حماس ترفض خطاب عباس للقمة وفتح تنعي إعلان صنعاء
مع إعلان حركة «فتح» نعياً رسمياً لـ«إعلان صنعاء» واستجداء «مبادرة عربية شاملة»، شهد قطاع غزة تظاهرات حاشدة لمطالبة العرب، خلال اليوم الأوّل لانعقاد القمّة العربية في دمشق، برفع الحصار عن القطاع، وإلغاء المبادرة العربية، وذلك قبيل ساعات من وصول وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى إسرائيل، بهدف «توبيخ الإسرائيليين والفلسطينيين بسبب عرقلة تفاهمات أنابوليس».
وتجمّع آلاف الفلسطينيين يتقدمهم مئات الأطفال في مسيرة حاشدة، دعت إليها اللجنة الشعبية، وأخرى لحركة «الجهاد الإسلامي»، بهدف مواجهة الحصار على غزة، رافعين خلالها أعلام الدول العربية المشاركة في قمة دمشق. وهتف الأطفال خلال المسيرة، «لا.. لا للحصار»، بينما رفع آخرون لافتة كبيرة كتب عليها «اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار تدعو الزعماء العرب للعمل على كسر الحصار فوراً».
في هذا الوقت، وعقب محادثات مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، أصدر القيادي في حركة فتح، عبد الله الإفرنجي، شهادة وفاة رسمية لمبادرة اليمن للمصالحة (إعلان صنعاء)، بين «فتح» و«حماس»، قائلاً: «اتفاقية صنعاء انتهت، ونحن الآن بحاجة إلى مبادرة عربية شاملة».
من جهة أخرى، بدأ الأمين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، نايف حواتمة، زيارة عمل إلى القاهرة لم يسبق الإعلان عنها، على رأس وفد يضم عضوي المكتب السياسي للجبهة خالد عطا وعلي الأسعد، سيجتمع خلالها مع أبو الغيط ورئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان، لبحث جهود مصر لتحقيق التهدئة وفك الحصار واستئناف الحوار الفلسطيني الداخلي.
وفي سياق آخر، ردّت «حماس» على كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال مؤتمر القمّة العربية، مشيرة إلى أنها «لا تعبّر» عن مواقف الشعب الفلسطيني «الرافض للاستمرار في مشاريع التسوية».
ورأت الحركة في بيان أن تصريح عباس بشأن إعلان صنعاء يمثّل «تنصّلاً رسمياً من المبادرة اليمنية، إذ يُعدّ موقفه عودة إلى لغة الشروط المسبقة، وتجاهلاً لاستحقاقات هذه المبادرة التي تفرض على أبي مازن الجلوس إلى طاولة الحوار». ووصف ما أعلنه الرئيس الفلسطيني أن السلطة الفلسطينية توفّر رواتب 77 ألف موظف في القطاع بأنها «مجرد ادّعاءات باطلة».
إلى ذلك، بدأت وزيرة الخارجية الأميركية زيارتها إلى إسرائيل مساء أمس، بهدف دفع عملية السلام المتعثرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأكدت مصادر سياسية في إسرائيل أن زيارة رايس ستكون مختلفة عن سابقاتها، وستأخذ طابع التوبيخ للإسرائيليين والفلسطينيين بسبب عرقلة تفاهمات أنابوليس.
وستلتقي رايس عباس في العاصمة الأردنية عمان، لا في رام الله، لمشاركته في أعمال القمة العربية. فيما ستعقد وزيرة الخارجية الأميركية اليوم اجتماعاً ثلاثياً مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في القدس، لبحث التسهيلات التي تنوي إسرائيل تقديمها إلى الفلسطينيين.
بدورها، رأت حركة «حماس» أن زيارة رايس إلى المنطقة العربية «غير مرحّب بها، ونذير شؤم على الشعب الفلسطيني»، في وقت ثمّنت فيه «حماس» الجهد السوري لإنجاح القمة العربية رغم الضغوط الأميركية الكبيرة.
وقالت حركة «حماس»، على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم، «إننا لا نبني أي آمال على هذه الزيارة في اتجاه دعم الشعب الفلسطيني أو دعم أي من حقوقه المسلوبة»، مشيراً إلى أنها «تأتي في إطار استمرار الدور الأميركي في إفشال أي توافق وطني فلسطيني، وتحديداً بين حركتي «حماس» و«فتح».
ميدانياً، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مقاوماً من كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة «فتح»، تامر مروان دواس (18 عاماً)، في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، في وقت أصابت مزارعاً فلسطينياً واعتقلت عدداً غير محدد في عملية توغل محدودة في بلدة خزاعة جنوب القطاع.
كما أصيب المزارع رامي زايد قديح (27 عاماً) برصاص قوات الاحتلال شرقي بلدة خزاعة القريبة من خط التحديد جنوب القطاع. وأعلنت مصادر طبية استشهاد الطفل الرضيع يوسف وسيم مشتهى (شهران)، جرّاء منعه من جانب سلطات الاحتلال من مغادرة القطاع لتلقّي العلاج في أحد المستشفيات الإسرائيلية.
وأعلنت «ألوية الناصر صلاح الدين»، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، قصف بلدة سديروت الإسرائليية المحاذية لشمال قطاع غزة بصاروخ من طراز ناصر «3» المحلّي الصنع.
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد