توجه لخفض المشاركين في «سوتشي» إلى ألف.. والأكراد يحضرون من الصفين الثاني والثالث

20-12-2017

توجه لخفض المشاركين في «سوتشي» إلى ألف.. والأكراد يحضرون من الصفين الثاني والثالث

قال الناطق الرسمي باسم «هيئة التنسيق الوطنية- حركة التغيير الديمقراطي» المعارضة منذر خدام: إن مسألة مشاركة الرئيس بشار الأسد في مستقبل سورية «قد حسمت (…) ولا يمكن استثناؤه لا في المرحلة الانتقالية ولا في الانتخابات القادمة».
حديث خدام مع «الوطن» تطرق إلى تفاصيل مؤتمر سوتشي الذي تأجل موعد انعقاده مرات، وقال: «إن الروس أبلغونا أن طهران كانت متحفظة على موعد المؤتمر وطالبت أن يكون بعد الانتهاء من مكافحة الإرهاب، لكن تبين فيما بعد وجود تحفظات تركية جدية وخصوصاً فيما يتعلق بمشاركة الأكراد وتحديداً حزب الاتحاد الديمقراطي».

وأضاف: «إن سبب تأجيل المؤتمر حالياً هو التحفظ التركي»، موضحاً أن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أنقرة أخيراً كانت «لحل هذه المشكلة، على اعتبار أن طهران لم تعد لديها مشكلة، وكذلك فإن النظام رحب به رسميا، ولم يتبق سوى عقدة تركيا».

وتابع: «إن تركيا قد توافق شريطة أن لا تحضر قيادات كردية من الصف الأول، وأعلم أنه وجهت الدعوة لنحو 150 شخصية كردية من هيئات المجتمع المدني وغالبا ومن مستويات من الصف الثاني والثالث من حزب الاتحاد الديمقراطي ومن تنظيماته الكردية».

وتوقع خدام أن ينخفض عدد المشاركين في سوتشي من 1500 كما كان مخططا لو عقد المؤتمر في حميميم في اللاذقية، إلى 1000 مشارك، وأضاف: « لكن الروس حريصون على مشاركة أوسع طيف ليس فقط من المجال السياسي وإنما أيضاً من هيئات المجتمع المدني والأهلي ومن العشائر والجامعات وغيرها، مع استمرار رفض بعض أطراف المعارضة المشاركة حتى الآن، وخصوصاً منهم «منصة الرياض»، ولكن منصتي موسكو والقاهرة ستشاركان وما زالت المحادثات متواصلة مع منصة الرياض».

وبيّن خدام أن «سوتشي سيكون بمثابة جلسة افتتاحية واحدة، لينتقل بعدها إلى سورية، وهو أقرب إلى الندوة، على أن تشكل لجنة لمعرفة المشتركات بين الحضور لتصدر في بيان يركز غالبا على المبادئ العامة».

وإن كان موعد المؤتمر قد اقترب قال خدام: «هناك حديث إعلامي أنه سيكون في شباط القادم ولكن أعتقد أنه سيكون في النصف الأول من كانون الثاني القادم».
ونفى أن يكون مؤتمر سوتشي بديلاً عن جنيف، وقال: «إن بعض المعارضين أعلنوا رسمياً عدم المشاركة معتبرين أن مؤتمر سوتشي هو تكتيك روسي بهدف أن يكون بديلا عن مؤتمر جنيف رغم أن الروس لا يقولون ذلك، وإنما هو للتحضير وإنضاج ما سيتم التوافق عليه رسمياً في جنيف الذي ستصدر عنه القرارات تحت المظلة الدولية».

وتابع: «في المقابل لا أحد أيضاً من المشاركين في سوتشي يطالب بأن يكون بديلاً عن جنيف».

وإن كان السوريون سيدخلون أيضاً في مسلسل «سوتشي1» و«سوتشي2» على غرار جلسات جنيف وأستانا، قال: «إن ما سبق كان بمثابة لعب على الوقت أكثر من أي شيء، لكن الظروف تغيرت والميدان بات واضح المعالم، وتراجع الإرهاب، ولم يعد أحد يتحدث عن محاربة الإرهاب لأنها باتت مسألة محسومة، وبالتالي يجري الآن الحديث عن الدخول في الجوهر، وهذا يتركز على ثلاث قضايا ليست متشعبة كما في السابق».

وتابع: «تجري المناورة حول الدستور، فلا يزال النظام يصر على أن الدستور الحالي يمكن تعديله والنظر فيه، في حين تصر المعارضة على دستور جديد لنظام سياسي برلماني بدلا من النظام الرئاسي الحالي، والقضية الثانية حول أن كانت الانتخابات ستكون تحت مراقبة دولية أم لا، وأعتقد أن هذه النقطة قد حسمت في الزيارة الأخيرة للرئيس بشار الأسد إلى سوتشي ولقائه مع بوتين، والنظام وافق على أن تراقب الأمم المتحدة هذه الانتخابات، أما العقدة الثالثة فكانت في أن النظام يطرح انتخابات برلمانية دون انتخابات رئاسية، وهذه تم تجاوزها أيضاً لأن النظام وافق الآن على أن تكون الانتخابات متزامنة برلمانية ورئاسية».

وأشار خدام إلى أنه «يعتقد شخصياً أن المناورة في الموضوع ستتم حتى يحين موعد الانتخابات الرئاسية في سورية عام 2021»، وقال: «أقدر أنه قبل ذلك التاريخ لن يكون هناك حل في سورية، مع أننا نتمنى أن يكون الحل غداً»، مشيراً إلى أن «الانتخابات ستكون نهاية المرحلة الانتقالية، وستؤسس لنظام جديد شرعي، وهناك في القرار 2254 حديث عن مرحلة انتقالية تحتاج إلى عام ونصف العام، لأنه لابد من تطبيع الأوضاع السياسية في سورية التي تعيش في ظرف استثنائي».

وربط خدام المؤشر الذي يمكن اعتباره أنه بداية المرحلة الانتقالية بالتوافقات الدولية، وقال: «إن هذا المؤشر ليس بيد السوريين للأسف الشديد، وعلينا أن ننظر دوما إلى التوافقات الإقليمية والدولية، ويبدو لي أن هذه التوافقات بدأت تلوح وخصوصاً بعد بيان الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب في فيتنام»، وأضاف: «عندما يبرز الحل عند هؤلاء فإن مسألة السوريين هي الأسهل»، مشدداً على أن «مسار جنيف في جولته الثامنة لن يكون بالتأكيد بداية لهذه المرحلة ولن يقدم أي نتيجة»، وتابع: «إذا لم يتم إنتاج حل ما عبر الدول المعنية وتحميل هذا الحل لسوتشي لكي يخرج عبر السوريين فلن تتقدم مفاوضات جنيف، وأنا أعول الأهمية الأكبر على لقاء سوتشي وسيكون الانطلاقة الجدية ليرضي جميع السوريين».

وعن مشاركة الرئيس الأسد في مستقبل سورية قال: «هذا الموضوع بتقديري قد حسم، وحتى على مستوى منصة الرياض فقد رميت هذه القضية رميا، لأن بيانهم تضمن فقرة قبل ذلك تتحدث أنه على طاولة المفاوضات سيتم طرح كل شيء، لكن الآن ليس هناك أي دولة من الدول المعنية تطرح مسألة بقاء الأسد أو عدم بقائه كشرط».

وقال: «من وجهة نظري لا يمكن استثناؤه، لا في المرحلة الانتقالية ولا في الانتخابات القادمة وفي النهاية هناك واقع على الأرض يجب التعامل معه والسياسية لا تبنى على الرغبات وإنما على معطيات الواقع الذي يقول إن هذا النظام لا يزال قوياً ولديه حلفاء أقوياء ولديه جمهوره، وأنت لا تستطيع أن تصادر رغبة هذا الجمهور عداك عن الحلفاء، بشرط مسبق».

المصدر: الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...