دمشق تصعّد بوجه فيلتمان: تعيش في أوهامك
تزامناً مع فوز الجمهوريين في الانتخابات النصفية لمجلس النواب الأمريكي تصاعدت حدة اللهجة بين دمشق وأحد صقور الدبلوماسية الأمريكية جيفري فيلتمان على خلفية تصريحات أدلى بها مصدر مسؤول سوري رداً على كلام أطلقه فيلتمان تناول فيه سورية وسياستها وحلفاءها في المنطقة.
وبينما يُجري الرئيس السوري بشار الأسد مباحثات مع نظيره القبرصي ديمتريس خريستوفياس في نيقوسيا نقل بيان رسمي في دمشق عن مصدر سوري وُصف بالرفيع قوله يبدو أن فيلتمان ما يزال يعيش في أوهامه ولم يقرأ ما نشر من وثائق حول دوره في اتهام سورية باغتيال المرحوم رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق عام 2005، وأن فيلتمان يحتاج لأن يدرك حقائق الجغرافيا والتاريخ بأن سورية جار شقيق للبنان في حين أن الولايات المتحدة الأمريكية تبعد أكثر من عشرة آلاف ميل عنه.
وذهب المصدر الى ان من يحرص على سيادة واستقلال لبنان لا يصدر لوائح بمقاطعة مواطنين لبنانيين لا ترضى عنهم الولايات المتحدة لأنهم لا يخدمون مصالحها، مضيفاً: اننا لسنا بحاجة إلى نصائح فيلتمان لأن سورية تمارس دورها بقرار مستقل يخدم مصالح شعبها وأمن واستقرار المنطقة.
وعلّق المصدر السوري الرفيع بأن سورية معنية بأمن واستقرار لبنان لأن أمن واستقرار لبنان حيويان لأمن واستقرار سورية وربما يحتاج فيلتمان، ويُعتبر مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، جيفري فيلتمان أحد أبرز حلفاء فريق الرابع عشر من آذار اللبناني المخاصم لسورية والذي تبنى اتهامها باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وكان فيلتمان قال إن أصدقاء دمشق في بيروت يقوضون استقرار لبنان، وأن الولايات المتحدة، في تحركها الدبلوماسي الأخير حيال المحكمة الخاصة بلبنان، أبلغت سورية وإيران أنهما ليستا الدولتين الوحيدتين المعنيتين بشؤون لبنان، وأكد في هذا السياق أن المحكمة الدولية مستمرة في عملها 'مهما أثار حزب الله من ضجيج وتهديد' مضيفاً: نود إقامة علاقات ثنائية أفضل مع دمشق.. وقد اتخذت سورية والولايات المتحدة بعض الخطوات المتواضعة للنظر فيما إذا كان يمكن تحسين العلاقات الثنائية بينهما، لكن هذه الجهود لا يمكنها قطع شوط كبير فيها، طالما ان أصدقاء دمشق يقوضون الاستقرار بلبنان.
ولوحظ في البيان السوري عدم الهجوم على الإدارة الأمريكية التي يرأسها باراك أوباما بما يوحي بفصل بسيط لدى الدبلوماسية السورية بخصوص بعض الشخصيات التي شكلت فريق الصقور لدى إدارة بوش السابقة وما زالت في إدارة أوباما ومنها جيفري فيلتمان.
كامل صقر
المصدر: القدس العربي
إضافة تعليق جديد