حماس تحذر من إفشال حوار القاهرة:مساع لتذليل العقبات..وتفاؤل في فتح

04-11-2008

حماس تحذر من إفشال حوار القاهرة:مساع لتذليل العقبات..وتفاؤل في فتح

تفاوتت التوقعات بشأن فرص نجاح الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة الأسبوع المقبل، رغم تأكيد معظم الفصائل أنّ لا خيار أمام المتحاورين سوى التوصل إلى اتفاق ينهي معاناة الشعب الفلسطيني. وفيما أعرب قياديون من حركة فتح عن تفاؤلهم، حذرت حركة حماس من أنّ استمرار الاعتقالات بحق مناصريها من قبل أجهزة السلطة، وعدم وضوح الرؤية المصرية، قد يؤثران سلباً على مجريات الحوار. فتى فلسطيني يقف مذعوراً خلال تقدم جنود الاحتلال في مخيم الفارعة في الضفة الغربية أمس.
يأتي ذلك في وقت واصلت سلطات الاحتلال والمستوطنون، مسلسل اعتداءاتهم اليومية على الفلسطينيين، التي كان آخرها، أمس، عملية عسكرية في مخيم الفارعة شمالي نابلس أصيب خلالها ثمانية فلسطينيين، اثنان منهم في حالة خطرة، واعتداء من قبل المستوطنين على فتى في الخليل.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في كلمة ألقيت نيابة عنه خلال ندوة في تونس، إنه سيبذل كل جهد لإنجاح الحوار للوصول إلى »حكومة توافق تنهي الحصار وتقوم بالإعداد للانتخابات التشريعية والرئاسية وإعادة بناء الأجهزة الأمنية«، فيما أكد رئيس وفد فتح إلى مؤتمر القاهرة نبيل شعث لوكالة »فلسطين اليوم«، أنّ الاستعدادات النهائية للحوار الوطني قد استكملت، موضحاً أن الأمور حتى الآن إيجابية جداً.
من جهته، اعتبر المتحدث باسم »فتح« فهمي الزعارير، أنّ الجهود المصرية لإطلاق الحوار »ستأتي بنتائج قد لا تظهر مباشرة في فترة انعقاد المؤتمر«، فيما استبعد عضو الحركة إلى اجتماع القاهرة عبد الله أبو سمهدانة وجود احتمالات للفشل، بينما وصف سفير فلسطين لدى القاهرة نبيل عمرو الحوار الفلسطيني بأنه ممر حاسم، إمّا أن يُفضي إلى مصالحة واتفاق وتفاهم على شراكة كاملة، وإما أن يذهب بالجميع إلى فشلٍ جديد، يدفع ثمنه الفلسطينيون جميعاً.
في المقابل، جدد المتحدث باسم حماس فوزي برهوم، موقف الحركة حول ضرورة توافر شروط أساسية للحوار، كالإرادة المشتركة والثقة المتبادلة وقبول الأطراف بعضها البعض كشريك في المعادلة السياسية، وتهيئة الأجواء الكاملة، وتحديداً وقف عمليات الاعتقال والإفراج عن جميع الموقوفين.
ونفت حماس ما تردد عن وجود اقتراح عربي بترحيل المتهمين من عناصرها بعمليات قتل خلال أحداث غزة العام الماضي، إلى اليمن موقتاً بهدف إنجاح الحوار، فيما أشار برهوم إلى أنّ لجنة خاصة ستبحث ما جرى من أحداث في القطاع والضفة الغربية، وذلك ضمن الملفات الخمسة المطروحة على طاولة الحوار.
بدوره، أوضح القيادي في حماس محمود الزهار، الذي وصل إلى القاهرة على رأس وفد من الحركة، أنّ هناك مجموعة من العقبات التي ظهرت في ما يتعلق بإجراءات الحوار وقد تعيق نجاحه، مشيراً الى ان الوفد »سيعمل على تذليلها ما أمكن، من دون الدخول في تفاصيل الورقة المصرية«، في وقت حذرت وزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية المقالة من أنّ استمرار عمليات الاعتقال ضد مناصري حماس في الضفة الغربية يشكل إثباتاً عملياً بأن هناك نية لإفشال الحوار في القاهرة.
أمّا حركة الجهاد الإسلامي، فدعت على لسان القيادي في الحركة خالد البطش، فتح وحماس إلى »تقديم التنازلات للوطن«، محذرة من أنّه »في حال الفشل ستكون الخيارات صعبة ومؤلمة«، فيما رجح عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول أن يكون هناك اتفاق عام على وثيقة الحوار، في حين دعا عضو المكتب السياسي في الجبهة الديموقراطية صالح زيدان الفصائل إلى أن ترفع شعار »ممنوع الفشل«.
وفي السياق، قالت مصادر فلسطينية لوكالة »سما« الإخبارية إنّ مفاوضات المصالحة الوطنية ستجري بين وفد من حماس وآخر من منظمة التحرير الفلسطينية، وليس من حركة فتح فقط، موضحة أنه جرت خلال الأيام الماضية مشاورات مكثفة بين الفصائل المنضوية في المنظمة في رام الله لوضع تصور نهائي في هذا الشأن.
وبعيداً عن التصريحات المرافقة لحوار القاهرة، تواصلت الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، حيث أصيب ثمانية أشخاص في مخيم الفارعة شمالي نابلس، وصفت حالة اثنين منهم بالخطيرة، وذلك عندما اقتحمت أكثر من ٤٠ آلية عسكرية و٢٠٠ من جنود الاحتلال المخيم فجراً، حيث فرضوا حظراً للتجوال، وداهموا العشرات من المنازل، محوّلين بعضها إلى ثكنات عسكرية، وسط إطلاق كثيف للنار والقنابل الصوتية والغازية.
وفي الخليل، اعتدى متطرفون من مستوطنة رامات يشاي بالضرب على الفتى يوسف هاشم العزة (١٢ عاماً) خلال توجهه إلى المدرسة، ما استدعى نقله إلى المستشفى بعد إصابته برضوض وكدمات بالغة في أنحاء الجسم، فيما أقدمت مجموعات من المستوطنين على نهب كميات كبيرة من ثمار الزيتون في حقول المنطقة، التي أعلنت من قبل قوات الاحتلال »منطقة عسكرية مغلقة« لذرائع أمنية، قال السكان إنها تهدف إلى منع المتضامنين الأجانب من الوصول إليها لمساعدة المزارعين في قطف المحاصيل.
من جهة ثانية، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أزال أربع نقاط استيطان غير شرعية قرب رام الله، من دون أن تقع أي صدامات مع المستوطنين. 

المصدر: وكالات  

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...