تقرير دولي: قوات الأمن الصومالية تتداعى والحكومة تتفكك
حذر تقرير جديد لمجلس الأمن الدولي من أن قوات الأمن الصومالية تتداعى بعد أن ترك معظم أفرادها الخدمة آخذين معهم أسلحتهم ومركباتهم في كثير من الأحيان، فيما تسير الحكومة نحو التفكك بشكل مطرد.
وسيطرت حالة من التشاؤم على التقرير الذي أعده سفير جنوب أفريقيا لدى الأمم المتحدة دوميساني كومالو الذي يرأس مجموعة المراقبة الخاصة بالصومال التابعة لمجلس الأمن.
وقال كومالو إن صفوف الجيش والشرطة الصومالييْن قد استنزفت إلى حد كبير، فيما تتحول معظم أسلحتها إلى جماعات المعارضة التي تعتمد أيضا على واردات غير قانونية تأتي خصوصا من اليمن رغم الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة على تصدير الأسلحة إلى الصومال الذي يغيب عنه القانون منذ عام 1992.
وقدر كومالو عدد من تركوا الخدمة من الجيش والشرطة بنحو 15 ألفا يمثلون نحو 80% من عديد القوات الأمنية، مضيفا أنه رغم تخصيص الحكومة الانتقالية 70% من إيراداتها لدعم قطاع الأمن فإن جزءا صغيرا من هذه الأموال هو الذي أنفق في هذا الصدد بسبب تفشي الفساد.
ومن جهة أخرى قال ملس زيناوي رئيس وزراء إثيوبيا التي قالت إنها تستعد لسحب قواتها من الصومال نهاية العام الجاري، إن قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال ترغب هي الأخرى في الخروج من العاصمة مقديشو، مؤكدا أنها طلبت من القوات الإثيوبية مساعدتها على ذلك.
ويتمركز نحو 3200 جندي من أوغندا وبوروندي في مقديشو التي يدور حولها صراع مستمر منذ عامين بين مقاتلين إسلاميين والحكومة المؤقتة التي يدعمها الغرب وتساندها إثيوبيا بشكل مباشر.
ونقلت وكالة رويترز عن خبراء أن الانسحاب الإثيوبي سيخلق فراغا في السلطة وسيترك مقديشو مفتوحة أمام الإسلاميين الذين كسبوا أرضا وسيطروا على معظم جنوب ووسط الصومال وباتوا يتمركزون قرب العاصمة.
يأتي ذلك فيما رحب بعض سكان مقديشو بعودة الزعيم الإسلاميشيخ شريف أحمد إلى العاصمة الصومالية الأربعاء لأول مرة منذ عامين حيث يشارك فصيله المعارض "تحالف إعادة تحرير الصومال/جناح جيبوتي" في محادثات ترعاها الأمم المتحدة مع حكومة الرئيس عبد الله يوسف.
وقال شيخ شريف إن الهدف الرئيسي من زيارته للعاصمة يتمثل في توضيح مضمون اتفاق جيبوتي الذي وقّعه مع الحكومة الانتقالية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي برعاية أممية، مشيرا إلى أنه سيلتقي خلال الزيارة شيوخ القبائل وعلماء الدين والمثقفين والتجار لإطلاعهم على فحوى الاتفاق الذي تعارضه أطراف صومالية أخرى.
كما إن قيادات عليا في المحاكم الإسلامية بصدد إصدار بيان تعلن فيه رفضها لزيارة شيخ شريف لمقديشو، وسحب اعتراف الحركة به كأحد زعماء المعارضة، فيما يبدو الشارع الصومالي منقسما بين مؤيدين للزيارة باعتبارها خطوة على طريق الأمن والاستقرار، ومعارضين يرون فيها استسلاما للحكومة المدعومة من الغرب.
ووجه الشيخ حسن طاهر أويس الذي يقود جناح أسمرا في تحالف إعادة تحرير الصومال، انتقادات حادة لشيخ شريف إلى مقديشو معتبرا أنه "بات يتحالف مع العدو"، كما جدد معارضته لاتفاق جيبوتي.
وقال أويس إن عودة شيخ شريف إلى العاصمة تعني أنه بات يحظى برضا "العدو ويتحالف معه"، في إشارة إلى القوات الإثيوبية.
وكانت مقديشو الخميس مسرحا لاشتباكات بين مسلحين إسلاميين وقوات موالية للحكومة أدت إلى مقتل عشرة على الأقل، فيما سمع دوي الانفجارات في أرجاء متفرقة وشهد جنوب العاصمة اشتباكات بين القوات الحكومية والإثيوبية من جهة ومقاتلي حركة المحاكم الإسلامية من جهة أخرى.
يذكر أن جماعة محلية مدافعة عن حقوق الإنسان قالت الأربعاء إن أكثر من 16 ألف مدني قتلوا في الصراع الدائر في الصومال منذ بداية العام الماضي، فيما أصيب نحو 29 ألفا بجراح.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد