جوبا والمحاولة الانقلابية: معارك ومئات الضحايا

18-12-2013

جوبا والمحاولة الانقلابية: معارك ومئات الضحايا

لم تتوقف أزمة جنوب السودان عند حدود إعلان رئيس البلاد سلفا كير أمس الأول عن إحباط محاولة انقلاب قادها نائبه السابق ريك مشار، حيث شهدت العاصمة جوبا أمس يوماً اكثر صعوبة من السابق، وتصاعدت حدة الاشتباكات بين الجيش والجنود الانقلابيين، ما أسفر عن مقتل ما بين 400 و500 واصابة 800 بحسب الأمم المتحدة، فضلاً عن لجوء 13 ألفاً إلى مقرين للأمم المتحدة. مدنيون يلجأون إلى مقر للأمم المتحدة بالقرب من مطار جوبا أمس (رويترز)
وفي ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة، أمرت الولايات المتحدة باجلاء ديبلوماسييها وموظفيها غير الاساسيين من جنوب السودان، ووقف انشطة سفارتها. كذلك، اوصت في بيان لمكتبها القنصلي الرعايا الاميركيين في جنوب السودان بمغادرته فوراً، وحذرت مواطنيها الآخرين من التوجه اليه.
واندلعت الاشتباكات من جديد في جوبا أمس، حيث قال شهود عيان إن الصباح الباكر شهد اطلاقاً مستمراً للنار وتفجيرات، وأعقب ذلك هدوء نسبي استمر بضع ساعات، قبل أن يستأنف اطلاق النار بصورة متفرقة. أما مصادر إطلاق النار فكانت من ثلاث مناطق مختلفة في المدينة: بالقرب من مقر قيادة الجيش في وسط جوبا، وفي منطقة جنوب غرب العاصمة تضم مبنى وزارة الامن القومي، وفي «غوديل 2»، الحي الواقع في غرب جوبا حيث يوجد ثكنة عسكرية.
وبسبب ضعف الاتصالات في جوبا، بعد توقف خطوط الهواتف المحمولة عن العمل منذ مساء أمس الأول، بقي من الصعب على وسائل الإعلام ووكالات الأنباء الحصول على معلومات أشمل عما يحصل في العاصمة.
وبحسب وزير الإعلام مايكل ماكوي «بلغ عدد القتلى 73 كلهم من الجنود». وكان وكيل وزارة الصحة ماكور كاريون أعلن صباحا أن مدنيين سقطوا في المعارك من دون تحديد العدد، و140 آخرين اصيبوا.
ووفقاً لسكان، فإن الوضع الأمني يزيد الحياة صعوبة. وقال موظف اغاثة في جوبا إن «الغذاء والماء مشكلة للسكان إذ ليس لديهم برادات أو كهرباء، وهم يشترون الطعام يومياً تقريباً... لم يخزنوا شيئاً ويشعرون بالقلق».
وفقاً لوزير الخارجية بارنابا ماريال بنجامين، فإن حوالي 13 ألف مدني لجأوا إلى مقرين للأمم المتحدة في العاصمة، الأمر الذي أكده الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان أصدره في وقت لاحق. وتحدثت مصادر أممية عن 16 ألفاً.
وأعلنت جوبا أمس عن اعتقال عشر شخصيات سياسية مهمة، من بينها ثمانية وزراء في الحكومة التي أقيلت في تموز الماضي، بينما لا يزال مشار فاراً. ونفى ماكوي أن يكون الجيش دمر او قصف منزل مشار.
وتشكل تلك الأحداث الأمنية سبباً للخوف من شبح الحرب الأهلية، خصوصاً أن كير ومشار ينتميان إلى قبيلتين متنافستين، هما الدينكا والنوير.
وكان كير أقال مشار من منصبه كنائب لرئيس الدولة حين حل الحكومة في شهر تموز الماضي. وبحسب مصادر متطابقة، فإن مشار ومناصريه خرجوا يوم السبت الماضي غاضبين من اجتماع لمجلس التحرير الوطني، الهيئة التنفيذية للحزب الحاكم.
وحث بان كي مون في مكالمة هاتفية كير على «ممارسة السلطة الحقيقية في هذا الوقت الحرج، وعلى فرض الانضباط في صفوف جنود الجيش لوقف القتال في ما بينهم»، بحسب ما نقل المتحدث باسمه مارتن نيسركي.
من جهتها، قالت رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي نكوسازانا دلاميني ــ زوما في بيان إن الاتحاد «يناشد الحكومة والمسؤولين في جنوب السودان وكذلك كافة الاطراف المعنيين التحلي بضبط النفس وتجنب المزيد من العنف».
وتابع وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور الموجود في ابيدجان في زيارة رسمية اوضاع اللبنانيين في جوبا، والبالغ عددهم حوالي 900 لبناني، وذلك عبر قنوات ديبلوماسية عديدة وغيرها من الاتصالات. وتلقى منصور اتصالا من رجل الاعمال اللبناني المقيم في جوبا علي مرعي، ووضعه في اجواء اللبنانيين هناك، مؤكداً أن وضعهم مستقر وجيد، وانه استقبل حوالي 130 لبنانياً و50 سورياً، وقام بتأمين السكن لهم في فندق «كراون»، الذي يملكه والتابع لشركة «سكاي لاين»، والواقع بالقرب من مطار جوبا.
كذلك، تبلغ منصور من مرعي ان أيا من اللبنانيين في جوبا لم يصب بأي اذى، باستنثناء سرقات فردية تعرض لها البعض، وان الجيش يقوم بتأمين التغطية الامنية للاجانب وبينهم اللبنانيون.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...