ردود الأفعال الدولية على المحادثات السورية - الإسرائيلية
الجمل: أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال مؤتمره الصحفي في العاصمة البحرينية المنامة عن وجود محادثات سورية – إسرائيلية غير مباشرة تجري حالياً بوساطة تركية، وعلى الجانب الإسرائيلي أكدت السلطات الإسرائيلية الخبر.
* التسريبات التركية:
نشرت صحيفة زمان اليوم التركية تقريراً حمل عنوان «المبعوثون السوريون والإسرائيليون يعقدون محادثات سلام في اسطنبول»، وأشار إلى المعلومات الآتية:
• يوجد مبعوثون سوريون وإسرائيليون في تركية ويقومون بإجراء محادثات غير مباشرة عن طريق الوسطاء الأتراك.
• يتضمن الجانب الإسرائيلي اثنين من كبار مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، يورام توريوفيتش وشالوم تورفيمان.
• بدأت المحادثات السورية – الإسرائيلية غير المباشرة يوم الاثنين الماضي.
• سافر المندوبان الإسرائيليان عدة مرات جيئة وذهاباً بين تركيا وإسرائيل.
• فريدون سنيد السفير التركي في تل أبيب يعتبر من أبرز المشاركين في هذه المباحثات.
• أصدرت الخارجية التركية بياناً رسمياً أكدت فيه بدء المحادثات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل.
• في بلغاريا تحدث وزير الخارجية التركي علي بابكان للصحفيين قائلاً بأن بدء المحادثات السورية – الإسرائيلية هو تطور هام وبأن هذه المباحثات ستتواصل بشكلها غير المباشر لبعض الوقت.
* أبرز ردود الأفعال الأمريكية:
بسبب أهمية دور الولايات المتحدة الأمريكية المؤثر في منطقة الشرق الأوسط، فقد ركزت أجهزة الإعلام على رصد ردود الفعل الأمريكية وفي هذا الخصوص أوردت صحيفة زمان اليوم التركية تقريراً خاصاً برد الفعل الأمريكي حمل عنوان «واشنطن تثني على دور أنقرة في المحادثات السورية - الإسرائيلية» وأشار إلى الآتي:
• تحدث المسؤول الرفيع المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية ديفيد ولش حول المحادثات قائلاً: "أعتقد بأن تركيا لعبت دوراً جيداً ومفيداً بهذا الخصوص"، وأضاف بأن "إسرائيل وتركيا أخبرتانا منذ فترة حول هذه النقاشات وظلتا تطلعانا...". وتحدث ولش قائلاً بأن "الرئيس بوش خلال زيارته الأخيرة إلى المنطقة أعلن بأن المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين تطرح أمامنا أملاً خاصاً ونحن نعمل من أجل التوصل إلى اتفاق حول هذا الأمر بحلول نهاية هذا العام، كما أضاف بأن الولايات المتحدة "تعتقد بأن اتساع دائرة السلام سيكون أمراً جيداً وبالطبع سيكون مساعد جداً جداً إذا تضمن ذلك اتفاقاً مع سوريا". وحول مدى قيام الولايات المتحدة بتسهيل المحادثات أجاب ولش قائلاً: "نحن لم نفعل ذلك، وقد لعبت تركيا دوراً جيداً وكان يتم إطلاعنا على ذلك..".
• تحدثت دانا بيرينو الناطقة الرسمية باسم البيت الأبيض قائلةً: "نأمل أن يكون هذا ملتقى للتصدي لاهتماماتنا العديدة المتعلقة بسوريا، فهي تدعم الإرهاب وسنرى كيف سيتم إحراز التقدم..".
* رد فعل الاتحاد الأوروبي:
جاء رد الفعل هذا على لسان مارك أوتي، الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي في عملية سلام الشرق الأوسط الذي رحب بما وصفه بـ"الأخبار المشجعة" على المسار السوري – الإسرائيلي. وأضاف قائلاً: "يجب مدح الحكومة التركية على جهودها من أجل تسهيل الاتصالات بين الطرفين، وقد ظل الاتحاد الأوروبي دائماً يؤيد الحل الشامل للصراع العربي الإسرائيلي وقد استمر طويلاً العمل في هذا الاتجاه".
* ردود الأفعال غير الرسمية:
وهي ردود أفعال متعددة أبرزها جاء على لسان كبار الخبراء المتخصصين في مجال الصراع العربي – الإسرائيلي:
• شوكر فيشر، مدير البرنامج العربي – الإسرائيلي في المجموعة الدولية للأزمات: وصف المحادثات بأنها هامة من كل الجوانب لجهة أنها مع سوريا، كما أن تحريك المسار السوري سيؤثر على المسارات الأخرى.
• إيعال زيسار: مدير معهد «موشي دايان» للدراسات الشرق أوسطية والإفريقية التابع لجامعة تل أبيب وصف المحادثات بأنها تطور رئيسي وأضاف بأن السوريين كانوا يرفضون المحادثات إلا بشرط التزام الإسرائيليين الانسحاب من الجولان، ومن المحتمل أن يكون إيهود أولمرت قد التزم لهم بذلك، وبالتالي فقد وافقوا على المحادثات. والآن توجد محادثات غير مباشرة أما في المستقبل فستكون المحادثات رسمية وسيتم الإعلان عنها.
• موشي ماعوز، بروفيسور الدراسات الشرق أوسطية بالجامعة العبرية – تل أبيب، قال بأن هذه أخبار جيدة ولكنه عبر عن شكوكه حول النتائج لأن الرئيس الأمريكي ضد هذه المحادثات ولأن أولمرت لا يملك الأغلبية البرلمانية اللازمة للقيام بذلك ولأن تأييد الرأي العام الإسرائيلي له منخفض هذه الأيام.
• بول ساليم، مدير برنامج الشرق الأوسط بمؤسسة «كارنيجي»، أكد قائلاً بأنه يتملكه شعور عام بأن الأمر كان يتم منذ حوالي العام، وبأن الأتراك كانوا يلتزمون الصمت وبأن الأمريكيين لا يعارضون ذلك ولكنهم يتخذون موقف «دعنا ننتظر ونرى» لأن الإدارة الأمريكية لا ترغب في إعطاء أي شيء للسوريين إلا إذا قاموا بتقديم شيء أولاً، وإذا استطاع السوريون والإسرائيليون إحراز التقدم فإن الأمر يمكن أن يرفع في وقت لاحق للإدارة الأمريكية القادمة في وقت ما خلال 2009م.
* ردود الأفعال الإسرائيلية:
ظهرت الكثير من ردود الأفعال في إسرائيل ما بين معارضين وموافقين وتمثلت أبرز ردود أفعال المعارضين بـ:
• حزب شاس: إيلي ييشاي الذي يتولى منصب نائب رئيس الوزراء صرح قائلاً بأن استئناف المفاوضات سيشكل تحركاً خطيراً وأضاف قائلاً بأن سوريا ما تزال تمثل أساس محور الشر وبأنه من غير المناسب تحويل جبهة إسرائيل الشمالية إلى محور شر. وتحدث ييشاي قائلاً بأن أولمرت سبق أن تحدث في الماضي قائلاً بأنه طوال ما كانت سوريا مستمرة في خطوتها الجيوبوليتيكية فإنه سيكون من الخطأ إجراء المفاوضات معها، وأضاف بأنه من غير الواضح ما الذي تغير وبأنه لا يوجد مجال للمفاوضات وبأنه يتوجب عدم رهن أمن إسرائيل في أيدي حزب الله، كما أنه يعتقد بأن ما تم الحديث عنه حالياً هو «محادثات عديمة الفائدة».
• حزب العمل: شيللي ياخيموفيتش عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب العمل، تحدثت واصفةً إعلان بدء المحادثات مع سوريا بأنه "تشويش لا معنى له" وبأن أولمرت استخدم إعلان المحادثات هذا لتوجيه انتباه الرأي العام عن فضيحة الفساد التي تورط فيها.
• حزب الليكود: جدعون ساعار عضو الكنيست الإسرائيلي عن الليكود، الذي تحدث مقللاً من أهمية إعلان المحادثات قائلاً بأن من يرتشي لا يجب السماح له بلمس الجولان، وأن إعلان أولمرت يثبت بأنه لا يوجد حد لاستهزائه وتلاعبه بممتلكات إسرائيل ليستمر في البقاء. كما تحدث عضو آخر عن الليكود هو يوفال شتاينيتز قائلاً بأنه من المحزن أن ترى رئيس الوزراء وهو مستعد لا بل متعجل لبيع الجولان حمايةً لنفسه من التحقيق.
• حزب الاتحاد الوطني – الحزب الديني الوطني: عضو الكنيست أرياه إيلداد تحدث قائلاً بأن المفاوضات التي تم التخطيط لها هي «خيانة» وبأن أولمرت يعتقد بأنه إذا كان شارون قد استطاع أن يرتب أمر تفاديه لمواجهة الحكم والإدانة بالفساد عن طريق اللجوء إلى تطبيق عملية فك الارتباط، فإن أولمرت لن يستطيع الإفلات من الإدانة والفضيحة عن طريق هذه المفاوضات.
أما المؤيدون فقد تمثلوا بـ:
• حزب العمل: تحدث عضو الكنيست إيتان كاييل مثنياً على مبادرة أولمرت باستئناف المفاوضات وقال "أتمنى أن لا تكون هذه محاولة للتغطية على التحقيق فالمفاوضات هي أهم ويجب أن تستمر حتى إذا لم يستمر أولمرت في منصبه".
• حزب ميديتز: تحدث حاييم عورون رئيس الحزب مؤيداً ثناء إيتان كاييل وعبر عن أمله في أن تؤدي المحادثات إلى مفاوضات مع البلدان العربية الأخرى.
من الواضح أن أعضاء الكنيست منقسمون حول الموقف من المحادثات السورية – الإسرائيلية غير المباشرة الجارية حالياً، ومن الواضح أن جميع أعضاء حزب الليكود الإسرائيلي والأحزاب الدينية المتشددة متفقون تماماً في الموقف الرافض، أما بالنسبة لحزب العمل الإسرائيلي فمن الواضح أن موقف أعضاءه غير موحد إزاء المحادثات مع سوريا. وبرغم حالة الانقسام وعدم الإجماع فمن المؤكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يتحرك مكشوف الظهر لاتخاذ قرارات بهذه الأهمية بالنسبة للإسرائيليين.
* ردود أفعال المقالات والتحليلات الإسرائيلية:
باستعراض ما ورد اليوم من تقارير وتحليلات في الصحافة الإسرائيلية نلاحظ الآتي:
• التباين في الآراء.
• هدوء لهجة خطاب المقالات والتحليلات المؤيدة للمحادثات مع سوريا.
• اشتداد وتطرف لهجة خطاب المقالات والتحليلات الرافضة للمحادثات مع سوريا.
وما بين مؤيد ومعارض نلاحظ صدور بعض المقالات والتحليلات التي لم تؤيد ولم تعارض ولكنها ركزت على التشكيك في مدى مصداقية المحادثات، والجديد الذي كان لافتاً للنظر أن هذه الأطراف لم تشكك في مصداقية المحادثات عن طريق التشكيك في مصداقية سوريا وإنما هذه المرة ركزت على التشكيك في مصداقية إيهود أولمرت نفسه. من هذه المقالات والتحليلات نجد على سبيل المثال لا الحصر:
• في صحيفة يديعوت أحرونوت التي نشرت تقريراً حمل عنوان «تركيا تناقش السلام في الوقت الذي يستعد فيه جيش الدفاع الإسرائيلي للحرب». ويركز التقرير على قيام الجيش الإسرائيلي بإجراء مناورات عسكرية تعتبر الأكبر من نوعها لجهة اشتمالها على تدريبات كبار الضباط الإسرائيليين وعلى ردود الأفعال السريعة إزاء القيام بعملية صنع واتخاذ القرار الميداني في أوقات ذروة اشتعال الحرب.
• صحيفة هاآرتس نشرت تحليلاً بعنوان «من سيأتي أولاً معاهدة السلام أم الإدانة؟» حاول التحليل أن يصور أولمرت وهو في سباق مع الزمن للحصول على اتفاق سلام مع سوريا قبل أن تقع على رأسه عصا الإدانة بجرم استلام الرشوة.
وبرغم تعدد ردود الأفعال الإسرائيلية فقد كان واضحاً أن الرافضين ركزوا على اتهام أولمرت بأنه لجأ للمحادثات من أجل تغطية ملف التحقيق الجاري معه حالياً، أما المؤيدون فقد ركزوا على أهمية المحادثات مع سوريا مع ملاحظة أن لا يتم استخدام هذه المحادثات كوسيلة لإفلات أورلمت من التحقيق.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد