خذلتنا سياحتنا

18-03-2007

خذلتنا سياحتنا

أربع دول عربية هي الأفضل بين الدول النامية، في مجال الرحلات والصناعة السياحية.. الإمارات العربية المتحدة، تونس، الأردن، ثم مصر.. بهذا الترتيب تم تصنيف هذه الدول، من خلال دراسة عالمية شملت 124 دولة.!!
بالتأكيد يهمنا كثيراً، أن نتتبّع أخبار الدول العربية، ونفرح عندما تحظى بترتيب متقدم على قوائم ذات بعد عالمي.
لكن ما يهمنا أكثر -نحن كسوريين -أن نبحث عن اسم سورية، ونسأل عن ترتيبها على مثل هذه القوائم، ليس تعصباً لبلد ننتمي إليه، وإنما يقيناً منا، وربما من سوانا أيضاً، أن بلدنا يستحق أن يتبوأ مواقع متقدمة على أكثر من قائمة إيجابية النفحة والدلالات، لأن فيه من الإمكانات ما يؤهله فعلاً لذلك.
 دعونا نسأل هنا عن موقع سورية على مثل هذه القائمة «الأفضل في مجال الرحلات والصناعة السياحية».؟
لنعترف أن صدمة ما معنوية اعترتنا ونحن نتابع تفاصيل التصنيف السابق. لأن سورية خرجت من القائمة أو لم تُضمّن فيها أساساً. لأننا ندرك تماماً حقيقة مايزخر به هذا البلد من تراث ومواقع سياحية، تؤهله ليكون الأول عربياً، بل في مرتبة عالمية «معتبرة» لكن على ما يبدو -وهذا ليس بالاستنتاج الجديد -أن التاريخ والجغرافية، وهبتا بلدنا مقدرات سياحية، لم نوفق بعد في إيجاد آلية، ولو بالحد الأدنى -تعكس هذه «الهبة» أرقاماً، تجاري ما حققه آخرون، ليس لديهم مالدينا وربما لم يحلموا بذلك يوماً..!!
صخرة استراح عليها أحد الأعلام الأوروبيين، تصبح معلماً أثرياً وسياحياً يدر عائدات سنوية «بزنة الصخرة ذاتها»، بينما قلعة في منطقة نائية لدينا، غيّر بانوها مجريات تاريخ المنطقة، تبقى مجهولة، حتى منا نحن السوريين، وقد نفتقر إلى طريقاً سالكاً يوصل إليها.!! والأمثلة كثيرة تكاد لاتخلو منها محافظة.!!
لم نروّج بشكل صحيح، لم نخدّم مواقعنا كما يجب، اكتفينا بالاحتفاء بأرقام بعيدة عن الواقع.. وهذه هي النتائج.. «نحمل الماء ونعاني الظمأ»..؟؟!!
لسنا بصدد اتهام أحد.. ولسنا من هواة تسفيه جدوى جهد من يدعي أنه بذل جهداً.. لكن صدقونا ثمة خلل ما علينا اكتشافه ومعالجته. إما تقصير أو خطأ في التعاطي وإدارة الذات والامكانات.. أو ..أو..
باختصار ليس من المنطق بأنفسنا أن نبقى دوماً خارج التصنيف.!!

ناظم عيد

المصدر: البعث

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...