تمويل المقاتلين: من هم؟ وكيف سيوزع المال؟
بعد رفض الغرب تزويد المعارضة السورية بالسلاح، ستمنح السعودية وقطر ودول أخرى من الخليج العربي المجلس الوطني السوري المعارض 100 مليون دولار، ومن المفترض أن يستعمل المال الخليجي لدفع رواتب جنود الجيش السوري الحر. إلى جانب ذلك أعلنت الولايات المتحدة عن دعمها للمعارضين لوجستياً عبر معدات غير عسكرية متطورة.
ترافق هذا الواقع مع طرح إشكاليات عدة، تناول بعضها الكاتب الفرنسي في صحيفة «لوفيغارو» جورج مالبرونو متسائلاً عن «كيفية توزيع هذا المال والجهة التي سيصلها، كما عن تحديد من هم أعضاء الجيش السوري الحر».
ويشير مالبرونو إلى أن الجيش السوري الحر يتكون من مجموعة صغيرة من المنشقين عن الجيش النظامي، بينما القسم الأكبر هو من المتطوعين الذين حملوا السلاح، ولذلك ينقل عن أحد المعارضين تساؤله «هل سيحرم المتطوعون من التمويل السعودي القطري؟».
ويشير هذا المعارض إلى أن «على الأرض على الأقل ثلاثين فصيلاً يدّعي كل منهم انتماءه إلى الجيش الحر، ولكن في المقابل يتلقى عدد منهم التمويل من «الإخوان المسلمين» والسلفيين».
ومن جهة ثانية، يشير تقرير لمعهد «ستراتفور» الاميركي إلى «العبوات المتطورة التي تستخدم في هجمات ضد الجيش السوري والمرتبطة بالتشكيلات الجديدة والمتنامية للإسلاميين المتشددين»، لافتاً إلى أن «الضباب سيزداد بخصوص هوية المتمردين السوريين إذا صمد النظام، وإذا استمرت الدول العربية في البحث عن تحقيق هدفها الأساسي والمتمثل في مواجهة الدور الإيراني في المنطقة».
وعن سبل تمويل أخرى «تزيد الأمور تعقيداً»، تتحدث شبكة «سي أن أن» التلفزيونية عن تلقي المقاتلين السوريين الدعم من القبائل السنية العراقية. وتنقل عن زعيم قبيلة الدليم، وهي واحدة من أكبر القبائل الموزعة بين العراق والأردن والسعودية، قوله إن العراقيين صدّروا الخبرة التي حصلوا عليها خلال حربهم ضد الاحتلال إلى سوريا، مشيراً إلى أنه تم إرسال خبراء متفجرات وأسلحة ثقيلة وحوالي 30 مقاتلاً لدعم السوريين في قتالهم ضد النظام، خاصة في محافظة دير الزور.
ويعتبر تقرير «سي أن أن» أنه «إذا قررت السعودية تسليح المعارضة السورية فإن خط التهريب عبر محافظة الأنبار العراقية سيكون متاحاً.
الى ذلك، لم تعد المعارضة السورية المسلحة قادرة على الحفاظ على مناطق وجودها، وبالتالي لا خيار أمام الجيش السوري الحر سوى اللجوء إلى حرب العصابات».
وهذا ما كشفه تقرير لصحيفة «دايلي تلغراف» الذي نقل عن لسان «أبو سليمان»، وهو أحد قادة المتمردين والموجود حالياً في شمال لبنان، قوله إن الجيش الحر لم يعد قادراً على السيطرة على المناطق، ولذلك فهو سيركز على «حرب العصابات التي ستكون أكثر فعالية، خاصة أنها ستستهدف العاصمة دمشق بدرجة أولى».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد