ثلث غارات التحالف على اليمن استهدفت مواقع مدنية
كشفت صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس، أنّ ثلث غارات «التحالف العربي» بقيادة السعودية في اليمن، استهدفت مواقع مدنية، من مساكن وبنى تحتية ومنشآت اقتصادية ومدارس ومستشفيات ومساجد، وفقاً لدراسة أعدتها منظمة «يمن داتا بروجكت» التي تجمع المعلومات المرتبطة بالنزاع في اليمن.
وشارك في التحقيق مجموعة من النشطاء والحقوقيين والأكاديميين، أكدوا أنهم استندوا على معلومات من مصادر مختلفة من طرفي النزاع، بالإضافة إلى وثائق حصلوا عليها من منظمات غير حكومية، وأدلة جمعوها من أرض الواقع ومواقع التواصل الاجتماعي.
وتركزت الدراسة، التي أعدّت بتمويل من جهة مستقلة، على الضربات الجوية للتحالف، إذ لم تشمل العمليات العسكرية على الأرض، لصعوبة الوصول إلى جبهات القتال، أو الحصول على معلومات وافية من مصادر محايدة.
وسجلت الدراسة أكثر من 8600 غارة جوية منذ بدء الحرب السعودية في آذار العام 2015 حتى شهر آب الماضي، 3577 منها استهدفت مواقع عسكرية مقابل 3158 أخرى على مواقع مدنية، في حين تعذر تحديد أهداف باقي الغارات البالغ عددها 1882 غارة، بحسب الصحيفة.
وبحسب الدراسة المستقلة، استهدف التحالف في الأشهر الخمسة الأولى، مواقع مدنية أكثر من مواقع عسكرية، فحتى تشرين الأول العام 2015، قصفت الطائرات 291 موقعاً مدنياً مقابل 208 مواقع عسكرية، وفي تشرين الثاني شنت 126 غارة على أهداف مدنية مقابل 34 غارة على أهداف عسكرية، أما في شهر كانون الأول، فقد شنّ التحالف 137 غارة على أهداف مدنية مقابل 62 على أهداف عسكرية، وفي شباط العام الحالي، شنت الطائرات 292 غارة على مواقع مدنية مقابل 139 على مواقع عسكرية، وفي شهر آذار الماضي، شنت 122 غارة على مواقع مدنية مقابل 80 على مواقع عسكرية.
وعلى مدار الحرب، سجّل المسح 942 غارة على مبانٍ سكنية، و114 أخرى على أسواق، كما استهدفت الغارات 34 مسجداً، و147 مدرسة، و26 جامعة و378 وسيلة نقل.
ومن النتائج المثيرة للجدل للدراسة بحسب «الغارديان»، استهداف التحالف بعض المواقع المدنية نفسها بشكل متكرر، فقد استهدف التحالف على سبيل المثال، مدرسة في منطقة ذباب في محافظة تعز 9 مرات، كما تمّ قصف سوق صرواح في مأرب 24 مرة، في حين يقول التحالف إنه لا يستهدف عمداً مواقع مدنية.
وأشارت الصحيفة إلى إصابة أكثر من 10 آلاف شخص، فيما شرّد ثلاثة ملايين شخص منذ بدء الحرب، بحسب مكتب حقوق الإنسان في اليمن، التابع للأمم المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قوله إن الأرقام المقدمة «مبالغ فيها كثيراً»، وانتقد المنهجية المعتمدة في التحقيق. وقال إن الحوثيين «حولوا مستشفيات ومساجد إلى مراكز قيادة»، وأيضاً إلى «مخازن أسلحة»، وهي بالتالي «لم تعد مواقع مدنية».
وكالات
إضافة تعليق جديد