توسّع استيطاني في الضفـة ... ونابلس رهيـنة

08-11-2007

توسّع استيطاني في الضفـة ... ونابلس رهيـنة

أفاد تقرير لحركة «السلام الآن» الإسرائيلية المناهضة للاستيطان امس أن ثمة توسعا كبيرا في أعمال البناء في مستوطنات الضفة الغربية، فيما توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم بلاطة في نابلس شمالي الضفة، حيث اعتقل 25 فلسطينيا بينهم امرأة، مما يقوض مصداقية قوات أمن فلسطينية إضافية نشرت الأسبوع الماضي في المدينة.
في غضون ذلك، قالت مصادر دبلوماسية غربية ان المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يفغيني بريماكوف، الذي سلم الرئيس بشار الأسد رسالة من بوتين أمس الأول، دعا دمشق إلى المشاركة في مؤتمر انابوليس المقرر عقده نهاية الشهر الحالي، فيما ذكرت صحيفتا
«هآرتس» و»معاريف» أن تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية تشير الى أن فرص نجاح المؤتمر تكاد تكون معدومة، مرجحة أن يدفع ذلك الرئيس محمود عباس إلى الاستقالة.
واعتقل الجيش الإسرائيلي نحو 25 فلسطينيا بينهم امرأة، خلال توغله في مخيم بلاطة. واقتحم جنود الاحتلال المخيم في حوالى 50 سيارة جيب وطوقوا مبانيَ عديدة، كما اشتبكوا مع المقاومة.
ونقلت «رويترز» عن مسؤولين غربيين أن واشنطن طلبت من سفيرها في تل أبيب ريتشارد جونز أن يتقدم بشكوى لدى السلطات الاسرائيلية، احتجاجا على التوغلات في نابلس، معتبرة أنها تقوض مصداقية القوى الأمنية الفلسطينية التي نشرت أكثر من 300 عنصر إضافي في المدينة الأسبوع الماضي، واشتبكت مع عناصر من «كتائب شهداء الأقصى» في مخيم بلاطة الاثنين الماضي، معتبرة أن لا داعي لوجودهم بعد الآن.
وقال محافظ نابلس الدكتور جمال محسين إن المنسق العسكري الأميركي بين الفلسطينيين والإسرائيليين الجنرال كيث دايتون زار نابلس سرا أمس الأول، وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث اجتمع مع مسؤولي الأجهزة الأمنية في المحافظة، مضيفا أن «من حقه (دايتون) التجول بنفسه في المدينة للاطلاع عن كثب على سير الخطة الأمنية الفلسطينية التي تستهدف إنهاء حالة الفلتان الأمني والتي بدأتها السلطة وهي في تصاعد مستمر». وأشار المحيسن الى ان وزارة الاشغال العامة بدأت بإعادة بناء المقرات الامنية التي دمرتها قوات الاحتلال في نابلس.
الى ذلك، قال المدير العام للإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية الطبيب معاوية حسنين ان الطبيب الفلسطيني نظمي مصطفى عاشور (48 عاما) توفي في غزة امس بعدما أعاق الاحتلال نقله الى مستشفى اسرائيلي للعلاج.
من جهة أخرى، أمهلت المحكمة الإسرائيلية العليا، الحكومة الإسرائيلية مدة أسبوع لكي تثبت أن العقوبات التي فرضتها على غزة، عبر خفض كميات الوقود التي يسمح بدخولها الى القطاع وعزمها قطع الكهرباء على مراحل، لا تؤثر على سكان غزة. وبعد ذلك بأسبوع، يتعين على عشر منظمات غير حكومية رفعت الشكوى الى المحكمة، معتبرة تلك العقوبات «عقابا جماعيا»، تقديم معلومات تثبت أن العقوبات تؤثر على السكان.
وأوضح تقرير «السلام الآن»، الذي استند الى الصور الملتقطة جواً وأرقام «المكتب المركزي للإحصاءات» وهو هيئة رسمية، «ان عمليات البناء جارية في 88 مستوطنة، وذلك يتراوح بين منزل واحد ومئات الوحدات السكنية» مضيفا ان غالبية عمليات البناء تجري في الكتل الاستيطانية الكبرى التي تسعى اسرائيل الى ضمها، في أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين.
وتابع التقرير ان المستوطنين يقومون حاليا ببناء 10 أبنية ثابتة على الأقل، في عدد من البؤر الاستيطانية الـ105 التي شيدت بعد آذار العام 2001 حين تولى ارييل شارون رئاسة الحكومة الاسرائيلية، وتعهدت اسرائيل للولايات المتحدة بإزالتها، بموجب «خريطة الطريق» التي تنص ايضا على وقف توسيع المستوطنات. وتشير «السلام الآن» الى ان الدولة العبرية لم تزل سوى أربع فقط من البؤر الاستيطانية.
وتابع التقرير «ان المستوطنين يجلبون أبوابا ونوافذ ومعدات اخرى يجمعونها في مشاغل متخصصة، لتركيب البيوت الجاهزة» وذلك للالتفاف على قرار منع نقل المنازل الجاهزة الى المستوطنات من دون إذن مسبق من الجيش.
ورأى الأمين العام للحركة ياريف اوبنهايمر إن ورشات البناء هذه «تضع فرص نجاح اجتماع انابوليس في خطر شديد» مضيفا «ان استمر ذلك فلن يكون لدينا قريبا دولة فلسطينية بل دولة مستوطنين».
ولفت التقرير الى ان 267500 مستعمر كانوا يقيمون في المستوطنات حتى النصف الاول من العام ,2007 أي بمعدل زيادة سكانية نسبتها 5.8 في المئة، فيما نسبة الزيادة السكانية في اسرائيل 1.8 في المئة. وتدل هذه الأرقام على أن الزيادة السكانية ليست ناجمة عن نمو ديموغرافي طبيعي، وانما عن هجرة مكثفة للمستوطنين الى الضفة. وتشير الإحصاءات الحكومية الاسرائيلية الى أن ثمة 122 مستوطنة في الضفة، يقطنها حوالى 270 الف مستعمر.
ونددت «السلام الآن» بأعمال بناء مقر عام لشرطة الاحتلال في الضفة ولمشروع عقاري كبير بين القدس المحتلة ومعاليه ادوميم، أكبر المستوطنات الإسرائيلية، موضحة أن من شأن ذلك أن «يعزل القدس الشرقية عن بقية الضفة ويقطع الأراضي الفلسطينية الى قسمين. ومن دون التواصل الجغرافي وترابط مع القدس الشرقية، لن يكون من الممكن التوصل الى قيام دولة فلسطينية أو اتفاق يضع حدا للنزاع».
وقال المتحدث باسم حركة ييشع الاستيطانية ييشاي هولندر ان «تقرير السلام الآن يثبت أن المستوطنات تشهد قوة دفع لن تهدأ ولو للحظة».
وقال مساعد الرئيس عباس، رفيق الحسيني، من جهته، ان «كل ما تقوم به اسرائيل على الأرض يشكل بالتأكيد عقبة أمام ما نحاول أن ننجزه» مضيفا ان الفلسطينيين يريدون برغم ذلك التفاوض «حتى الدقيقة الأخيرة».
قتل العنصر في «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي تيسير البوجي وأصيب أربعة آخرون، بعدما أطلق عناصر من «القوة التنفيذية» النار خلال تشييع العضو الآخر في الجهاد رامي سلامة، الذي توفي امس متأثراً بجروح أصيب بها في اشتباكات سابقة مع «القوة التنفيذية» في رفح جنوبي غزة.
وقال شهود ان عناصر «القوة التنفيذية» بدأوا بإطلاق النار بعدما رشق عناصر من الجهاد الحجارة على مركز للشرطة التابعة لحماس، خلال التشييع. غير ان وزارة الداخلية في حكومة اسماعيل هنية المقالة نفت علاقتها بالأمر، مشيرة الى ان القتيل والجرحى سقطوا برصاص «بعض المشيعين للجنازة وتدافع مطلقي النار». وردت الجهاد منددة «بمحاولة الشرطة التنصل من المسؤولية عن الحادث الأليم» كما دعت كوادرها إلى «كظم الغيظ وضبط النفس».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...