جهود كيري تصطدم بالتعنت الإسرائيلي نتنياهو: احتياجاتنا الأمنية أولوية
يبدو أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري لم يحصل بعد على النتائج الملموسة التي يطمح إليها في إطار جهوده لإعادة تفعيل عملية التسوية، وهو ما عكسته، بشكل غير مباشر، مواقف رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي استبق لقاءه مع كيري في القدس المحتلة مساء أمس، بتأكيد ضرورة تأمين احتياجات إسرائيل الأمنية، وأهمها الحفاظ على الوجود العسكري الإسرائيلي على طول ضفاف نهر الأردن.
وفي خامس زيارة يقوم بها إلى المنطقة، أجرى كيري، أمس، محادثات منفصلة مع الملك الأردني عبد الله الثاني في عمان قبل أن يتوجّه إلى القدس المحتلة، حيث التقى نتنياهو، ليعود إلى عمان اليوم للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وخلال لقائهما أمس، قال الملك الأردني إن العقبات التي تضعها إسرائيل بإجراءاتها و«اعتداءاتها» على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس تهدد فرص السلام. ونقل بيان صادر عن الديوان الملكي عن الملك قوله إن «الأردن سيواصل الدفع باتجاه تقريب وجهات النظر». ومن جهته، وضع كيري الملك «في صورة جهود الولايات المتحدة لتحقيق السلام في المنطقة».
وبحسب مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية، فإن كيري يسعى إلى التوصل إلى أرضية مشتركة تجمع بين الطرفين وتكون قادرة على الوصول بهما إلى طاولة المفاوضات. وهو يحاول في هذه الرحلة تحديد شروط كل من عباس ونتنياهو، ومناقشة طرق بناء الثقة بينهما.
وفي كلمة له، قبل لقائه كيري، وخلال إحياء ذكرى وفاة مؤسس الصهيونية ثيودور هيرتزل، دعا نتنياهو إلى الاحتفاظ بوجود عسكري إسرائيلي على الحدود الشرقية للدولة الفلسطينية المستقبلية، وهو مطلب يرفضه عباس.
وأضاف نتنياهو إن «السلام ليس مبنياً على النيات الحسنة وشرعية وجود إسرائيل، كما يعتقد البعض. بل إنه مبني أساساً على قدرتنا على الدفاع عن أنفسنا»، موضحاً أنه «من دون الأمن والجيش الذي دعا هرتزل إلى تأسيسه، فإننا لن نستطيع الدفاع عن السلام أو عن أنفسنا في حال انهيار السلام. الأمن شرط أساسي للوصول إلى السلام والحفاظ عليه».
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن وزير من حزب الليكود أنه في حال موافقة الفلسطينيين على مطالب نتنياهو الأمنية، فإنه سيكون مستعداً للانسحاب من 90 في المئة من أراضي الضفة الغربية، فضلاً عن إخلاء عدد من المستوطنات.
وأضاف الوزير إن نتنياهو أيضاً يدرك أنه في حالة معاودة المفاوضات سيتعيّن على حكومته إجراء مباحثات جادة في ما يتعلق بمسألة حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية. وأشار إلى أن الترتيبات الأمنية هي أكثر ما يهم نتنياهو، وبالتالي ستكون مطلبه الأساس، فضلاً عن أنه سيطالب بدولة فلسطينية منزوعة السلاح، وبأن يحتفظ جيش الاحتلال بوجود طويل الأمد على طول نهر الأردن.
وفي حديث إلى إذاعة الجيش الإسرائيلي، قال وزير العلوم والتكنولوجيا من حزب «هناك مستقبل» ياكوف بيري إن «نتنياهو يعلم أنه يتوجب القيام بإخلاء مؤلم لمستوطنات غير بعيدة عن الكتل الاستيطانية الكبرى، وأنه يجب القيام بتبادل للأراضي».
وتتابع الصحف الإسرائيلية جهود كيري الأخيرة. كتبت صحيفة «معاريف» في افتتاحية أن «كيري لا يزال لا يحاول ليّ أذرع الزعماء ليوقعوا على اتفاق سلام تاريخي مؤلم، وإنما يحاول إقناعهم بالجلوس معاً فحسب»، مضيفة «تعثر الأميركيين خلال محاولات استئناف المحادثات يخبر عن نفسه وعن ضعفهم، وينبئ بالتشاؤم في ما يتعلق بالعملية نفسها التي لم تبدأ بعد».
وكتب باروخ ليشم في صحيفة «يديعوت» أنه إذا كان نتنياهو يريد فعلاً المضي قدماً بمفاوضات التسوية، فعليه أن يواجه الرئيس الجديد لمؤتمر حزب الليكود داني دانون، وهو الرافض لحل الدولتين، فضلاً عن المتشددين في حزبه.
وفي الإطار ذاته، بيّن وزير الطاقة والمياه سيلفان شالوم (الليكود) أن موقف نتنياهو من المفاوضات قد يؤدي إلى انقسامات داخل الحزب. وقال إن «أي خطوة قد تناقض مبادئ الحزب الأساسية قد تؤدي إلى صدمة داخله وربما انقسام في الليكود».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد