ثلاثة شهداء فلسطينيين على خلفية لقاء عباس-أولمرت
فشل الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، في إحداث اي اختراق خلال اجتماع بينهما في القدس المحتلة امس، سقط خلاله ثلاثة شهداء فلسطينيين بينهم طفلان في غزة، ولم يتمكنا حتى من تبديد الغموض حول اولوية المسائل المطروحة، وما اذا كانت السلطة الفلسطينية وافقت بالفعل على تأجيل التفاوض حول مدينة القدس.
واعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية مارك ريغيف عقب الاجتماع ان «إسرائيل ملتزمة بمناقشة جميع القضايا الجوهرية»، مشيرا الى ان أولمرت كان واضحا للغاية في وقت سابق هذا الأسبوع حينما أكد أن عباس وافق على الاقتراح الإسرائيلي بإرجاء التفاوض بشأن القدس حتى آخر مراحل المفاوضات. وقال مصدر إسرائيلي مطلع على المفاوضات «قضية القدس لم تطرح في المناقشات».
وبينما اشار ريغيف الى ان عباس واولمرت اتفقا على تسريع «محادثات السلام»، مشيرا الى ان المفاوضين سيجتمعون «كل يوم تقريبا»، اكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، الذي نفى مرة جديدة تأجيل مناقشة قضية القدس، ان عباس واولمرت «راجعا» المسائل المطروحة من دون التوصل الى اتفاق وقررا الاجتماع مجددا خلال اسبوعين.
وقبيل انعقاد اللقاء، نقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى، قوله ان
الولايات المتحدة وافقت على قرار إسرائيل بإرجاء المفاوضات بشأن القدس الى المرحلة الأخيرة من «مفاوضات الحل الدائم». واوضح ان أولمرت اتفق مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس على إرجاء هذه المباحثات خلال محادثة هاتفية أجراها معها قبل حوالي أسبوع.
وبحسب المصدر الإسرائيلي ذاته، فإن رايس وافقت على الموقف الإسرائيلي القائل أن التباحث بشأن مكانة القدس الشرقية في بداية المفاوضات على الحل الدائم من شأنه أن يؤدي إلى نشوء أزمة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني وإفشال العملية السياسية في بدايتها. وأضاف أن أولمرت أبلغ رايس بأن التوجه الكامن في الموقف الإسرائيلي بخصوص القدس مقبول من عباس.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني التي شاركت في لقاء امس، أوضحت في اجتماعات خاصة أنها لن تطلب من رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض احمد قريع «أن يصمت» إذا أثار قضية القدس خلال المفاوضات بينهما.
وكانت ليفني استبقت لقاء عباس واولمرت بالقول أمام زعماء اليهود في أميركا الشمالية انه «سيتعين علينا التخلي عن أجزاء من أرض إسرائيل». لكنها أكدت مجددا أن إسرائيل تعتزم الاحتفاظ بكتل رئيسية من المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية في أي اتفاق مستقبلي.
وجددت ليفني قولها ان المفاوضات مع السلطة الفلسطينية «فرصة لتثبيت مصالح إسرائيل، وفي حال غيابها سنبقى فقط مع من لا يعترفون بوجودنا»، في إشارة إلى حركة حماس، مشددة على ان الوقت الضائع «ليس في مصلحة اسرائيل». وقالت «يتوجب تثبيت مبدأ التقسيم لدولتين قوميتين واقرار عدم عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى تخوم دولة إسرائيل».
وكانت حركة حماس استنكرت الاستمرار في اللقاءات بين عباس وأولمرت «لما فيها من نتائج كارثية» على الحقوق والثوابت الفلسطينية. واعتبر المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم إن هذه اللقاءات من شأنها «ترسيخ مبدأ الاستقواء من قِبل الرئيس عباس بالعدو الصهيوني على حركة حماس وباقي فصائل المقاومة.. واستفرادا من قبل الرئيس عباس بالقرارات المصيرية للشعب الفلسطيني بما يخدم الأفكار والمشاريع الإسرائيلية والأميركية».
وقبل ساعات من لقاء عباس واولمرت، قتل جنود إسرائيليون بالرصاص الطفل تامر ابو شعر (10 اعوام) خلال توغل في منطقة ابو العجين شرق دير البلح في غزة. واستشهد اسماعيل جاد الله (25 عاما) من «كتائب المقاومة الوطنية» الجناح العسكري للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين واصيب آخر بجروح خلال اشتباك مسلح مع قوة اسرائيلية شرقي بلدة وادي السلقا في وسط القطاع.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية وفاة الطفل سعيد العايدي (عامان) من سكان رفح «بسبب منعه من قِبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي من مغادرة قطاع غزة لتلقي العلاج اللازم في الخارج» جراء إصابته بمرض الكبد الوبائي.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد