حكاية القتل المقدس
البعث هو النسخة العربية المنقحة عن الإسلام الأموي، كما أن الاشتراكية هي النسخة الغربية المطورة عن المسيحية المشرقية. أما اليهودية فهي النسخة المزورة عن التوراة الكنعانية بعد مزاوجتها مع رسالة الإله آمون التوحيدية!؟
فموسى ـ بتقديري ـ كان أحد كهنة آمون في مدينة الشمس بمصر، وآمون هو نفسه الفرعون أختاتون ولكن بعد تبشيره برسالته التوحيدية التي تقول أن هناك رباً واحداً متعالياً في السماء وكرسيه في أتون الشمس واسمه (آتون) وهكذا قام آمون، رسول آتون، بتحطيم بقية أرباب المصريين لصالح الإله الواحد وبناء كعبة لعبادته في تل العمارنة.. وقد أثارت دعوة أخناتون وزوجته نفرتيتي كهنة الأرباب المصرية والسودانية القديمة، فشكلوا (المجلس الوطني) وثاروا عليه محرضين الغوغاء والسلفيين المصريين المتمسكين بآلهة (السلف الصالح) ضد الدعوة الجديدة، وقد استغل موسى الفوضى فانشق عن آمون أملاً بإطلاق رسالة خاصة به، تجمع بين دعوة آمون التوحيدية ووصايا التوراة الكنعانية لتوسيع رقعة سيطرته خارج حدود مصر، وفي أثناء عملية هروبه اضطر إلى قتل حارس المعبد المصري وسرق ألواح آمون بمساعدة لص يهودي أخذه معه إلى عشيرته على ساحل البحر الأحمر حيث وجد موسى فيهم ضالته فأقنعهم بأنه نبيهم المنتظر، حامل الألواح والوصايا، مستغلاً أسطورة اليهود التي تقول أن نبيهم وهاديهم المنتظر سيتربى في كنف الفرعون وعندما يكبر سينشق عنه ويقودهم خارج التيه الذي هم فيه يعمهون؛ وقد أكد موسى مزاعمه بأن نفرتيتي امرأة أخناتون قد وجدته في صندوق بنهر النيل فتبنته وربته حتى كبر، و ساعده في إقناع هؤلاء البدو ما تعلمه من سحر كهنة مصر فتبعوه وثاروا معه ضد الفرعون الذي لاحقهم جنوده وشتتوا شملهم فهربوا عبر مضيق البحر الأحمر نحو صحراء سيناء، وهناك لم يشأ جيش الفرعون دخول الصحراء لملاحقة شرذمة من البدو الرحل في أرض مجهولة بالنسبة لهم فرجعوا، ومن ثم خرط موسى لتنسيقيته اليهودية حكاية ابتلاع البحر لجيش فرعون الكافر بإذن ربه، إلى آخر الحكاية المعروفة .. غير أن جريمة قتل المصري لاحقت موسى نفسياً واجتماعياً، فاستخدم الكثير من أسفار توراته لتبرير قتل (الغوييم) أي الأغيار الذين ليسوا بيهود ولا يدينون للرب اليهودي (يهوه) وهكذا أنتج ديانة توحيدية تستند في أغلبها على عقيدة القتل وإبادة أتباع الآلهة الأرضية (الوثنيون): آراميون وكنعانيون، فينيقون، وبابليون، كاشيون وحثيون، كلدان وآشوريون، سلوقيون وبيزنطيون، وآخرون غيرهم ممن ساهموا في تلقيح البويضة العربية في الحاضنة الشامية التي واجهت أطماع اليهود بشرق أوسط يهودي جديد وما تزال منذ آلاف السنين.. إذاً وبعد قرون عديدة من عقيدة القتل اليهودي جاء عيسى بن مريم محملاً بحكاية ومعجزة أقوى من حكاية موسى ومعجزاته، لينقض فلسفة القتل والعدوان بالتسامح والمحبة، فأنتج الإنجيل دون أن يلغي التوراة كيما يكسب أكبر عدد من اليهود إلى دعوته التجديدية، ثم قام الدمشقيون فيما بعد بإعادة صياغة المسيحية ونشرها بين الأغيار (غير اليهود) حتى وصلت رسالة المسيح إلى السودان جنوبا وروما شمالا. وبعد عدة قرون من انتشار المسيحية في العالم القديم وتنامي طموحاتها المادية، استعاد الصليبيون عقيدة موسى لمواجهة رب المسلمين وتبرير غزوهم وقتلهم لتطهير بيت المقدس، حيث (تجري أنهار اللبن والعسل)، فما كان من صقور المسلمين إلا أن أعادوا العمل بالإسرائيليات المبثوثة في القرآن الكريم ( تشكل ثلثه) وعطلوا العمل بآيات (الرحمن الرحيم) المكررة في كتابهم مئات المرات.. وهكذا عادت الأرباب القديمة للتقاتل على أرض الشام، وغسل الجميع أيديهم من الدم بالدم، وصار الجهاد هو الأوتستراد الوحيد لعبور الأمم نحو ثأرها الإلهي، وتحولت مدينة القدس، تحت رايات الموحدين الثلاثة، من قبلة لأرواح المؤمنين إلى قبلة الموت المقدس، إلى أن انتصر صلاح الدين على الجميع وثبت وجود حائط المبكى وكنيسة القيامة والجامع العمري وأعاد بيت المقدس إلى مظلة الإله المتعالي الذي يخضع له أرباب المسلمين واليهود والمسيحيين... وفي الغرب، بعد انهزام الصليبين وانكسار كنيسة الرب المسيحي، راح الأوروبيون ينفصلون عن كنيستهم ممهدين لعصر الأنوار بعدما استعادوا فلسفة اليونان التي سبقت المسيحية، وأسسوا عليها بنيان الدولة الديمقراطية و مفهوم المواطنة بديلاً عن استبداد الشريعة ورجال الدين الذين انحصر دورهم في المسائل الروحية، وتم حصر مسألة تشريع القتل في مواضيع الأمن القومي والمصالح الوطنية، وشكلوا جيوشاً من المقاتلين ودوائر للاستخبارات تمثل كل الطوائف والقوميات، وقد استوردنا ذلك النظام العسكري مع مجيء جحافل المستعمرين إلى بلادنا، على مبدأ ابن خلدون من أن الأمم المغلوبة تتشبه بتلك الغالبة، حيث تشكل جيشنا العربي السوري بعد الاستقلال من مجمل مقاتلي الطوائف والقوميات السورية التي قاتلت المستعمر الفرنسي وتدرب على يد جنرالات فرنسيين؛ وفي المرحلة الأولى لم يكن أفراد الجيش قد تخلصوا تماماً من ثقافتهم الإقليمية والطائفية، إلى أن جاءت ثورة البعث عام 63 بقيادة العسكر، حيث تم استكمال عقيدة الجيش الحديث اللا دينية التي تميز جيوش الأمم المتحضرة.. ومنذ البداية تفوق الجيش السوري من حيث عقيدته المعاصرة على عقيدة جيش العدو الإسرائيلي التوراتية العتيقة، وتمكن بذلك من تبني القضية الفلسطينية كما لو أنها سورية، وقد ساعدته هذي العقيدة الوطنية في تماسك مؤسسته في حربه الحالية ضد القوى الطائفية التي تجمعت في سوريا من كل أنحاء العالم، باستثناء بعض عناصره الذين لم تتمكن العقيدة العسكرية من إلغاء ولائهم الطائفي فخانوا شعار الجيش (وطن شرف إخلاص) وبالتالي حُقَّ لمؤسسة الجيش التخلص من هذه الأعشاب الضارة التي انحازت للأطراف الخارجية وأعداء سورية التاريخيين، يساندها في ذلك غالبية أبناء الشعب السوري الذين تخلصوا من عصبياتهم القاتلة التي تجرهم نحو ظلام الماضي بدلاً من ضوء المستقبل..
كذلك نرى أن حرب الجيش هي حرب الوطن ضد أعدائه في الداخل والخارج، هذا إذا وافقنا على أن صديق عدونا عدو أيضاً (تركيا والسعودية وقطر وأمريكا التوراتية) التي ترعى مجلس الخونة الإخونجي وورثة الوهابية التي ألغت مذاهب (الرحمن الرحيم) في الإسلام وتماهت مع رب الإبادة البدوي (يهوه الوهابي) وتعاليم القتل التوراتي ضد (الأغيار) أي نحن الذين نتلقى المفخخات وقذائف الـ م ط بصدورنا وصمودنا وإيماننا برسالتنا التنويرية الخالدة إلى الأمم..
إنها حرب آلهة الحياة والخصب السورية ضد عزرائيل التوراتي على أرض الشام ، وهي حرب مستمرة منذ آلاف السنين تخللتها فترات هدنة يستجمع فيها عزرائيل قواه في العالم السفلي، حيث تتسلح جموع السفلة بأسلحة وأساليب جديدة لتقليص مساحة الحياة فوق أرض الله القديمة (دمشق) التي لم تستطع جحافل السفلة عبر التاريخ من قتلها فبقيت شامخة متجددة من بين كل المدن القديمة الميتة، ونحن شعب الأرض المختارة الذين حباهم الله بقوة الحياة كما لو أنهم قلب الكوكب النابض الذي يضخ دماءه في شرايين العالم منذ الأزل حتى قال فيهم القائل لكل إنسان في العالم وطنان: وطنه الذي يعيش فيه وسورية التي جاء منها أسلافه.. إذن نحن كل العالم وسوريا لن تموت.
حقيقة:الوهابية ليست من الإسلام في شيء، وهي أقرب إلى أن تكون سلفية يهودية بعنصريتها وعنفها وانغلاقها ضد فضيلة التسامح ورغبة الحياة..
احتياطاً: أومن بالله القدير، غير أن حكايات الأديان بالنسبة لي قابلة للنقاش وإعادة التأويل ككل التاريخ البشري ولا أقول الإنساني لأن المدون في الكتب العتيقة هو تاريخ القتل وليس تاريخ الأنسنة..
نبيل صالح
التعليقات
تفاؤل
نبيل ايها الصالح ... و صالح
كلام جميل
سوريا آلهة الخصب والحياة
مرة أخرى يتحفنا النبيل الصالح
اخر الانهاية
تعليق!
انها الحرب الاخيرة وسينتهي القتل
حماس و الأخلاق
لا زلنا هنا احياء ..
علينا تلقف اشارات امريكا وفرنسا
إلى أرواح ضحايا "القتل المقدس"!...
متفائل
الاستاذ النبيل : اعتقد انه
نحن نعول على الاصوات مثل حضرتك
الاسلام دين وليس سياسة
في السياسة حياة
التوراة جاءت من جزيرة العرب
اغفر لهم
....بيان لاهالي جبلة وال علي صالح..
إنه سافل وليس غافل
الأقصر تحتفل اليوم بتعامد
الأقصر تحتفل اليوم بتعامد الشمس على آمون داخل معابد الكرنك في حدث تاريخي وعلمي ضمن 4500 ظاهرة فلكية شهدتها مصر الفرعونية
شروحات وتبريرات
قرأت المقابلة المصاغة على شكل
أجمل وأصوب تشبيه للبعث أنّه
جيش عظيم ..وحصانهم يكبو ..وأشياء أخرى.
لسا الدنيا بخير
ميلاد مجيد
ملحق ثقافي ...
إلى كل الصابرين!.
نصر أكيد
عذرا أيها الكاتب الكبيرمن
إضافة تعليق جديد