دعوات إسرائيلية للتدخل العسكري في لبنان
بحثت الحكومة “الاسرائيلية” أمس خلال اجتماعها الاسبوعي تطورات الاحداث في لبنان، ورغم ان موقف الحكومة المعلن هو متابعة ما يحدث في لبنان عن كثب، وتخصيص الاجتماع الوزاري الأمني المصغر لبحث الامر، طالب مسؤولون “اسرائيليون” بوجوب التعامل مع لبنان على أنه دولة حزب الله، ودولة ايران المجاورة للكيان.
واكتفى رئيس الحكومة إيهود أولمرت في مستهل الجلسة الوزارية أمس بالقول إن “إسرائيل” تتابع عن كثب ما يجري في لبنان، وأفادت مصادر في ديوانه أن “إسرائيل” تتابع بقلق لكنها تمتنع حاليا عن التدخل فاسحة المجال للمجتمع الدولي للرد وممارسة الضغوطات على حزب الله. وترى “إسرائيل” بحسب المصادر المذكورة بسيطرة حزب الله على بيروت الغربية انتصارا إضافيا له داخل لبنان بعدما تمكن من إحرازه بشكل “رشيق وسريع” على معسكر الموالاة.
وقال النائب الأول لرئيس الوزراء “الإسرائيلي” حاييم رامون انه يتوجب التعامل مع لبنان على انه “دولة حزب الله”.
ودعت بعض الأوساط للتدخل عسكريا في لبنان لمنع قيام “كيان إيراني” في الحدود الشمالية.
وقال نائب وزير الحرب متان فلنائي في تصريح للإذاعة العامة أمس إن “إسرائيل” قلقة حيال ما يحدث في لبنان لكنها لن تتدخل الآن مرجحا أن لا تتفاقم المواجهات نحو حرب أهلية. وأكد فلنائي أن “إسرائيل” تراقب ما يجري في بيروت بحرص شديد ترى بخطورة بالغة ما وصفه ب”سيطرة” إيران على لبنان وقطاع غزة بوساطة رسل محليين.
واعتبر سفير “إسرائيل” في الأمم المتحدة داني جيلرمان في تصريح للإذاعة العبرية أمس أن الاوضاع في لبنان “هشة وقابلة للانفجار وخطيرة” بالنسبة ل”إسرائيل” أيضا. ودعا لممارسة ضغوطات على البلدان العربية للقيام بتكثيف تدخلها وصولا لتهدئة الأوضاع في لبنان.
ودعا وزير الشؤون الاستراتيجية سابقا رئيس حزب “يسرائيل بيتينو” أفيغدور ليبرمان للتدخل عسكريا لمنع قيام “دولة إيرانية” في لبنان على غرار قطاع غزة. واعتبر تشكل “حدود مشتركة ل”إسرائيل” مع إيران” من جنوبها وشمالها تطورا دراميا يهدد كيانها. وحذر ليبرمان من نشوء “ثكنة” إيرانية متقدمة ثالثة وداخل “إسرائيل” خلال عامين في إشارة للحركة الإسلامية داخل فلسطين المحتلة 1948.
ودعا قائد لواء الشمال في الجيش “الإسرائيلي” سابقا الجنرال يوسي بيلد عضو حزب الليكود في تصريح للإذاعة العامة أمس “إسرائيل” للتدخل الفوري لمنع قيام “دولة إيرانية” متاخمة ل”إسرائيل”. وردا على سؤال حول قدرة “إسرائيل” على ذلك بعد فشلها في العدوان الثاني على لبنان عام 2006 أوضح بيلد أنها استخلصت الدروس وصححت ما كان معوجا لافتا لجاهزيتها اليوم لتحقيق انتصار على حزب الله.
وعبر رئيس قسم الأبحاث داخل الاستخبارات العسكرية سابقا يوسي كوبارفسر عن قلقه من انتقال الأحداث في لبنان لمنطقة الجنوب والحدود لافتا لقيام الجيش “الإسرائيلي” برفع منسوب اليقظة خوفا من تحولها لعمليات “إرهابية”. ويرى كوبرفاسر أن أحداث لبنان وسيطرة حزب الله على غربي بيروت يعكس ضعف المجتمع الدولي في تعامله مع إيران ومساعيها لحيازة السلاح النووي.
وفيما امتنعت الحكومة “الإسرائيلية” عن التعليق على أحداث لبنان، كتب محلل الشؤون العسكرية والأمنية في صحيفة يديعوت أحرونوت، أليكس فيشمان، المقرب من المؤسسة الأمنية أن “أحداث نهاية الأسبوع في لبنان هي تذكير مؤلم بأنه بعد سنة ستجلس إيران، بشكل رسمي، عند حدودنا الشمالية ويتوجب اعتياد ذلك”. ورأى فيشمان أنه “إذا لم تكن هناك مفاجآت، فإنه بعد سنة سيسقط لبنان، من خلال انتخابات نيابية، في أيدي حزب الله وسيتحول إلى مستعمرة إيرانية. وأضاف فيشمان أن رئيس الحكومة اللبنانية، فؤاد السنيورة، ورئيس تيار المستقبل والأغلبية في البرلمان، سعد الحريري، يلتقطان الآن أنفاسهما الأخيرة في التاريخ الإقليمي، وهما يعرفان ذلك”. وقال فيشمان إنهما وصلا إلى هذا الوضع لأسباب عدة، بينها السياسة الأمريكية المعوجة التي تنتهجها وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس من جهة، ومنع الإدارة الأمريكية السنيورة، طوال أشهر أزمة الرئاسة، من التوصل إلى تسويات كان بإمكانه تحقيقها، مع حزب الله.
آمال شحادة- وديع عواودة
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد