دنيس روس يعود إلى المنطقة ممثلاً لإدارة أوباما
الجمل: تقول التسريبات الأمريكية القادمة عبر العاصمة البريطانية لندن أن إدارة أوباما الديمقراطية قد أعدت الترتيبات لجهة استبدال استراتيجية مبدأ العزل التي ظلت تعتمدها إدارة بوش الجمهورية وإحلالها باستراتيجية مبدأ التعامل الذي يقوم على الدخول في التفاهمات والمشاورات الدبلوماسية مع جميع الأطراف.
* الشرق الأوسط وملف الدبلوماسية الأمريكية المنخفضة الشدة:
تقول التسريبات بأن إدارة أوباما الديمقراطية سوف لن تستمر في تطبيق سياسة فرض العزلة الدبلوماسية على خصوم أمريكا في المنطقة. بكلمات أخرى، ستركز على التعامل مع دمشق وأيضاً مع الفصائل والحركات الأخرى بما في ذلك حركة حماس الفلسطينية ولكن مع ملاحظة أن أسلوب التعامل سوف لن يركز على إجراء المشاورات والتفاهمات عبر القنوات الدبلوماسية الخلفية وربما عقد الاتفاقيات غير المعلنة.
وأكدت التسريبات البريطانية بأن قنوات الدبلوماسية الأمريكية الخلفية التي ستشمل حركة حماس وحزب الله وبقية الفصائل المسلحة الأخرى ستشرف عليها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وذلك تفادياً لتوريط الخارجية الأمريكية التي ما زالت تضع اسم حركة حماس وحزب الله ضمن قائمة الحركات الإرهابية.
أكدت التسريبات البريطانية نقلاً عن مصادر ديمقراطية أمريكية عليمة بأن الإدارة الجديدة لم تتخذ قراراً رسمياً بانتهاج دبلوماسية القنوات الخلفية ولكن ما هو واضح يتمثل في أن جميع مساعدي الرئيس الجديد في مجال الشؤون الخارجية يؤيدون مبدأ القنوات الخلفية.
* الشرق الأوسط وعودة دنيس روس:
تقول المعلومات القادمة من واشنطن بأن الإدارة الجديدة أكدت على خيارها لجهة تعيين دنيس روس –مبعوث السلام الأمريكي الخاص في الشرق الأوسط سابقاً- ليعود مرة أخرى لجهة تولي منصب السفير الأمريكية القائم بدور المبعوث الأمريكي الخاص للسلام في الشرق الأوسط. ومن أبرز إنجازات دنيس روس في الشرق الأوسط خلال توليه مهام مبعوث السلام نجد:
• اتفاقية السلام الإسرائيلية – الأردنية المعروفة باسم اتفاقية وادي عربة.
• اتفاقية بروتوكول إعادة انتشار القوات في الضفة الغربية.
• الاتفاقية المؤقتة حول وضع الضفة الغربية وقطاع غزة.
• الإشراف على كل الترتيبات الأمريكية التي أدت إلى اتفاقية أوسلو وعملية سلام الشرق الأوسط.
• الإشراف على وضع المحددات والمعالم والخطوط الرئيسية لمشروع خارطة الطريق.
انتماء روس السياسي الرئيسي هو الحزب الديمقراطي ولكن ظلت الإدارات الجمهورية التي تعاقبت تكلفه بمهام مبعوث السلام الأمريكي في الشرق الأوسط.
يتمتع روس بالاحترام الشديد من قبل الإسرائيليين وعناصر اللوبي الإسرائيلي وتقول التسريبات بأن ارتباط روس بإسرائيل واليهود سببه الأساس أن أمه يهودية وهو أمر سيلقي بالكثير من الشكوك على مصداقية هوية روس طالما أن المرجعية الدينية اليهودية تعتبر كل من كانت أمه يهودية يهودي وأن إسرائيل تمنح الجنسية الإسرائيلية لكل يهودي بمجرد أن يطلب ذلك.
تقول آخر المعلومات أن روس يتولى حالياً بعض المهام داخل منظمة الإيباك التي تمثل أكبر منظمات اللوبي الإسرائيلي إضافة إلى عمله كخبير لشؤون الشرق الأوسط في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى التابع للوبي الإسرائيلي.
إضافة لذلك، تقول التسريبات بأن روس سيسعى لمحاولة الدفع باتجاه إخراج سيناريو اتفاقيات السلام الإسرائيلية مع سوريا ولبنان لا تكون على غرار اتفاقيات السلام الأردنية – الإسرائيلية التي أعطى الأردن بموجبها كل شيء لإسرائيل ولم يحصل بالمقابل على شيء سوى نسخة من الاتفاقية التي وقع عليها.
برغم كل التفاؤلات والتشاؤمات السائدة في منطقة الشرق الأوسط إزاء مستقبل السياسة الخارجية الأمريكية فإن متغير صنع قرار هذه السياسة هو العامل الحاسم الذي سيحدد طبيعة توجهات واشنطن في المنطقة. وما هو مثير للغرابة أن السياسة تقوم على المصالح، وبالتالي تصنعها المصالح، إلا السياسة الأمريكية الموالية لإسرائيل التي يصنعها أفراد يضربون عرض الحائط بالمصالح الأمريكية وإن يكن ذلك كذلك فإن مهمة دنيس روس ستكون مستحيلة طالما أن إقناع دمشق بقبول اتفاقية سلام على غرار اتفاقية الأردن سيكون مستحيلاً ومن السهل على روس أن يقنع الشمس بالشروق من الغرب والغروب من الشرق بدلاً من أن يضيع جهده بمحاولة إقناع دمشق بالتخلي عن الجولان.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد