خالد خليفة: الكتاب قادة الدراما والمخرجون متلقون
أكرهها وأشتهي (مالها) هذا هو حال الروائي خالد خليفة مع الدراما التلفزيونية حيث اعترف في حوار أن حاجته للمال وراء عمله بها حيث قدم سبعة مسلسلات منها سيرة آل الجلالي وقوس قزح وزمن الخوف وظل امرأة ويعتبر خليفة نفسه كاتباً روائياً (له ثلاث روايات) خليفة العائد من الولايات المتحدة بعد رحلة طويلة بدعوة من إحدى جامعاتها تحدث عن هذه الرحلة والنظرة التي عاد بها من هناك حول المجتمع الأميركي.
في ظل تراجع الشعر والرواية هل ترى أن الدراما التلفزيونية ستكون ديواناً للعرب؟
لا تستطيع الدراما التلفزيونية أن تكون ديوان العرب وأنا لا أوافقك الرأي أن الرواية في حالة تراجع، أنا أعتقد أن الرواية العربية في أفضل حالاتها وقطعت شوطاً في الوصول للناس وفي مسألة التوزيع والاهتمام بجوائزها والرواية هي ديوان العرب اليوم كما بشر روائينا حنا مينه منذ سنوات والرواية لم تفشل أمام الدراما التلفزيونية لأنها أساساً لم تدخل بصراع معها أنا أعتقد أن الحراك الموجود داخل الرواية العربية ممتاز وهناك تجارب شابة مهمة والوضع أفضل من عشر سنوات سابقة.
أنت لك ثلاث روايات منشورة كم وزعت من الرواية الأخيرة؟
روايتي الأخيرة نفدت من الأسواق بعد أربعين يوماً منذ بدء التوزيع.
كم نسخة؟
الأرقام محتكرة من قبل دور النشر ولا تفصح عن أرقام حقيقية ولكنني أرى أن روايتي كان لها حضور في حياة الناس كما لو أنها وزعت آلاف النسخ أنا أعلم أن النسخة الواحدة قرأها أكثر من عشرة أشخاص ومنذ أيام نزلت إلى الأسواق الطبعة الثانية في بيروت ورغم ذلك أقول أن حجم توزيع الكتاب العربي متواضع قياساً بعدد سكان العالم العربي ومن المفترض أن تكون الرواية العربية بملايين النسخ حتى نستطيع القول إن هناك قراء في العالم العربي ولكن للأسف نحن أمة جاهلة وللأسف أيضاً مازال الكتاب في الوطن العربي في خانة الممنوع فالكتاب السوري لا يذهب إلى مصر والمصري لا يصل إلى الخليج واللبناني لا يجد طريقاً إلى المغرب إلا في المعارض، أعتقد لو كانت ظروف التوزيع طبيعية لتضاعف عدد القراء عشر مرات لأن هناك شغف للقراءة والأمر مختلف في التلفزيون الذي استفاد من ميزة الفضاء المفتوح ولكن الدراما التلفزيونية هشة وسطحية لذا لا يمكن أن تكون ديوان الأمة وهي أقل من ذلك معلقة امرؤ القيس مازالت حية منذ 1500 سنة وأتحدى أي مسلسل يستطيع أن يعيش خمس سنوات وهذه طبيعة المهنة ولا تصح المقارنة.
ما دمت تراها هشة وسطحية لماذا تعمل بها وقدمت سبعة مسلسلات؟
ببساطة لأنني أحتاج إلى (المصاري) إضافة إلى ذلك هي مساحة لإبداء الرأي وإحدى أدوات التعبير المؤثرة التي يجب ألا تترك لمجموعة من الأصوليين والمتخلفين فالفضاء خطر وأنا شخصياً، أحاول تقديم أفكار تقف ضد أفكار الأصوليين وهذه معركة طويلة وقاسية وعندما أرى أن الرواية قادرة على منحي ما أحتاجه سأعود إليها كخيار أساسي وأنا شخص غير منسجم مع الوسط التلفزيوني رغم هذا العدد الكبير من المسلسلات.
ماذا تعني بكلمة غير منسجم؟
بمعنى أنني غير منسجم بالحوارات التي تجري حول التلفزيون لأنها حوارات مجاملة وحوارات إخفاء الحقائق حيث أهل التلفزيون لا يحبون إلا المديح لمن يعمل في هذا الفن، وهذا شيء لا يصنع ثقافة مهمة، أنا أعتقد أن النقد شيء أساسي في حياة أي أمة وإذا افتقدنا هذا الشيء سوف نخسر العامل الأساس للتطور.
شاهدنا لك في رمضان مسلسل (ظل امرأة) وكان النص جميلاً ولكن ألا ترى أنه لو كان فيلماً سينمائياً لكان أجمل ويبدو أن مخرجه لم يستطيع قراءته بشكل مبدع؟
أي مسلسل تلفزيوني بالإمكان تكثيفه بفيلم مدته ساعتان وهذا أفضل وأكثر أهمية وعندما يصلح مسلسل تلفزيوني ليكون سينما هذا امتياز له وأنا لا أعتقد أن المخرج كان أقل من النص هو قدم جهده والمخرجون ليسوا (سوبرمانات) أنا لا أميل إلى فكرة تحميل الأخطاء إلى شركائي في العمل أنا أتحمل جزءاً من الأخطاء دائماً لكوني شريكاً في العمل والظروف دائماً تلعب دوراً في النجاح والفشل فأنت لا تستطيع أن تجد الممثل المناسب في ظل الإنتاج المكثف كل عام فهذا الإنتاج يؤدي إلى الإحباط.
كان لك عمل آخر هو (زمن الخوف) يبدو أنه لم ينل نصيبه من النجاح؟
أنا واثق أنه سيحقق ما يستحق من النجاح والمتابعة عندما يأخذ حقه في العرض الجيد.
ألا تجد أن هناك مغامرة أن تعطي نصاً لمخرجة تقف لأول مرة وراء الكاميرا وهي إيناس حقي؟
أولاً هي عملت تحت إشراف والدها المخرج الكبير هيثم حقي وثانياً كانت مفاجأة لي وأنا على استعداد لإعطائها نصاً آخر وأنا غير مجامل وطريقة عملها كانت مختلفة ومفاجئة ولا أخفيك أنني كنت متخوفاً في البداية وكان لديها تصميم على النجاح وعرض العمل على محطة الأوربت المشفرة وعرض على القناة الثانية في وقت يعتبر ميتاً بعد أن قامت الرقابة بتشريحه وحذف الكثير من مشاهده الأساسية وأنا أعتبر أن هذا العرض هو إعلان أولي لهذا العمل الذي لم يختبر جماهيرياً بعد.
إلى أي درجة يستطيع المخرجون السوريون قراءة النصوص بشكل يضيف عليها؟
المخرجون السوريون مختلفون ولا نستطيع الحديث عنهم بالجملة أنا من خلال تجربتي أستطيع القول إنني راض تماماً عن تجربتي مع مخرج واحد هو هيثم حقي وهو مخرج قارئ جيد لأي نص لأنه يحترم الكاتب وهذا شيء غير موجود لدى غيره وهو يعتبر نفسه شريك الكاتب لأنه مخرج مثقف وأعتقد أن المخرجين مثل الكتاب والممثلين هم في أزمة حيث لا يستطيعون اختيار النصوص التي يريدونها باستثناء حاتم علي.
وهيثم حقي بالتالي يضطر أن يخرج أي نص في النهاية ومن ثم هم متلقون وليسوا شركاء ويجب أن يعترفوا أن الكتاب هم القادة الحقيقيون للدراما السورية.
ولكن هناك اعتقاد راسخ أن أزمة الدراما السورية هي بالنصوص؟
أقوى نصوص في الدراما العربية هي نصوص الدراما السورية في كل عام هناك خمسة نصوص مهمة وهذا غير موجود في الدراما المصرية وليس مطلوباً أساساً أن تكون كل النصوص المنتجة على مستوى واحد في الدراما السورية هناك كتاب شباب أهم من أغلب كتاب الدراما العربية كفؤاد حميرة ويم مشهدي ولبنى حداد وآخرين.
أين أصبحتم بمشروع فيلم (خريف حار)؟
التصوير سيبدأ في بداية الشهر الثاني من العام القادم ومن إخراج هيثم حقي.
اختلفت مع المخرج محمد ملص وأعتقد أن الأمر وصل إلى القضاء؟
بالفعل مازال في المحاكم.
عدت منذ أيام من زيارة طويلة للولايات المتحدة الأميركية بدعوة من جامعة (إيوا) مع لفيف من كتاب الرواية في العالم نريد فكرة عن هذه الزيارة؟
كنا ثلاثين كاتباً من ثلاثين دولة بدعوة من برنامج جامعة إيوا وهو أهم البرامج العالمية عمره أربعون عاماً وهو عبارة عن برنامج إقامة للكتابة وأنا بدأت خلال هذه الإقامة كتابة روايتي الجديدة (حياة موازية) وقطعت شوطاً بها وألقيت ست محاضرات في جامعات أميركية مختلفة حول الأدب السوري والعربي ولقاءات إعلامية.
كيف يتم اختيار الكتاب؟
على أساس إنجازاتهم في بلدانهم وبلغتهم.
بعد هذه الإقامة والتجوال في أميركا ما الرؤية التي عدت بها من هناك؟
أنا أعتقد أن وجهة نظرنا عن المجتمع الأميركي استهلاكية فأميركا قارة كبيرة لا يمكن اختصارها بهذه النظرة البسيطة وأنا هنا لا أتحدث عن السلطة لأن الأميركيين أنفسهم بدؤوا يعانون من نقص الحريات.
الأميركيون طيبون جداً وأكثر مما تتصور ومعرفتهم بالآخر محدودة واهتمامهم الأساسي بثقافة الداخل ولكن لا مشكلة لديهم اتجاه الآخر وهم يقبلون بك بالطريقة التي تقدم نفسك فيها.
وقد فوجئت أن أميركا لديها استعداد لتفسح المجال لأي ثقافة تريد أن تكون موجودة. هناك في أميركا منبر لأي شيء تريد أن تقوله وهذا شيء مدهش بالنسبة لي، وفوجئت أن إدارة البرنامج تقوم بواجبها بصمت وهم شعراء وكتاب ولديهم استعداد أن يساعدوك، هناك طموح واضح لترسيخ بناء المؤسسات وهناك أناس يقومون بعملهم كما يجب وعلى أفضل ما يرام.
ما جديدك التلفزيوني والروائي؟
أنا الآن أعيد كتابة فيلم (خريف حار) ولدي عمل تلفزيوني على وشك الانتهاء وهو مكتوب للفنان أيمن رضا. وعلى صعيد الرواية صدرت الطبعة الثانية من رواية (مديح الكراهية) عن دار الآداب في بيروت ومازلت أكتب روايتي (حياة موازية) وقد يتغير عنوانها.
محمد أمين
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد