دي ميستورا يتفوق على أسلافه باعترافه بدور الأسد الرئيسي في صناعة السلام السوري

14-02-2015

دي ميستورا يتفوق على أسلافه باعترافه بدور الأسد الرئيسي في صناعة السلام السوري

دكت مدفعية الجيش السوري مواقع المسلحين في الجبهة الجنوبية، في ما يبدو أنه مقدمة لتوسيع الهجوم بعد انحسار العاصفة، فيما تحشد الجماعات المسلحة وبينها «جبهة النصرة»، باتجاه موقع تل الحارة، الذي يبدو أنه سيكون الهدف المقبل للقوات السورية، نظراً لأهميته العسكرية بسبب ارتفاعه وإطلاله على درعا، في محاولة على ما يبدو من جانب دمشق لعزل ريف درعا عن القنيطرة والغوطة الغربية.
وفي هذه الأثناء، ربط المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أمس، بين الرئيس السوري بشار الأسد وحل الأزمة في سوريا، مؤكدا أنه جزء من الحل الرامي إلى تخفيف العنف في البلاد، موضحاً أن السلطات السورية لا تزال تسيطر على أجزاء واسعة من البلاد.
وقال دي ميستورا، في ختام لقاء مع وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس في فيينا، بعد زيارة إلى دمشق التقى خلالها الرئيس السوري، إن «الرئيس الأسد جزء من الحل»، قبل أن يعود ويوضح أنه «جزء من الحل الرامي إلى تخفيف العنف»، مضيفاً «سأواصل إجراء مناقشات مهمة معه». وأعلن أن الحكومة السورية لا تزال تسيطر على أجزاء واسعة من البلاد.
وطالبت الدول الكبرى الداعمة للمعارضة السورية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بتنحي الأسد، إلا أن محللين يرون أن التصدي للدور المتعاظم لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـــ «داعش» في سوريا بات أولوية هذه الدول.
ويفترض أن يقدم دي ميستورا، الذي يعمل على خطة تقضي بتجميد القتال في حلب، تقريراً حول وقف النزاع إلى مجلس الأمن الثلاثاء المقبل.
وجدد دي ميستورا قناعته بأن «الحل الوحيد هو حل سياسي»، معتبراً أن «الجهة الوحيدة التي تستفيد من الوضع» في غياب اتفاق هي «داعش» الذي «يشبه وحشاً ينتظر أن يستمر النزاع ليستغل الوضع».
من جهته، قال كورتس إنه «في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، قد يكون من الضروري الكفاح إلى جانب» دمشق، وان كان «الأسد لن يصبح يوماً صديقاً ولا شريكاً».
الى ذلك فإن مدفعية الجيش السوري استهدفت مواقع المسلحين في كفر ناسج وتل العلاقية وتل عنتر بالريف الشمالي لدرعا، متقدماً ببطء نحو بلدة حمريت شمال ريف القنيطرة. وتسمح السيطرة على حمريت للجيش بالتقدم نحو بلدة الطيحة وسلسلة تلال لا تبعد عن تل الحارة الاستراتيجي أكثر من كيلومترين. وتعد الطيحة نقطة وصل باتجاه كفر ناسج وريف درعا، ما يعني توسيع طوق الحماية لدمشق، خاصة لجهة الجنوب الغربي.
وتشير «تنسيقيات» المعارضة إلى استعدادات تقوم بها «غرفة عمليات فتح الشام» لوقف هجوم الجيش السوري في ريف درعا. وتضم الغرفة «أحرار الشام» و «أكناف بيت المقدس» و «جبهة النصرة» و «جيش الإسلام» و «كتيبة أبو عبيدة الجراح». وعلى جبهة القنيطرة، يحشد «أسود السنة» و «جيش اليرموك» و «فلوجة حوران» باتجاه حمريت.
وجلي أن الأنظار ستتجه بسرعة نحو تل الحارة، أحد أكثر المواقع أهمية في المنطقة الجنوبية والذي عجز الاحتلال الإسرائيلي عن السيطرة عليه في حرب تشرين العام 1973، والذي يبعد حوالي 12 كيلومتراً عن الجولان المحتل. وكانت المجموعات المسلحة، على رأسها «جبهة النصرة»، قد سيطرت على تل الحارة في تشرين الأول الماضي.
وتتوقع مصادر المعارضة أن تكون المعركة قاسية، مع تعزيزات كبيرة للمجموعات المسلحة، خاصة المدعومة من «غرفة عمليات الموك»، ذلك أن استعادة الجيش لتل الحارة يعني تمدده في الريف الحوراني نحو بلدات جاسم وانخل، والفصل بين ريف درعا والقنيطرة والغوطة الغربية.

 

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...