوم ربما، جاءت دعوة رئيس الحكومة وائل الحلقي، في اجتماع حكومي، إلى «استدراج عروض سريعة لاستيراد 50 ألف طن من الطحين من الخط الائتماني الإيراني، والإسراع بتنفيذ مطحنتين في محافظتي درعا والسويداء اللتين تم توقيع عقد إنشائهما مع الجانب الإيراني، وتأمين طرق الإمداد وإيصال القمح إلى المطاحن لتحقيق الأمن الغذائي».
واقتربت طلائع المشاة أمس الأول من الأبنية السكنية، ولا سيما ما يعرف بالجزيرة الخامسة المطلة على الخارج. وظهرت صور أمس على وسائل الإعلام، بما يعنيه ذلك من تقدم جغرافي، بينما تابع الجيش عملية على طرف الغوطة الجنوبي، للحد من إمكان تشتيت جهوده في عدرا. وأدى كمين على أحد طرقات الإمداد بين دوما وعدرا إلى مقتل 45 مسلحا أمس الأول، عرضت الفضائية الرسمية صور جثثهم مع اسلحتهم.
وقال مصدر عسكري لوكالة الانباء السورية (سانا) ان «وحدة من الجيش نفذت كمينا محكما قضت خلاله على مجموعة من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام حاولت التسلل الى بلدة عقربا بريف دمشق، وذلك في سياق عمليات استهداف طالت مجموعات أخرى في دوما ويبرود ومعلولا والزبداني وداريا وحي القابون».
وتحدثت مصادر أخرى ميدانية عن «إنجازات نوعية للجيش السوري في الغوطة، واستعادة بلدة دير سلمان» التي شهدت عدة معارك كر وفر. وفي سياق مشابه أفشل الجيش أمس محاولة لاختراق خط الاشتباك في منطقة التضامن، التي تحاذي مخيم فلسطين ايضا، وسمعت أصوات الاشتباكات في بعض أحياء دمشق القريبة ايضا.

زياد حيدر

المصدر:السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...