جــدار الفصــل يبتلــع قريــة بيــت أكــسا
يخترق جدار الفصل العنصري مدن الضفة الغربية، مبتلعاً أراضيها ومشوهاً جغرافيتها، ومحولاً حياة سكانها جحيماً لا يطاق، منذ ان بدأت قوات الاحتلال بتشييده في العام 2002 بحجة حفظ الأمن، وبهدف الاستيلاء على المزيد من الاراضي الفلسطينية وتفتيت معالم الدولة الفلسطينية العتيدة.
وقد لا تكون قرية بيت أكسا المجاورة لمدينة القدس المحتلة، آخر القرى التي تصدر اسرائيل قراراً بضمها داخل الأراضي المحتلة في العام 1948، حيث اعلن ان وزارة الامن الاسرائيلية قامت مؤخرا بضم بيت اكسا في مسار جدار الفصل العنصري، رغم صدور قرار في العام 2006 يمنع ذلك.
وتقوم قوات الاحتلال ببناء جدار ومعبر حدودي وبرج للمراقبة يفصل بيت اكسا عن قريتي بدو وبيت سوريك، لتتحول القرية تدريجيا الى جيب يحيط به الجدار ومستوطنتا راموت وهاشموئيل وشارع يستخدمه الإسرائيليون فقط.
وقد أعلنت وزارة الامن الاسرائيلية الأسبوع الماضي انها قررت جعل قرية بيت اكسا داخل الجدار الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية، حسبما ذكرت صحيفة «هآرتس». واوضحت الوزارة ان «هناك أراضي كثيرة في محيطها ملكيتها يهودية منذ ثمانين عاما»، مؤكدة ان جعل القرية داخل الجدار يسمح بالبناء على هذه الاراضي».
وكان الخلاف على مستقبل القرية بدأ قبل سنوات. ففي المسار الأصلي، الذي أقرته حكومة ارييل شارون في العام 2003، أدرجت بيت اكسا في الجانب الاسرائيلي من الجدار. وفي عهد حكومة ايهود اولمرت في العام 2006، اقر المسار الجديد، الذي أخرجها من نطاق الجدار. وقد ذكرت «هآرتس» ان التردد الاسرائيلي نابع من الموقع الحساس للقرية وحقيقة انها تسيطر طوبوغرافيا على طرق عديدة مهمة.
وقال احد سكان القرية عبد الكريم عجاج (46 عاما) «أصبحنا في بيت اكسا عالقين في جيب ومعزولين عن الضفة الغربية التي نحمل هويتها». واضاف «في الوقت ذاته، نحن ممنوعون من دخول القدس واسرائيل لاننا لا نحمل الهوية الاسرائيلية الزرقاء». أما رئيس وحدة شؤون الجدار والاستيطان لدى رئاسة الوزراء الفلسطينية علي عامر، فقال ان «المشروع يستهدف عمليا قضم الآلاف من الدونمات للتوسع وإقامة المزيد من المستوطنات».
من جهته، قال محمد زايد (73 عاما) وهو الرئيس السابق للمجلس القروي لبيت اكسا «بات وضعنا صعبا. هناك مضايقات على الحاجز. لا يسمحوا لسيارات الأجرة او سيارات النقل او الخضار والفاكهة والاسمنت والحجارة بالدخول من مدينة رام الله الى قريتنا». وأكد «نفضل البقاء مع السلطة الفلسطينية ومع أرضنا وقرانا الفلسطينية».
أما الرئيس الحالي للمجلس القروي عمر عبد الله حمدان، فقال «نحارب منذ نحو 8 سنوات لمنع اقامة الجدار على أرضنا لكن القرار الجديد يعني الاستيلاء على هذه الارض»، بينما قال علي عامر «انها مقدمة لترانسفير غير مباشر اذ لا يستطيع أهالي الضفة الغربية الوصول اليهم، وهم لا يستطيعون الوصول الى القدس للعمل وقضاء أشغالهم. بهذه الطريقة، تحد اسرائيل من حركتهم وتضيق معيشتهم مما يضطرهم للرحيل عنها».
عـــــن القريــة
ـ تقع قرية بيت اكسا إلى الشمال الغربي من مدينة القدس المحتلة، ويصلها طريق داخلي طوله 1,3 كلم يربطها بالطريق الرئيسي، بحسب موقع «باليستاين ريممبرد».
ـ ترتفع حوالي 670 مترا عن سطح البحر، وتبلغ مساحة أراضيها حوالي 9273 دونما، وتحيط بها أراضي قرى بيت حينيا، البني صموئيل، وبيت سوريك.
ـ قدر عدد سكانها في العام 1922 بحوالي 791 نسمة، وفي العام 1945، 1410 نسمة، وفي العام 1967 حــوالي 633 نسمة، وفي العــام 1987 حوالي 949 نسمة. أما في العام 1996 فقــد بلغ عدد سكـانها 1259 نسمة.
ـ احتلتها اسرائيل في العام 1948 ثم انسحبت منها بعد مفاوضات، وبقيت تابعة لمحافظة القدس العربية التي تبعد عنها 6 كيلومترات، الى ان أعيد احتلالها في العام 1967 وألحــقت بمدينة رام الله.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد