تهدئة دولية حول إيران ورايس تقرّع البرادعي
قللت سوريا، أمس، من أهمية دعوة رئيس وزراء “إسرائيل” ايهود أولمرت إلى اجراء مفاوضات مع دمشق، ورأت دعوته جزءاً من سياسة التضليل التي تمارسها حكومته، وواصلت أجهزة الإعلام العبرية والغربية نشر تسريبات عن الغارة “الإسرائيلية” على الأراضي السورية لإثارة الشبهات حول ضلوع سوريا في برنامج للأسلحة النووية والكيميائية، وهددت ايران بضرب الكيان إذا فكر في مهاجمتها، ونددت روسيا وجنوب إفريقيا ومصر وسوريا بتأجيج الغرب التوتر مع الجمهورية الاسلامية سواء بالتهديد بالعقوبات أو التلويح بالحرب، وقرعت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية لتعديه حدوده وتدخله في الشؤون الدبلوماسية.
وقال مصدر سوري مسؤول ل”الخليج” إن إعراب أولمرت عن احترامه ل”سياسة سوريا” لا معنى له، وليس إلا تضليلاً تمارسه حكومته التي أثبتت خلال عام ونصف العام من عمرها أنها حكومة حرب لا سلام، وغير معنية بالالتزام بقرارات الشرعية الدولية أو عملية سياسية جدية تفضي إلى حل عادل شامل للصراع. كما شكك المصدر في المراهنة على موقف امريكي متوازن، وحذر من إمكان إقدام إدارة الرئيس جورج بوش على مغامرة غير محسوبة تزيد عدم الاستقرار في المنطقة.
وقال المتحدث باسم الخارجية “الإسرائيلية” مارك ريغيف إن الكيان يأخذ على محمل الجدية التهديدات الايرانية بضرب “إسرائيل” واعتبر البيت الابيض تهديدات نائب قائد القوات الجوية الايرانية محمد علوي بضرب “إسرائيل” استفزازاً لأن الكيان بزعمه لا يسعى إلى حرب مع جيرانه. وقال الرجل الثالث في الخارجية الامريكية نيكولاس بيرنز من انقرة إن الولايات المتحدة تنتهج استراتيجية دبلوماسية سلمية حيال إيران، وحث تركيا ودول المنطقة وروسيا والصين على دعم الاستراتيجية الامريكية بإقناع طهران بأن الدبلوماسية والمفاوضات هي الطريقة الواجب انتهاجها، وشدد على ضرورة التزام دول العالم بالعقوبات الدولية المفروضة على إيران. وشددت فرنسا وبريطانيا على أهمية فرض عقوبات اضافية على طهران لاقناعها بأنها أمام خيارين، التعاون أو العزلة.
ودعت روسيا إلى عدم تصعيد التوتر مع ايران عبر فرض عقوبات جديدة أو وضع سيناريوهات لأعمال عسكرية، وشددت على أهمية الحل الدبلوماسي. وانتقدت جنوب افريقيا صراحة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي أشار الأحد إلى خطر اندلاع حرب مع ايران، وأخذت عليه سعيه إلى تأجيج التوتر، وأشارت إلى أن الوكالة الدولية هي افضل جهاز لوقف الانتشار النووي، وشددت على ان أسلوب العصا والجزرة لم يعد فعالاً في العالم الحديث.
ودعا أمير الكويت إيران إلى التعاون الكامل مع الوكالة الدولية، وجعل المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل وتأكيد حق الدول في الحصول على الطاقة النووية للأغراض السلمية، كما جددت مصر على لسان وزير خارجيتها أحمد أبو الغيط رفضها لاستخدام القوة ضد ايران.
من جهة أخرى، حثت مصر وسوريا الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس الاربعاء على اصدار قرار يدين “إسرائيل” لامتلاكها أسلحة نووية، وأصرت “إسرائيل” على أنه لا يوجد أي أساس لطرح مثل هذا القرار “اليوم الخميس” ودعت الدول الأخرى إلى رفضه.
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد