جولة كيري لدعم الجربا عشائريا وتعاون إسرائيلي أردني ضد داعش

28-06-2014

جولة كيري لدعم الجربا عشائريا وتعاون إسرائيلي أردني ضد داعش

مع تحليق الطائرات الأميركية من دون طيار في سماء العاصمة بغداد أمس، حطت طائرة وزيرة الخارجية الأميركي جون كيري في مدينة جدة السعودية، التي زارها لوقت قصير، حيث التقى الملك عبدالله ورئيس "الائتلاف السوري المعارض" أحمد الجربا الذي حثه المسؤول الاميركي على أن تقوم المعارضة السورية "المعتدلة" بالتصدي لتنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام - داعش" في كل من سوريا والعراق.

زيارة كيري تزامنت أيضاً مع إطلاق القوات العراقية عملية واسعة لاستعادة السيطرة على مدينة تكريت كبرى مدن محافظة صلاح الدين من المسلحين، بموازاة دعوة المرجعية الشيعية الكتل السياسية إلى التوافق حول الرئاسات الثلاث قبل يوم الثلاثاء المقبل، حيث تعقد الجلسة الأولى للبرلمان الجديد.

واستقبل الملك عبدالله في قصره في جدة كيري والوفد المرافق له، حيث جرى بحث تطورات الأحداث في المنطقة، بالإضافة إلى مجمل المستجدات على الساحة الدولية.

وحضر الاستقبال ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ووزير الخارجية سعود الفيصل، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص للملك الأمير مقرن بن عبد العزيز، بالإضافة إلى وزير المالية إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، والسفير السعودي لدى الولايات المتحدة عادل بن أحمد الجبير، والسفير الأميركي لدى الرياض جوزيف ويستفال.

وقبل لقائه الملك، التقى كيري الجربا في مطار جدة، قائلاً إن "المعارضة السورية المعتدلة... بإمكانها لعب دور مهم في صد الدولة الإسلامية في العراق والشام ليس فقط في سوريا وإنما في العراق أيضاً".

وأضاف كيري أن "الجربا يمثل قبيلة تنتشر في العراق (عشيرة شمر)، وهو يعرف أشخاصاً هناك كما أن وجهة نظره وكذلك وجهة نظر المعارضة المعتدلة ستكون مهمة للغاية للمضي قدماً"، مؤكداً "أننا في لحظة تكثيف الجهود مع المعارضة".

من جهته، دعا الجربا إلى تقديم "مساعدة أكبر" من الولايات المتحدة للمسلحين السوريين، كما طالب "واشنطن والقوى الإقليمية ببذل جهود قصوى لمعالجة الوضع في العراق".

وقبل أيام من أول جلسة للبرلمان الجديد يوم الثلاثاء المقبل، دعا المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني الكتل السياسية العراقية في مجلس النواب إلى التوافق على الرئاسات الثلاث والالتزام بالتوقيتات الدستورية، مطالباً بالابتعاد عن فكرة تقسيم البلاد كحل للأزمة.

وقال ممثل السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي، في خطبة الجمعة في كربلاء، إنه "بعد صدور المرسوم من رئاسة الجمهورية الذي دعا أعضاء مجلس النواب إلى عقد الجلسة الأولى، المطلوب من الكتل السياسية الاتفاق على الرئاسات الثلاث خلال الأيام المتبقية من ذلك التاريخ رعاية للتوقيتات الدستورية". واعتبر الكربلائي أن التوافق على الرئاسات الثلاث "مدخل للحل السياسي الذي ينشده الجميع".

وفي وقت تبدو فيه البلاد منقسمة بين مناطق تخضع لسلطة الحكومة المركزية، وأخرى لسلطة مسلحين، وثالثة لسيطرة الأكراد بحكم السلطة الذاتية، قال الكربلائي إنه "لا ينبغي أن يفكر البعض بالتقسيم حلاً للأزمة الراهنة، بل الحل الذي يحفظ وحدة العراق وحقوق جميع مكوناته وفق الدستور موجود ويمكن التوافق".

وأضاف أنه "يجب أن يكون لدينا وعي أن المسألة ليست بأبعادها البعيدة" عبارة عن "تنظيم إرهابي يهدد العراق. هذه أمور خطط لها وهناك مخطط يهدف إلى تفكيك البلد وتقسيمه".

وفيما حذرت المرجعية من تبني فكرة تقسيم العراق كحل للأزمة الحالية، في ظل سيطرة الحكومة على مناطق والمسلحين على مناطق أخرى، أكد رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني أن سيطرة الأكراد على كركوك ومناطق أخرى متنازع عليها مع بغداد "أمر نهائي".

وبعد يوم من زيارته إلى مدينة كركوك المتنازع عليها للمرة الأولى منذ سيطرة الأكراد عليها، قال البرزاني، في مؤتمر صحافي مشترك أمس مع وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ في أربيل: "لقد صبرنا عشر سنوات مع الحكومة الاتحادية لحل مشاكل هذه المناطق وفق المادة 140، ولكن من دون جدوى".

وأضاف أنه "كانت في هذه المناطق قوات عراقية وحدث فراغ أمني وتوجّهت قوات البشمركة لملء هذا الفراغ، والآن أنجزت هذه المادة ولم يبق لها وجود".

وتنص المادة 140 من الدستور على إجراء استفتاء في المناطق المتنازع عليها بين إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي والحكومة المركزية في بغداد، خصوصاً كركوك الغنية بالنفط والتي تمثل أساس هذا النزاع.

وميدانياً، أكد مسؤول أميركي لشبكة "سي أن أن" الإخبارية أمس، أن "طائرات أميركية من دون طيار مسلحة، بدأت بالتحليق فوق بغداد خلال الـ24 ساعة الماضية"، مضيفاً أن "هذه الطائرات هي لتأمين 180 مستشاراً أميركياً في المنطقة".

والجدير بالذكر، أنه برغم ذلك، فإن المسؤولين الأميركيين يقولون إن جميع الطائرات من دون طيار التي تحلق فوق العراق "غير مسلحة".

وفي تكريت، قال مسؤول عسكري بارز لوكالة "فرانس برس" أمس، إن "قوات طيران الجيش تنفذ عمليات قصف مكثف تستهدف المسلحين في مدينة تكريت (160 كيلومتراً شمال بغداد) بهدف حماية القوات التي تسيطر على جامعة تكريت"، مضيفاً أن "قوات أخرى تنتشر حول مدينة تكريت استعداداً لتنفيذ عملية كبيرة ضد الإرهابيين المتواجدين فيها".

وأكد المسؤول العسكري أن "تحقيق التقدم في مدينة تكريت يؤمن الطريق لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل (350 كيلومتراً شمال بغداد) بالإضافة إلى السيطرة على الأرض في اتجاه محافظة ديالى" في الشرق، مشيراً إلى أن "القوات الحكومية تساعد وتسهل خروج العائلات من أهالي مدينة تكريت التي تعتبر ساحة معركة حالياً".

والجدير بالذكر أن القوات العراقية تمكنت أمس الأول، من السيطرة على جامعة تكريت الواقعة في شمال المدينة بعد عملية إنزال قامت بها قوات خاصة أعقبتها اشتباكات، بحسب ما أفادت مصادر مسؤولة.

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...