دبي تدفع ثمن الأزمةالماليةالعالمية:خطط لإنقاذ المصارف وتقليص الإنفاق
هل أوشكت الأزمة المالية العالمية على »لجم اندفاعة« الطفرة الاقتصادية في دولة الإمارات العربية؟ تساؤل طرح امس مع انضمام امارة دبي إلى ركب الدول الغربية، المتضررة جراء الأزمة، في خفض إنفاقها الحكومي، والمسارعة إلى إنقاذ مصارفها من انهيار كان حتى وقت قريب، ضرباً من المستحيل.
وفي تحول لافت في سياسة البلاد، أقرّ عضو المجلس الحاكم في دبي محمد العبار، الذي يرأس شركة إعمار العقارية، للمرة الأولى، بأن دبي تتراجع عن طموحاتها الضخمة معلناً »العزم على ترشيد الإنفاق ودمج الأنشطة«، بما في ذلك في مجال العقارات، مؤكداً إن الحكومة ستضخ أموالا في مصرف الإمارات للتنمية، الذي يؤسس حاليا كأداة إنقاذ لدمج شركتي »أملاك« و»تمويل« للتسليف العقاري في »المصرف العقاري الحكومي«،الذي تملك الدولة فيه حصة الغالبية.
وقال العبار إن دبي ستحد من طموحاتها في مجال البناء، متوقعة ضعف الطلب بعدما أمضت العقد الأخير في بناء العقارات »باندفاعة« مذهلة، مقللاً من شأن ما تردد عن تقدّم أبوظبي بعروض »مباشرة« لإنقاذ دبي، عبر شراء بعض شركاتها، مثل طيران الإمارات أو نخيل العقارية.
ومع ذلك، طمأن العبار، الذي يرأس فريق العمل الذي شكلته دبي لمعالجة تداعيات الأزمة المالية، المستثمرين الى أن بلاده قادرة على الوفاء بديونها السيادية التي تبلغ عشرة مليارات دولار، إذ تبلغ ديون الشركات المرتبطة بحكومة دبي ٧٠ مليار دولار. وأضاف أن لدى دبي أصولا حكومية بقيمة ٩٠ مليار دولار وأصولا تخص الشركات التي تملك فيها الإمارة حصصا تبلغ ٢٦٠ مليار دولار، واصفاً هذه التقديرات بـ»المتحفظة«.
وفي السياق، أوضح المجلس الاستشاري لحكومة دبي أن »إعمار« العقارية، التي هبط سهمها بنحو عشرة في المئة، و»نخيل« الحكومية »لا تدرسان أي خطط اندماج«، ولكن العبار أجاب بـ»نعم«، عندما سئل عما إذا كانت »إعمار« تنوي طرد بعض موظفيها، من دون أن يخوض في التفاصيل.
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة »اليوم« إن هيئة الاستثمار الكويتية سحبت نحو ٣,٦٦ مليارات دولار، من الخارج، لاستثمارها داخل البلاد، في ما يدل على أن دول الخليج تضررت بالفعل.
وباستثناء سوق السعودية التي انتعشت بنسبة ٦,٢١ في المئة، تراجعت الأسواق المالية الخليجية أمس، لليوم الثاني على التوالي، خصوصا في دبي، حيث أغلق مؤشر السوق على تراجع بنسبة ٥,٣٣ في المئة، وهو مستواه الأدنى منذ أربع سنوات، فيما أغلق مؤشر سوق ابوظبي على تراجع بنسبة ٣,٤٤ في المئة. أما سوق الكويت فأغلقت على تراجع بنسبة ١,٩ في المئة، بينما تراجعت سوق الدوحة بنسبة ١,٣ في المئة، وسوق البحرين بنسبة ٣,٣٤ في المئة.
وتأتي عملية الإنقاذ الإماراتية، في أعقاب عمليات إنقاذ مماثلة أميركية وأوروبية، ظهر أهمها أمس عندما أعلنت واشنطن عن خطة لإنقاذ مجموعة »سيتي غروب«، الأكثر تضرراً جراء الأزمة، والتي يعد المساهم الأكبر فيها الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال، الذي اعلن امس »انه ملتزم شخصياً بالمجموعة ولا شك في ذلك«.
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية والهيئة الضابطة للقطاع المصرفي »اف دي اي سي«، في بيان مشترك أمس عن خطة تقضي بأن تستثمر الحكومة ٢٠ مليار دولار (اقتطعت من خطة الإنقاذ المالي البالغة قيمتها ٧٠٠ مليار دولار) بشكل مباشر في »سيتي غروب«، التي تراجعت أسهمها، في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، بنسبة ٧٠ في المئة، ما جعلها مهددة بالطرح للبيع جزئياً أو بالكامل، وأن تقوم بضخ مبلغ قيمته ٣٠٦ مليارات دولار في ميزانيتها، على شكل قروض وسندات. في المقابل، تتملك الحكومة أسهماً تفضيلية في المجموعة بقيمة سبعة مليارات دولار، على أن تلتزم المجموعة بتطبيق »خريطة طريق« وضعتها الهيئة الضابطة في مجال منتجـات الرهن العقاري.
وفور الإعلان عن خطة إنقاذ سيتي غروب، انتعشت البورصات في أميركا والعالم فيما سجلت أسعار النفط ارتفاعاً ملحوظاً، إذ قفز سعر برميل النفط خمس نقاط في يوم واحد، ليبلغ ٥٥,٣ دولاراً.
وفي لندن، أعلن وزير المالية البريطاني اليستر دارلنغ عن خطة مالية لتحفيز الاقتصاد بقيمة ٣٠ مليار دولار.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد